يستهلك الطفل الجديد حتى بلوغه السادسة من العمر، حسب تقدير دائرة حماية المستهلك في ألمانيا، 466 يورو شهريا كمعدل من دخل العائلة، ولذا يفضل ذوو الدخول المحدودة الاكتفاء بطفل واحد.
إلا أن معدل المواليد في ألمانيا ليس متدنيا لأسباب اقتصادية فقط، بل ثمة شعور عام بأن الطفل الحديث الولادة يستهلك الوقت والأعصاب، والإجازات أيضا. لكن نتائج استطلاع جديد للرأي، أجراه معهد «فورسا» لاستطلاعات الرأي لصالح اتحاد شركات التأمين الصحي، يشير إلى أن هناك فوائد أخرى تجنى من إنجاب الأطفال، منها أن الطفل يمنح الرجال «طاقة» و«توازنا نفسيا». فقد قال 74% من الرجال الذين شملهم الاستفتاء إن الطفل الجديد يمنحهم «طاقة جديدة» وقدرة متجددة على مواجهة الحياة، ونسبة 64% قالوا إنه يضفي عليهم «توازنا نفسيا» كانوا يفتقدونه قبل الولادة. وفي المقابل تأكد أن البعض يؤرقهم بكاء المولود ليلا وتشعرهم تربية الأطفال بالتعب والإرهاق، إذ قال 12% من الرجال المستفتين إن تجربة تربية الطفل الجديد أصابتهم بإرهاق مستمر لم ينقطع حتى بعد تجاوز الطفل سن السادسة، بل بدت الأمور أسوأ مع 8% من الآباء الجدد تحدثوا عن تدهور صحي مريع أصابهم منذ مجيء الطفل الجديد. من ناحية أخرى، يبدو أن الرجال الألمان على حق حينما يتعلق الأمر بعدد الولادات، لأن معدل الأطفال لدى العائلة لا يزيد عن اثنين. ولقد ارتفعت نسبة الآباء الذين يعانون من أعباء تربية الأطفال إلى 30% لدى العائلات التي تربّي طفلين، وإلى 45% لدى العائلات التي تربي 3 أطفال وأكثر. ومع تزايد عدد الأطفال يزداد العبء المالي على العائلة أيضا، ويستهلك الطفل (بين 7 سنوات و12 سنة) 569 يورو شهريا كمعدل من دخل العائلة، يضاف إلى ذلك مبلغ 656 يستهلكه الطفل (13 - 18 سنة). وهذا يعني أن معدل ما تخصصه عائلة من 3 أطفال، من فئات الأعمار المذكورة، لأطفالها يرتفع إلى1691 يورو.
الجدير بالذكر أن الدولة الألمانية تمنح الأطفال الثلاثة من فئات الأعمار المذكورة مخصصات طفولة يبلغ مجموعها 842 يورو، إلا أن دائرة حماية المستهلك تختلف مع الدولة في هذه التقديرات وترى أنها «زائفة»، وهي تقدر الاستهلاك «الحقيقي» للأطفال، كما أسلفنا، بنحو 1691 يورو شهريا.