«واشنطن بوست» تواجه انتقادات لنشرها أعمال هيئة إخبارية جديدة

أول مقال تنتجه «فيسكال تايمز» عن تأييد إنشاء لجنة لخفض العجز

TT

ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، التي تواجه انتقادات بشأن نشر أعمال هيئة إخبارية جديدة، يوم الثلاثاء، أنه كان ينبغي عليها ذكر المزيد من المعلومات عمن هو ممول هذه الهيئة الإخبارية وعلاقاته، وقال المحقق الخاص بالصحيفة إنه يبحث في مسألة العلاقة.

وتغطي الهيئة الجديدة، «فيسكال تايمز»، القضايا الاقتصادية مع التركيز بشكل خاص على الميزانية الاتحادية والعجز المتنامي والجهود الرامية إلى التقليل من الإنفاق على الرعاية الصحية والتأمينات الاجتماعية. ويقوم بتمويل هذه الهيئة الجديدة بيتر جي بيترسون، المصرفي الملياردير الذي يعمل في مجال الاستثمار، ويدعو إلى تقليل العجز ووضع قيود على برامج المخصصات.

وفي يوم 31 ديسمبر (كانون الأول)، نشرت «واشنطن بوست» أول مقال إخباري تنتجه «فيسكال تايمز»، وهو تقرير عن التأييد داخل واشنطن لاقتراح بإنشاء لجنة لخفض العجز. وكان الخبر الرئيسي الذي اقتبس المقال عنه من «اتحاد كونكورد»، والذي تهدف مهمته الرئيسية إلى الوصول إلى ميزانيات متوازنة وفرض قيود على الإنفاق على شبكة الأمان الاجتماعي.

إلا أن هذا المقال لم يذكر أي شيء عن بيترسون ولا دعمه لـ«فيسكال تايمز»، ولم يذكر أيضا أن بيترسون أحد المؤسسين لـ«اتحاد كونكورد» أو أن مؤسسته أحد المكتتبين الرئيسيين في «الاتحاد».

وتقول مجموعة من محللي السياسات، معظمهم من الليبراليين، إن المشكلة تتجاوز نقص الشفافية، حيث لدى «فيسكال تايمز» تحيز، ولذا لا ينبغي على «واشنطن بوست» نشر أعمالها. وتصر «فيسكال تايمز»، التي عينت فريقا من الصحافيين ممن عملوا في عدد من الهيئات الإخبارية البارزة، على أنها ليس لديها أجندة سياسات ولا تخضع لأي تأثير من جانب بيترسون.

ونشرت «واشنطن بوست» تصحيحا يوم الثلاثاء يقول إن المقال كان ينبغي أن يوضح العلاقات مع بيترسون، لكن التصحيح لم يذكر مدى سلامة علاقة الصحيفة بـ«فيسكال تايمز». وقال أندرو ألكسندر، المحقق بصحيفة «واشنطن بوست»، يوم الثلاثاء، إنه يبحث في الأمر.

وقال ماركوس دبليو براوتشلي، المحرر التنفيذي في «واشنطن بوست»: «لن ننشر أي شيء في الصحيفة لا نؤمن أنه من الصحافة المستقلة. لدينا رقابة كاملة على التحرير. إن محررينا هم من يفكرون في القصة الإخبارية. لقد سألنا إذا كانت (فيسكال تايمز) مهتمة بإنتاج القصة أم لا، وقمنا بتحرير هذه القصة».

وقام بكتابة المقالة الافتتاحية إيريك بيانين، محرر «فيسكال تايمز» في واشنطن والمحرر والمراسل السابق لـ«واشنطن بوست»، وإيلاين إس بوفيتش، المراسل السابق لدى «نيوز داي». وقال بيانين إن بيترسون لا يشترك في التغطية الإخبارية، لكنه قال إن سلطة تعيين وفصل كبار المحررين في أيدي مايكل، نجل بيترسون. ووقّعت «فيسكال تايمز» عقودا مع عدد من الصحافيين البارزين كمساهمين، من بينهم صحافيون سابقون في «واشنطن بوست» وإيدموند إل أندروز، الذي ترك «نيويورك تايمز» مؤخرا.

وقال ناقدو «فيسكال تايمز» إن المقال الأول لم يكن محايدا ولم يعترف بالنقد الموجهة إلى الجنة المقترحة. وكتب دين بيكر، خبير اقتصادي يسهم بكتاباته في الكثير من الهيئات الإخبارية، على موقع (Politico.com)، ليقول إن هذا الحدث «يعد علامة على النهاية المؤسفة لـ(واشنطن بوست) كصحيفة جادة».

ويوجد داعمون بارزون للكثير من الهيئات الإخبارية التي ظهرت في الأعوام الأخيرة مثل «بوليتيكو» و«بروبوبليكا»، وتقوم الهيئات بإمداد صحف عريقة بمواد إخبارية. (نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالات لـ«بروبوبليكا».) و«بوليتيكو» مملوكة لعائلة ألبريتون، التي تحظى بعلاقات مع أعضاء بارزين في الحزب الجمهوري، ويأتي تمويل «بروبوبليكا» بشكل رئيسي من هربرت وماريون ساندلر، وهما من المانحين الرئيسيين للحزب الديمقراطي. وما يميز «فيسكال تايمز» هو تركيزها المحدود نسبيا على قضايا تعد أيضا قضايا مفضلة لراعيها.

وقال فرانك سيسنو، مدير كلية الإعلام والشؤون العامة في جامعة جورج واشنطن، إن الوقت وحده سيخبر إلى أي مدى يمكن الاعتماد على «فيسكال تايمز» وهل كانت علاقة «واشنطن بوست» بالمجموعة الجديدة خطأ أم لا. لكنه أضاف: «لا أعتقد أنه من الممكن أن يكون لدينا هيئات تعتمد على مصدر واحد للتمويل. وقد تكون هناك مشكلات أخلاقية كبرى في إعداد التقارير لإحدى الهيئات عندما تكون هناك وجهة نظر واضحة».

* خدمة «نيويورك تايمز»