بلاستيك رقيق لخزن الطاقة.. يحل محل البطاريات الكبيرة

يقدم الطاقة الكهربائية إلى الهواتف الجوالة وأجهزة «أي بود» وأيضا الملابس

TT

البطاريات التي زودت أجيالا من البشر بالطاقة الكهربائية على مدى عشرات السنين.. في طريقها إلى الانقراض، بفضل تقنيات طورها علماء بريطانيون لخزن الطاقة الكهربائية في شرائح رقيقة جدا من مواد بلاستيكية جديدة! وأعلن باحثون في جامعة إمبريال كوليدج في لندن أنهم نجحوا في صنع نماذج لشرائح بلاستيكية رقيقة جدا يمكنها تقديم الطاقة الكهربائية إلى ملايين الهواتف الجوالة وأجهزة «أي بود» والأجهزة الموسيقية إضافة إلى السيارات، من دون أن تشغل أي حيز يذكر. وأضافوا أن الحجم الصغير لشرائح البلاستيك ورقتها وخفتها ومرونتها سيسمح بوضع هذه البطاريات داخل شاشات الأجهزة الإلكترونية التي تصنع من مواد مرنة يمكنها أن تنثني والتي يمكن حملها لمشاهدة الأفلام والبرامج أثناء التجوال. بل إنها يمكن أن تستخدم أيضا في المعاطف والملابس أثناء ارتدائها في الشتاء لتوفير الدفء لأصحابها. وقال الدكتور إميل غرينهالغ، الباحث في قسم علوم الطيران في الجامعة، إن المادة التي تصنع منها الشرائح البلاستكية الجديدة تكوّن سعة كهربائية عملاقة يمكنها خزن الطاقة، مثل أي سعة أو مكثف كهربائي يوجدان في أي دائرة كهربائية. وأضاف أن هذه البطارية المسطحة التي لا تزيد مساحتها على 40 سم مربع تقريبا يمكنها أن تشحن خلال خمس ثوان وأن تجهز مصابيح الصمامات الثنائية الباعثة للضوء «إل إي دي» بالطاقة الكهربائية لمدة 20 دقيقة. ويعمل غرينهالغ ضمن مشروع لمدة ثلاث سنوات تموله شركة «فولفو» للسيارات بقيمة 3 ملايين جنيه استرليني (5 ملايين دولار تقريبا) لتطوير بطاريات لسياراتها الهجينة التي يمكنها أن تسير بوقود البنزين أو الكهرباء. وقال في حديث نقلته صحيفة «دايلي ميل» البريطانية أمس: «إننا نعتقد أن سيارة المستقبل سيمكنها أن تتجهز بالطاقة من سقفها أو من أبوابها، وذلك بفضل هذه المواد» الجديدة.

ولا تقتصر استخدامات الشرائح البلاستيكية على هذه المجالات فحسب، بل يتوقع أنها «ستحول الهواتف الجوالة إلى أجهزة رقيقة جدا مماثلة في حجمها لحجم البطاقة المصرفية لسحب الأموال، وتجهيز الكومبيوتر المحمول (لابتوب) بالطاقة الكهربائية.. من غلافه»! وتتيح المواد الجديدة، إجراء عمليتي الشحن بالطاقة الكهربائية وتفريغها بشكل سريع مقارنة بالبطاريات، كما أنها لا تعتمد على العمليات الكيميائية للبطاريات، الأمر الذي يمنحها مدة أطول للعمل.

وقال غرينهالغ إن هذه المواد ستحل محل البطاريات في غضون عشرة أعوام.