اكتشف العلماء الألمان أسخن مصدر للماء الطبيعي للعالم في منطقة بقاع المحيط الأطلسي إلى الجنوب من خط الاستواء. وورد في النسخة الألمانية من مجلة «جيولوجي» أن العلماء الألمان عثروا على ينبوعين مما يطلق عليها اسم «المداخن السوداء» تلفظ الماء تحت عمق 3000 متر بدرجة حرارة 464 مئوية. والمعروف والثابت علمياً أن الماء يتبخر عند درجة 100 مئوية، لكن العلماء يفسرون بقاء الماء في حالته السائلة وهو بهذه الدرجة الحرارية العالية على أساس ارتفاع الضغط في قاع المحيط، إذ يرتفع الضغط في الأعماق إلى 298 بار، أي ما يعادل الضغط الجوي 300 مرة.
الباحثة اندريا كوشنيسكي، من جامعة بريمن، ذكرت أن الماء في الينبوعين موجود في حالة فوق الحرجة، وهو مزيج من جزيئات الماء وفقاعات الهواء، اثقل من بخار الماء وأقل وزنا من الماء. وتؤدي هذه الحالة الحرجة وحالة الماء تحت الضغط إلى تفجّر الماء من القاع نحو الأعلى مثل ماء الصودا.
وسبق للعلماء أن كشفوا عن وجود مصدر حراري في المنطقة قبل سنتين، لكنهم لم يكملوا استعداداتهم للمغامرة العلمية إلى الآن. ويعتقد فريق العلماء أن مصدر الحرارة هي فقاعة هائلة من الحمم المنطلقة من جوف الأرض، وقد حدث تماس بين الفقاعة والماء في قاع الأطلسي بسبب وجود قشرة خفيفة من الارض تغطي المنطقة هناك. هذا، ولا يعود اهتمام العلماء بـ «المداخن السوداء» لأسباب بيئية تدعو لاستخدامها في انتاج الطاقة، بل يتعداها إلى الاهتمام بمحتوياتها من المعادن الثمينة. إذ أشارت كوشنيسكي إلى أن مياه الينابيع الحارة غنية بالذهب والحديد والنحاس والمنغنيز والكبريت. والمعتقد أن نصف كميات المنغنيز الموجودة في قيعان المحيطات تكونت بسبب ينابيع حارة صغيرة لا تجلب انتباه أحد. لكن المشكلة هي أن على شركات التعدين التعجيل باستغلال مياه الينبوعين الحارين لأنهما لن يدوما طويلا حسب تقدير العلماء، إذ يقدّر أنهما ربما تكوّنا بسبب زلزال صغير ضرب المنطقة عام 2000 وقد تتسبّب ظاهرة طبيعية أخرى بطمرهما.