ضجة في فرنسا بسبب حجاب المرشحة إلهام مساعيد

الحزب المعادي للإمبريالية وضعها في المرتبة الثانية على قائمته الانتخابية

TT

بين ليلة وضحاها، تحولت شابة مسلمة في ربيعها الثاني والعشرين، إلى شخصية تتسابق كاميرات الصحافة والتلفزيون في فرنسا لتصويرها، لمجرد أنها محجبة نزل اسمها في قائمة المرشحين للانتخابات البلدية التي ستجرى الشهر المقبل. وقد أثار خبر ترشيح إلهام مساعيد جدلا في الأوساط السياسية الفرنسية، وسارع ممثلو اليمين واليسار إلى إبداء رأيهم في جواز أو عدم جواز هذا الترشيح ومدى انسجامه مع المبادئ العلمانية للدولة.

«الحزب الجديد المعادي للإمبريالية»، وهو أحد أحزاب اليسار المتطرف ويقوده ساعي البريد الشاب أُوليفييه بيزانسونو، حقق ضربة إعلامية موفقة، أول من أمس، حين وضع اسم إلهام مساعيد في المرتبة الثانية على قائمة حزبه في المنافسة على المقاعد البلدية لمنطقة جنوب شرقي فرنسا، وهو موقع يتيح لها فرصة كبيرة للفوز بمقعد في المجلس المحلي.

والمرشحة طالبة تدرس للحصول على شهادة في الإدارة. وهي عضو في اللجنة الشعبية للحزب في مدينة أفينيون، بجنوب فرنسا. وقد دافع حزبها عن حقها في الترشيح مثل أي مواطن آخر، في لقاء مع الصحافة، جاء فيه أن الإيمان قضية شخصية، وأن الحزب يسعى لكسب الشباب الذين يجدون فيه صدى لطموحاتهم. كما استغرب بيير غودار، رئيس قائمة الحزب في مقاطعة الـ«بوش دو رون» كل ذلك التركيز الإعلامي على المرشحة المسلمة، مذكرا بأن أكثر من 400 كاهن دخل البرلمان الفرنسي منذ قيام الجمهورية، ومنهم الأب بيير الذي كان يحضر الجلسات مرتديا زي الكهنوت الأسود.

من جهتها، فاجأت إلهام مساعيد الفرنسيين بحجابها البسيط الأبيض وسروالها الشبابي وروحها العصرية التي لا تميزها عن أي فرنسية أُخرى من جيلها. وقالت، في أول تصريحات لها، إنها انتمت إلى الحزب عن اقتناع شخصي، وإنها تخوض الانتخابات «كمناضلة نسوية، دولية، ومعادية للإمبريالية». وأضافت أنها ضد التمييز والعنصرية السائدة في الأحياء الفقيرة، ومع العدالة في فلسطين.