النمسا: نجاح طيب لفكرة خزائن المقايضة المكتبية

بعد يومين من انطلاقها في فيينا

TT

هناك شعوب تتعامل بمقولة «أحمقان.. مُعير الكتب ومُعيدها». لكن من واقع التجربة لا يُعتد بهذه المقولة كثيرا في العاصمة النمساوية فيينا، حيث انطلق منذ يومين ولمدة ستة أشهر برنامج أدبي وفني وثقافي واجتماعي يقوم على فكرة توفير خزائن زجاجية، رصّت أرففها بكميات كبيرة من الكتب في مختلف المواضيع، بحيث يتسنى لكل من شاء من المواطنين أن يختار من بينها الكتاب الذي يريد الاطلاع عليه. ولكن في المقابل، يُتوقع من «المستعير» وضع كتاب من كتبه بوسعه الاستغناء عنه، بحيث تكون العملية أشبه بالمبادلة أو المقايضة.. كتاب مقابل كتاب. لكي ينجح المشروع، لا يكون لزاما على جهة معينة تمويله، بل يمضي قدما بنوع من قوة الدفع الثقافية الذاتية.

بدأ المشروع بخزانتين زجاجيتين وضعتا على تقاطع استراتيجي لشارعي سيغلر وويست بان في منطقة ماريا هيلفر، التي تعتبر إحدى أكبر مناطق التسوّق في فيينا، وتحيط بها كثير من المواقع الثقافية من المعارض الفنية والمكتبات. وكان الإقبال واضحا من فئات عمرية مختلفة، بحيث وقف الراغبون منتظمين في صفوف عفوية، دون تنظيم من أحد. وبعد عملية معاينة ومفاضلة واختيار قد تطول وقد تقصر، يأخذ كل فرد دوره وفرصته لوضع كتاب بحوزته واختيار آخر.

هذا، ولقد حظي المشروع باهتمام إعلامي كبير، إعلانا وتشجيعا. بينما ذكر منظمه، وهو فنان معروف محليا وجد دعما من مؤسسة فنية، أن المشروع قد ينتشر في عدد من المواقع الأخرى، حتى يسهل على الراغبين التعامل معه، وقد يتوسّع أكثر بحيث يحصل نوع من التخصّص في الكتب المعروضة. مذكّرا بأن هذه الخزانات المكتبية ستظل مفتوحة 24 ساعة في اليوم.