تغيرات واسعة في توزيع مقدمي البرامج على شبكة «إن بي سي»

باربرا والترز في «هذا الأسبوع».. ودايان سوير في «أخبار دولية»

باربرا والترز (نيويورك تايمز)
TT

في آخر مرة قدمت فيها نصيحة تتعلق بالبرامج لمسؤولين تنفيذيين داخل الشبكات، اقترحت على شبكة «إن بي سي» أن يظهر جاي لينو في الساعة العاشرة من كل ليلة. ويا لها من فكرة جيدة. وما زلت أنتظر خطابات الشكر. مرحبا؟

وعلى الرغم من ذلك وبكل شجاعة، لدي مقترحات أخرى ستكون أفضل كثيرا. أولا، تحية للوضع الراهن (الجديد)، فقد تولت دايان سوير المسؤولية عن برنامج «أخبار دولية» المسائي على «إيه بي سي» وأصبح خاصا بها. ثانيا، قضت باربرا والترز، التي طالما نُظر إليها على أنها غريمة سوير، وقتا جيدا صباح الأحد كمضيفة في برنامج «هذا الأسبوع»، ويمكن أن تستمر في ذلك إن أرادت، ولكن يبدو أنها لا تريد هذا. وكما يعلم مشاهدو «إيه بي سي» الأوفياء، فإن الشبكة تجري تجارب افتراضية إن لم تكن فعلية في بحثها عن بديل لجورج ستفانبوليوس في البرنامج الإخباري صباح الأحد. ومع أنه من غير المحتمل أن تختار والترز لهذا الدور، فقد أدارت ساعة جذابة بها حيوية. ويجب الإشارة على الفور إلى أنه من السهل أن نجعل أي برنامج تلفزيوني «مفعما بالحيوية» وأن القيام بذلك يمكن أن يكون تكتيكا سهلا من أجل زيادة المعدلات. ويعلم متحدثو التلفزيون ذوو الخبرة كيف يمكن اختيار المعارك، وكيفية إدارتها بصورة ممتعة. وربما كان هذا هو الوضع عندما اجتمع الغرماء الطبيعيون روجر أليز، رئيس «فوكس»، وأريانا هافينغتون، المؤسس المشارك لصحيفة «هافينغتون بوست» الإليكترونية، على طاولة برنامج «هذا الأسبوع». وعلى الرغم من أن كلا من أليز وهافينغتون اختيرا عضوين في اللجنة للتعليق على قضايا اليوم، تعامل هافينغتون مع أليز على أنه قضية في ذاته. وانفجر فيه بمجرد أن انفتحت الأبواب، فهاجم أليز و«فوكس» منتقدا العديد من الأشياء منها تبنيها سياسات تتسم بـ«البارانويا» ولهجتها المثيرة. ومنحت والترز الاثنين مهلة كافية، ولم تسمح للخلاف أن يتحول إلى مجرد مشادة كلامية، فهي تعلم أن التلفزيون به الكثير من هذه الأشياء وأن لذلك أثرا سيئا، ولم تكن أيضا حذرة بصورة مبالغ فيها لتضع قيودا شديدة. وبغض النظر عن أي شي آخر، فهي ليست الشخصية التي تأخذها الحماسة بعيدا. ودافع أليز عن نفسه وعن «فوكس نيوز» وقال: «لست مهتما بالأوضاع السياسية، ولكني مهتم بالمعدلات، ونحن نحقق فوزا». ربما كان ذلك شيئا مخادعا، ولكنه قام به على نحو جيد، ومن المناطق التي لا تحقق فيها فوكس «فوزا» هي الجزء الحواري صباح الأحد. ويأتي برنامج «فوكس نيوز الأحد» وراء برامج الشبكات الأربع الكبرى من حيث العدد الإجمالي للمشاهدين وداخل الفئة المستهدفة ما بين 25 - 54 عاما. وحافظ العضو الدائم في برنامج «هذا الأسبوع» جورج إف ويل على عادته ولم يرتكب أخطاء ولحق به بول كروغمان (الذي أعلن بلا مبرر أن متابعي الأخبار يمكن أن يعرفوا كل ما يحتاجون معرفته من صحيفته «نيويورك تايمز»)، بالإضافة إلى أليز وهافينغتون. ولسوء الحظ كانت دونا برازيل، التي تنعش اللجنة عندما تكون عضوا فيها، غائبة. ومع ذلك كان برنامج يوم الأحد عبارة عن ساعة مثيرة ومنعشة، وخصصت أول 20 دقيقة أو نحو ذلك لمقابلة والترز أجرتها مع سكوت براون (الجمهوري عن ولاية ماساتشوستس) الذي انتخب لمقعد تيدي كينيدي في الكونغرس. وكانت المقابلة التي أجرتها والترز نموذجية، وحافظت فيها على شخصيتها وطريقتها في الأداء ولم تحاول التغيير. هل كان المضيف السابق ستفانوبولوس سيثير أو يمسك صورة براون على مجلة «كوسموبوليتان» بالطريقة التي قامت بها والترز؟ ربما اضطر للقيام بذلك، ولكن سيكون الأثر أضعف. كانت شيئا مميزا أن تمسك بالمجلة عالية كي يضطر براون إلى النظر إليها، ولكنه تعامل مع الموضوع ببراعة وكرر: «كنت في الثانية والعشرين من عمري، وأتمنى لو بقي هذا شكلي».

ولم تكن والترز في حاجة للإشارة إلى أن عدد المجلة الذي حمل صورة براون كان فيه مقال عنها. وكانت هناك صورة على صفحة كاملة أيضا وقفت فيها والترز أمام الكاميرا ولكن بالتأكيد لم يكن ثمة شيء مشين. وفي برنامج «الرأي» يوم الاثنين، وهو البرنامج الأكثر شعبية لوالترز خلال اليوم، قالت إنها علمت عن المقال من طاقم «هذا الأسبوع» ولكنها لم تذكر سبب الإشارة إلى ذلك. ووصفت ذلك بأنه «وصف كامل» ولكنه ربما كان كذلك لو كانت هي أيضا شبه عارية. ربما تكون فكرة جعل والترز مضيفة برنامج «هذا الأسبوع» غير عملية، فسيكون عليها ترك برنامج «الرأي» مقابل برنامج آخر، والمرشح لأداء هذه المهمة لا يزال جاك تابرن مراسل الشبكة المختص بشؤون البيت الأبيض. وسيكون هو مضيف البرنامج في المرة المقبلة، وستكون هذه هي المرة الثانية له. وربما كان ظهور والترز مجرد لهو لها، ولكن يمكن أن يرى الجميع أنها عملت بجد من أجل هذا وأحضرت خبرتها وتجربتها بالكامل. يا لها من محترفة. وفي هذه الأثناء، قامت شبكة «إيه بي سي» بإجراء تعديلات على برنامج «أخبار دولية»، ووضعت دايان سوير معيارا جديدا للمذيعين الخارجيين في كل مكان. وجابت مختلف أنحاء العالم في تأكيد مدهش على قوتها في مجال التقارير. وكانت تقاريرها من هايتي، ومن الواضح أنها لم يكن مخططا لها، بارزة، ليست كثيرة النواح ومع ذلك تثير المشاعر الإنسانية. وخلال حوار موجز يوم الاثنين، قالت إنها كانت تستمتع «بجدية الموضوع» وتشعر بين طاقم «إيه بي سي نيوز» شيئا نادرا ما كانت تحس به عندما كانت تندفع في الساعة الرابعة صباحا من أجل برنامج «صباح الخير أميركا». وعندما ذكرت بأنها لا تزال تحافظ على النمط القديم للبرنامج، قالت سوير إن التغير لا يمثل أولوية كبرى. وأضافت: «أفضل تغيرا بسيطا وصغيرا، واتجاهي سيكون ناحية التخلي عن أشياء بدلا من جلب أشياء جديدة». القضية الأساسية بالطبع هي الأخبار. وقد تمكنت سوير من الوصول إلى مستوى المنافسة الذي يميز الأخبار المسائية الثلاثة داخل الشبكة، ومن الواضح أنها تتمتع ببراعة تثير الإعجاب ولديها الرغبة في الفوز.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»