منى أبو حمزة: لست في وارد منافسة أي إعلامي آخر.. ومشكلتنا هي مراقبة بعضنا البعض

تم اختيارها ضمن قائمة النساء الـ 100 الأكثر نفوذا في العالم العربي

الإعلامية اللبنانية منى أبو حمزة
TT

انتقدت المقدمة التلفزيونية منى أبو حمزة الساحة الإعلامية العربية عامة واللبنانية خاصة، مشيرة إلى أن العاملين فيها يشغلون أنفسهم بمراقبة بعضهم البعض بينما الإعلامي الناجح لا يملك الوقت لهذه الأمور، بل عليه أن يعترف بنجاح الآخر، خصوصا أن مراقبة الناس تأخذ من وقت وطاقة صاحبها فتمنعه من التطور.

وأكدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس لديها عداوات في الوسط الإعلامي ولو وضعوها أحيانا في موقع الخصم، وأردفت: «لست في وارد منافسة أي إعلامي آخر، وأنا ضد الخصومة في الأساس، وما يهمني التركيز على عملي، ثم إن الساحة كبيرة وتتسع للجميع».

منى أبو حمزة، التي اختيرت مؤخرا ضمن قائمة النساء الـ100 الأكثر نفوذا في العالم العربي من خلال النجاح الذي حققته عبر برنامجها «حديث البلد» على شاشة «إم تي في» اللبنانية منذ نحو 3 سنوات، حلمت بالعمل الإعلامي منذ الصغر وشاءت الصدف أن يتحقق حلمها ولو بعد وقت فأحدثت علامة فارقة في إطلالتها هذه بعد أن حصدت إعجاب ومحبة الناس.

كيف استطاعت أن تؤثر على المشاهد وتسترعي انتباهه بهذه السرعة.. تقول: «في الحقيقة أنا شخصيا فوجئت بقبول الناس لي بهذه السرعة، وأعتقد أن إطلالتي التي عكست شخصيتي الحقيقية والعادية أسهمت في ذلك، فأنا لا أحب التصنع، والمشاهد ذكي يستطيع بسرعة أن يميز بين مذيع وآخر من طريقة تعامل هذا الأخير مع ضيفه أو في أسلوبه الحواري بشكل عام».

وعما إذا كان شكلها الخارجي قد لعب دورا في ذلك أجابت: «أعتقد أنه لا يمكننا الفصل بين الذكاء والحضور والجمال، فالموضوع هو صورة متكاملة (package) لا يمكننا حصرها بعنصر معين».

ورفضت منى أبو حمزة الخط المتبع مؤخرا لدى عدد من الإعلاميين في حواراتهم بحيث يرفعون الكلفة بينهم وبين ضيوفهم، موضحة أن هذا الأمر يشكل نوعا من قلة الخبرة أو الاحتراف لدى المحاور، وقالت: «مهما كانت تربطني من علاقة حميمة مع ضيفي فأنا أصر على الحفاظ على أصول اللياقة معه أمام الكاميرا، وقد أسمح لنفسي أحيانا بنداء ضيفي باسمه الصغير إذا كان معروفا به مثل إليسا، وأحيانا كثيرة أقصد مناداته باسمه الكامل، لأن ذلك لا يقلل من أهميته، أما إذا كان لديه لقب دكتور أو شيخ أو أي لقب آخر فهذا لا يمنع من ذكره بين الحين والآخر، لأنه يعرف بهذا اللقب ولا يجوز أن أتجاهله».

وفي المقابل تعترف المذيعة اللبنانية أنها لا تهتم باللقب الذي يمكن أن يضاف إلى اسمها، فتقول: «أنا شخصيا لا أنزعج من ذكري منى أبو حمزة فقط، فالتعريفات الأخرى، كالإعلامية أو المقدمة التلفزيونية أو المذيعة، لن تزيد أو تقلل من شخصيتي الإعلامية، فنحن في العائلة لا نحب الألقاب، وجدي أصر على إزالة اللقب الذي كان مرفقا باسمه على الهوية، فهو ذو توجه يساري ولا يحب الطبقية، فألغى اللقب، وقد أكون أشبهه في هذا الموضوع لأن التسميات لا تهمني».

وعن حصولها على لقب «المرأة الأكثر نفوذا» في العالم العربي لعام 2012 من خلال إحصاء أجرته مجلة الـ«آرابيان بيزنس»، فورد اسمها إلى جانب كل من فيروز وإليسا ونادين لبكي والشيخة لبنى القاسمي (وزيرة التجارة الخارجية في الإمارات) واليمنية توكل كرمان (الحائزة على جائزة نوبل) وغيرهن من النساء، علقت بالقول: «لا شك أن الأمر أسعدني، فأنا أعتبره نوعا من التكريم والمكافأة على العمل الذي نقوم به»، وتضيف (مبتسمة): «لكن ما يهمني توضيحه هو أن هذا النفوذ لا يتمثل بالعضلات التي لدينا بل بالأنوثة التي نتمتع بها أثناء ممارستنا عملنا وطبعا للجدية التي ننتهجها في طريقة العمل».

وعما إذا كانت تخاف أن تنحصر شخصيتها الإعلامية في برنامج «حديث البلد» فقط، تجيب: «على العكس تمما، فأنا أخاف من أن لا يلائمني أي برنامج آخر، لأنه سيكون أقل شمولية وتنويعا فـ(حديث البلد) شامل ولم يحصرني في نوعية حوارات واحدة، وقد حقق نجاحا كبيرا بحيث اتبع أسلوبه في أكثر من برنامج على محطات تلفزيونية أخرى».

وعن سبب عدم استضافتها لسياسيين من الصف الأول أوضحت منى أبو حمزة أن السبب، وبكل بساطة، يعود إلى الحذر الذي يتبعه هؤلاء في تنقلاتهم من أجل سلامتهم العامة، وأنها تطمح في استقبال رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، مثلا، وكذلك وليد جنبلاط وميشال عون وسعد الحريري، لا سيما أن جميع السياسيين الذين حولهم يؤكدون متابعتهم للبرنامج ويثنون عليه، وأنها تصلها تعليقات مباشرة من زوجاتهم أو منهم شخصيا تؤكد إعجابهم ومتابعتهم للبرنامج بتفاصيله.

وعما إذا كان من الممكن أن تتوسع في برنامجها وتستقبل شخصيات سياسية عربية، قالت: «في الحقيقة أتمنى ذلك، لا سيما أنني تلقيت ردود فعل إيجابية من قبل المتابعين في العالم العربي من الأردن وسوريا ومؤخرا مصر عبر المواقع الإلكترونية، إزاء حصولي على اللقب الأخير، يهنئونني فيها ويطالبونني بتوسيع دائرة ضيوفي لتشمل شخصيات من بلادهم، وأنا بدوري أشكرهم على ثقتهم في».

ورأت أن الإعلام العربي مقسوم، وأنه في غالبيته موجه ووراؤه توجهات سياسية معينة حتى لدى المؤسسات التي تظهر بمظهر الداعمة للحريات، فالتواصل الإلكتروني، في رأيها، الذي يعبر فيه الناس عن حقيقة آرائهم، هو المواقف الإعلامية الحقيقية التي يجب أن نعرفها، وأنها شخصيا لا تشاهد التلفزيون إلا نادرا، لا سيما أن زوجها عادة ما يتابع البرامج الرياضية فتضطر إلى أن تشاركه هوايته عندما تجد الوقت لذلك، مشيرة إلى أن التعاطي مع وسائل الإعلام صار يحمل اليوم خطا آخر يرتكز على التعاطي المباشر، فلم يعد من الممكن أن ينفصل الحاكم عن الشعب كما في الماضي، بل أن يتواصل معه من خلال التواصل الإلكتروني المنتشر حاليا.

وأبدت المقدمة التلفزيونية اللبنانية حزمها تجاه المواقف التي تضطرها إلى التعامل معها بجدية في البرنامج، فعندها تنفصل تماما عن شخصيتها المعتادة فتغيب عنها الابتسامة والضحكة، لأن مواقف مماثلة تتطلب الحزم فلا يمكن التعاطي معها بخفة.

وعن الإعلام بين الماضي والحاضر تقول: «لا نستطيع المقاربة في هذا الموضوع لأن الوسائل الإعلامية تطورت، ولكن دون شك هناك رموز إعلام لا يمكن أن ننساها مثل ليلى رستم، فالمرأة استطاعت أن تترك أثرا في الإعلام منذ زمن، ولا يمكننا الفصل بين رجل وامرأة، لأن الطرفين لم يقصرا في هذا المجال».

وعن أكثر الضيوف الذين تركوا أثرا لديها تقول: «لقد استضفت نحو الـ1200 شخصية، ولا يمكنني أن أصنف هذا أو أحبذ ذاك، فالمواضيع الإنسانية هي أكثر ما تأثرت به، وأحيانا أنفعل معها بصورة مباشرة أمام الكاميرا، فأنا في النهاية إنسانة ولا أستطيع أن أقبل الظلم».

وتضيف: «ولكن ما تعلمته من جميع ضيوفي أن النجاح يتطلب العمل والجهد للوصول إليه وعنواني العريض في الحياة هو أنه يجب العمل على التفاصيل الصغيرة في أي شيء نقوم به عندها يكون النجاح هو النتيجة الحتمية لعملنا».

وعن سبب موافقتها للمشاركة في العمل الإعلاني بعد تصويرها إعلانا ترويجيا لمسحوق غسيل، أكدت منى أبو حمزة أن ذلك يأتي ضمن إطار العمل، الذي يزودها بإحساس الإنسانة المنتجة في المطلق، وتقول: «لقد استطعت أن أبني لنفسي اسما معينا، والأهم أن لا أشوه الصورة التي عرفني بها الناس، فلم أختر ماركة سجائر أو أي منتج تجاري لمجرد تسويقه، وإذا تناسب الإعلان لصورتي فلمَ أرفضه؟ المهم أن أقتنع به».

وعما إذا كانت قد تلقت عروض تمثيل في المقابل، ردت أنها وردت إليها عروض بالمئات ولكنها تؤمن بضرورة التفرغ لأي عمل تقوم به، وأن حبها الأول والأخير يعود لعملها الإعلامي وهي متفرغة له.

وأبدت إعجابها بعدد من زملائها الإعلاميين، مشيرة إلى أن لكل منهم أسلوبه وشخصيته، وأن مارسال غانم وجيزيل خوري وجورج صليبي وكلود هندي ومي شدياق ووليد عبود ومنى الشاذلي وجومانة نمور وغيرهم أفضل مثال على ذلك، وأنه لفتها مؤخرا الإعلامي نديم قطيش على شاشة «المستقبل»، وأن المرأة بشكل عام يجب أن يكون لها موقع أكبر على الساحة الإعلامية، مؤكدة أنه علينا الوصول أولا إلى الجسر لاجتيازه، ومن ثم البقية تأتي.