الغرامة والسجن بانتظار «شاعر» كبرى ساحات الثقافة في فيينا

تجاهل طوال 35 سنة التحذيرات والمطالبات الرسمية

TT

هل يحتاج الشعر أو أي نوع آخر من الآداب والفنون إلى تصريح رسمي لعرضه، أو إلقائه، في الساحات والأماكن العامة؟

سواء كانت الإجابة بنعم أم بلا، يظهر أن القوانين النمساوية تنصّ على ضرورة الحصول على ترخيص رسمي مدفوع القيمة، وإلا يتعرض المخالف للغرامة أو السجن، وأحيانا للعقوبتين معا. مناسبة هذا الكلام أن شاعرا شعبيا نمساويا، يواجه راهنا عقوبة السجن لمدة سنة ودفع غرامة قد تصل إلى 3500 يورو «لمخالفته» أحد بنود قانون النظام العام الذي يلزم أمثاله من الأدباء والمغنيين والفنانين، ممن يصنّفون عموما تحت مسمى «فنانو الشوارع» بدفع مبلغ محدّد كقيمة ترخيص يتيح لهم التنقل في ساحات المدينة وميادينها ومواصلاتها العامة لعرض ما يؤدونه من فنون، يراها بعض المارة نوعا من أنواع التسوّل الراقي، فينقدونهم لقاءها بعض المال. وتشمل هذه الشريحة من يرسمون على أرضية ميدان أو رصيف، أو يلقون قصيدة في ساحة من الساحات، أو يعزفون مقطوعة موسيقية أو يغنون في محطات قطارات الأنفاق.. بدلا من استجداء المارة طلبا للإحسان. «الشاعر» المعني، وعمره 56 سنة، ظل لمدة 35 سنة يوزّع ما تجود به قريحته من قصائد يخطها في أوراق صغيرة ويوزعها على مرتادي ساحة «الموزييم كارتير»، كبرى الساحات الثقافية بالعاصمة النمساوية فيينا، وثامن أكبر موقع ثقافي عام عالميا. وكانت الجهات التنظيمية المسؤولة عن هذا الموقع قد لاحقت «الشاعر» بسيل من الشكاوى التي دأب على تجاهلها. كما تجاهل أكثر من تحذير وطلب رسمي بتسديد مبلغ محدد مقابل نشر نشاطه في الساحة معتمدا سياسة الصمت والتجاهل اقتناعا منه بأن «شاعريته» لا تحتاج لإذن حكومي أو رخصة خاصة.