دراسة بريطانية: سرقات الشوارع مربحة أكثر من السطو على البيوت

رخص الأدوات المنزلية يجعلها غير مجدية للصوص مقارنة مع ما يحمل الناس من أجهزة ثمينة

TT

علق أحد الكوميديين البريطانيين قائلا إن الناس دائما ينظرون إلى الماضي برومانسية فيما يخص العلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة سابقا، على أنها تكاد تكون خالية من الجريمة وكان يسودها الأمان، وأن الناس كانوا يتركون أبوابهم مفتوحة وهذا لم يعرضها أبدا للسرقات. إلا أن الكوميدي أضاف قائلا إن البيوت لم يكن فيها تلفزيونات بلازما ولا «بلاكبيري» ولا «آي بود»، أي إنه لم يكن فيها أي شيء يستحق السرقة. الحديث عن الجريمة وعن مستواها وأسبابها وحجمها يصبح حديث الساعة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية البريطانية المزمع عقدها في مايو (أيار) المقبل كأعلى حد. الأرقام المتاحة حولها تصبح الكرة التي تركلها أرجل السياسيين أكثر من أي قضية أخرى لسهولة تجييرها وتسجيل الأهداف ضد بعضهم البعض، خصوصا عندما يكون هناك غموض في معالجة القضايا الاقتصادية.

وبالرغم من وجود بعض الأرقام الدقيقة حول معدل الجريمة فإنها تبقى سهلة التلاعب من قبل الأحزاب البريطانية الرئيسية، والجميع يحاول تفسيرها على هواه. حزب المحافظين المعارض يتهم العمال الحاكم بأن معدلات الجريمة مرتفعة أكثر من أي فترة مضت. أما الحكومة، المتدنية شعبيتها، فتقول إن العكس هو الصحيح، فلقد تدنى مستوى الجريمة حسب آخر إحصائيات، وقد يكون هذا صحيحا. إلا أن الشيء المؤكد هو أن هناك تغييرا في ثقافة الجريمة، أي إن هناك أساليب جديدة لمزاولتها من قبل المجرمين، خصوصا فيما يخص السطو على البيوت.

المجرمون هذه الأيام يفضلون مهاجمة الناس في الشوارع وسلبهم ما يحملونه من آلات تكنولوجية حديثة غالية الثمن مثل «آي بود» و«بلاكبيري» و«آي فون» و«لاب توب» وغيرها من وسائل الاتصالات الحديثة التي يحملها الناس معهم خارج المنزل، هذا ما بينته آخر الدراسات البريطانية.

ويقول فريق من جامعة ليستر في وسط إنجلترا إن البيوت أصبحت غير جذابة للسرقات، لأنها تحتوي على أجهزة رخيصة الثمن. ويضيف جيمس تريدويل، الذي قاد فريق البحث وقابل أكثر 100 من المجرمين لدراسته «إذا نظرنا إلى أنواع الجريمة التي سادت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي فنجد أن معظم أنواع الجريمة كانت تتركز على البيوت والسيارات. الأشياء التي كانت تسرق من البيوت والسيارات كانت ثمينة ويمكن للمجرم بيعها ثانية في السوق. أما اليوم فإن المجرم لا يخاطر بالسطو على البيت من أجل سرقة دي في دي لا يتعدى سعره 19.99 جنيه استرليني (30 دولارا)».

ويضيف جيمس تريدويل أن هذه الأشياء أصبحت لا تستحق عناء السرقة مقارنة بأجهزة الاتصالات التي يحملها الأفراد معهم في الشارع. «الشباب هذه الأيام يفضلون مزاولة نشاطاتهم في السرقات في الشوارع، والتي أصبحت أقل عناء من السطو على البيوت التي تعرضهم لمخاطرة أكبر». وحسب الأرقام المتاحة وقع أكثر من 375000 جريمة في الشوارع خلال عام 2008/2009 أي بزيادة عن معدلاتها في عام 2000. كما أن عمليات السطو على البيوت انخفضت عام 2009 إلى 744000 مما كانت عليه عام 1999 حيث سجلت آنذاك أكثر من 1.28 مليون جريمة سطو.