4 ملايين أمي في ألمانيا.. بلا تغيير منذ 20 سنة

رغم التقدم العلمي والتكنولوجي

TT

يبدو أن حملات مكافحة الأمية لا تعطي ثمارها في ألمانيا، والدليل أن عدد الأميين فيها بلغ هذا العام 4 ملايين شخص، وهو العدد نفسه المسجل قبل 20 سنة. وفي حين لاحظ علماء جامعة ماغدبورغ (شمال شرقي البلاد) في الدراسة التي أعدوها عن الموضوع تواصل دروس مكافحة الأمية في عموم أنحاء ألمانيا، فإنهم عزوا أسباب تأصل المشكلة إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يتركون الدراسة وهم في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية.

تقرير هيئة مكافحة الأمية في ألمانيا، الذي نشرت حصيلته أخيرا، ذكر أن عدد الذين لا يعرفون القراءة والكتابة يبلغ 4 ملايين إنسان بالغ. وميزت الهيئة في معطياتها الإحصائية بين معانين من «أمية تامة»، أي أولئك الذين يعجزون تماما عن القراءة والكتابة، وآخرين يعانون من «أمية عملية»، بمعنى أنهم تركوا الدراسة في المرحلة الابتدائية ولا يجيدون أكثر من كتابة أسمائهم. إلا أن الهيئة لم تكشف نسب الأميين من المجموعتين ولا نسبة الأجانب بينهم.

وتوضيحا لهذه الحصيلة، قال ساشا روزلر، رئيس مشروع مكافحة الأمية في جامعة ماغدبورغ، إن «الأميين تماما» عاجزون عن تسيير حياتهم اليومية الطبيعية بسبب جهلهم التام باللغة، في حين أن مستوى «الأميين العمليين» لا يزيد عن مستوى طفل لم ينه الصف الأول من المرحلة الابتدائية، وهم يعجزون عن تهجئة الحروف، ويفشلون أحيانا في التفريق بين كلمتي «ماوس» و«هاوس».

وكان روزلر قد قاد مجموعة عمل من الجامعة - الواقعة غرب ألمانيا الشرقية السابقة - لاختبار مدى نجاعة دروس مكافحة الأمية، فتوصل إلى نتائج متواضعة، إذ شارك 20 أميا، من المرحلة العمرية بين 27 و58 سنة، في دورة لتعلم اللغة على مدى 7 أشهر، بمساعدة وسائل الإيضاح، والجولات في الشارع، وزيارة السينما.. إلخ. واتضح بعد الدورة أن المتعلمين تحسنوا من مستوى النصف الأول من السنة الأولى في الابتدائية إلى مستوى التلاميذ في نهاية الصف الثاني الابتدائي فقط.

ووصف روزلر النتائج بـ«النجاح المتواضع» لأن المشاركين تعلموا في غضون سبعة أشهر فقط ما يتعلمه تلميذ الابتدائية خلال سنة ونصف السنة. لكنه اعترف بأنه كان ينتظر ما هو أكثر، وكان تقديره أن مستوى الأميين سيرتفع في سبعة أشهر إلى مستوى تلاميذ الابتدائية في نهاية المرحلة الرابعة.