محاكمة أكبر عصابة لتزوير وبيع الأعمال الفنية في باريس

فنان مجهول قلد لوحات لبيكاسو ودالي وشاغال.. وأثرياء دفعوا فيها عملات صعبة

TT

تبدأ أمام محكمة الجزاء في ضاحية «كريتاي»، جنوب باريس، غدا، محاكمة 13 شخصا متهمين بالاشتراك في أوسع شبكة من نوعها لبيع اللوحات الفنية المزيفة على أنها أصلية. وتمكن أفراد العصابة، خلال عشر سنوات، من خداع أثرياء وهواة فن من جنسيات كثيرة وبيعهم أعمالا فنية على أنها لبيكاسو وشاغال ورينوار ودالي.

تتراوح أعمار المتهمين بين 32 و76 عاما. وتتركز التهم الموجهة إليهم في أنهم «قلدوا تواقيع وأختام فنانين بهدف خداع الزبائن»، و«الانتماء إلى عصابة للاحتيال المنظم»، و«التزوير وتداول أعمال مزورة». وأقام المتهمون شبكة متطورة للممتلكات الفنية المزيفة، بين عامي 1996 و2005، ونصبوا على مشترين أثرياء ممن حلموا بامتلاك لوحة لاسم فني شهير عالميا. ومن بين الأعمال التي تمكنت العصابة من تزويرها رسوم مائية للفنان الروسي الأصل والفرنسي الإقامة مارك شاغال، ولوحات للرسام الياباني الأصل تسوغوهارو فوجيتا، وتخطيطات للرسام الإسباني سلفادور دالي، ورسوم بالفحم وبالألوان للفرنسي هنري ماتيس وللإسباني بابلو بيكاسو.

وبلغت مهارة مزوري العصابة أنهم لم ينجحوا في تقليد أساليب كبار الفنانين وضربات ريشة كل منهم فحسب بل في تقليد الخامات وتعتيق الأوراق التي نفذوا عليها الرسوم المزورة. لكن الوحدة المركزية لشرطة مكافحة البضائع الصناعية والفنية المقلدة في فرنسا تمكنت من اكتشاف العصابة، عام 2004، بعد تلقيها معلومات بوجود أعمال فنية متداولة على أنها لهذا وذاك من كبار الفنانين العالميين لكن منفذها هو رسام بارع يقيم في ضاحية «سان مانديه»، شرق باريس.

ومن المتوقع أن يحضر جلسات المحاكمة التي تستمر 5 أيام قرابة 15 شخصا من «ضحايا» العصابة، بينهم من دفع، وقت الحادث، مبالغ وصلت إلى مليوني فرنك فرنسي، أي ما يقارب النصف مليون دولار مقابل لوحة تصور أنها حقيقية. وسيكون على الإدعاء العام تحديد دور كل فرد من المتهمين ومدى ضلوعه في جانب من جوانب التنفيذ أو الترويج. ونظرا للعدد الكبير من المتهمين والمدعين فإن الجلسات ستجري في قاعة خاصة، على أن تصدر الأحكام نهار الجمعة المقبل.