القمة الإسلامية: تلاسن كويتي ـ عراقي حاد بعد دعوة القيادة العراقية للاستجابة لمبادرة الإمارات

عزة إبراهيم يهاجم صباح الأحمد ومحمد الصباح ويتعهد بتلقين الأميركيين درسا وأمير قطر يدعو إلى استنفاد السبل السلمية

TT

الدوحة ـ الوكالات: شهدت القمة الاسلامية الطارئة التي افتتحت امس في الدوحة مشادة حامية بين العراق والكويت استخدم فيها نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة ابراهيم كلمات نابية كما تعهد بتلقين الاميركيين درسا، بينما كان اقتراح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات بتنحي القيادة العراقية مع ضمانات بعدم ملاحقتها حاضرا في اجواء الاجتماع.

وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح قد اشاد في كلمته امام القمة والتي جاءت قبل كلمة العراق بمبادرة الشيخ زايد «النيرة الجريئة»، ودعا «القيادة العراقية الى التضحية بمصالحها الذاتية في سبيل المصالح العامة» اي بشكل غير مباشر الى تنحي الرئيس العراقي صدام حسين.

وفي نهاية كلمته خرج عزة ابراهيم عن كلمته المكتوبة وهاجم الوزير الكويتي قائلا: «كيف تتجرأ على مهاجمة رمز العراق العظيم» في اشارة الى الرئيس العراقي، ثم قال متوجها الى الحاضرين «لقد تحملنا جسارته على العراق العظيم». واضاف ابراهيم في الجزء المرتجل من كلمته «في كل عام يخسر العراق بسبب التآمر الكويتي بقدر ما خسرت الكويت ماديا ومعنويا عشرة اضعاف» خلال احتلالها من قبل العراق. واضاف «واليوم بكل صلافة تضرب الكويت بعرض الحائط قرارات القمم العربية ويهدد أمن العراق بالصميم وتدعو الى الحشود الاميركية» في اراضيها.

ولما قاطعه وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح، هاجمه عزة ابراهيم وقال لهه «اخرس يا صغير يا عميل.. اخرس يا قرد.. اخرس أنت أمام العراق. لعن الله أبو شاربك». ورد عليه الوزير الكويتي قائلا «هذا كفر وكذب ودجل».

هنا تدخل الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر التي تستضيف القمة قائلا «لا نريد تحويل الموضوع الى مشادة ونحن على الفضاء».

فرد ابراهيم قائلا «كان يفترض أن توقفه عندما خرق قرارات القمة وميثاق الجامعة العربية والامم المتحدة». ووقعت المشادة أثناء الجلسة الافتتاحية للقمة التي عقدت في مسعى لمنع وقوع حرب على العراق ونقلت على الهواء قبل ان تقطع قطر الارسال.

والشيخ صباح هو اول مسؤول عربي يعلن في كلمة رسمية تأييد الكويت لمبادرة الشيخ زايد ولرحيل الرئيس العراقي صدام حسين. واعلن امير قطر لاحقا ان وزير خارجية الكويت «تكرم ووافق على سحب طلبه بالرد» على المسؤول العراقي، مضيفا «نحن لا نقبل اي اتهام لأي طرف، فالهدف واحد ولا يوجد من هو عميل لاحد والدليل حضوركم لتجنب اي عمل يزعزع الامن». ومع ان مبادرة الشيخ زايد لقيت تأييدا من دول مجلس التعاون الخليجي الا انها لم تعرض للتبني لا على القمة العربية ولا على القمة الاسلامية. من جهته اعتبر رئيس الحكومة التركية عبد الله غول في كلمته ان «من مسؤولية القيادة العراقية ان تبرهن عن تغير فعلي في توجهاتها».

وكان امير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني قد افتتح اجتماع القمة الاسلامية الاستثنائية في الدوحة قبل ظهر امس والتي تتمحور خصوصا حول الازمة العراقية. وقال امير قطر انه من الضروري «استنفاد كافة السبل السلمية» لحل الازمة العراقية، معتبرا ان «البديل سيؤدي الى نزاعات ومعاناة ستعرض المنطقة الى اخطار لا يعلم مداها إلا الله». ويشارك في قمة منظمة المؤتمر الاسلامي 55 دولة من اصل 57. ورأى امير قطر ان «الخيار اليوم حول العراق لا يدور فقط بين الانحياز الى حل سياسي او الدخول في مواجهة مع التداعيات الناتجة عنها، بل يتركز خيارنا على العمل على اخراج العراق من هذه الازمة بشكل يجنبه ثمناً باهظاً واضرارا جسيمة». واضاف «ينبغي ان نحرص في جميع تحركاتنا على ان تكون الجهود منصبة على استنفاد كافة السبل السلمية ايمانا منا بان السلام هو التحدي».

واعتبر ان اي بديل عن الحل السلمي «سيؤدي الى نزاعات ومعاناة ستعرض المنطقة الى اخطار لا يعلم مداها الا الله».

وبعد ان رحب «بموافقة العراق على القرار 1441 كخطوة لحل المشكلة»، اكد على «ضرورة الحفاظ على استقلال العراق ووحدة اراضيه»، مشددا في الوقت نفسه على «ضرورة احترام سيادة الكويت وأمنها وسلامتها الاقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». كما اعرب امير قطر، رئيس القمة الاسلامية، عن الاسف لعدم تمكن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من حضور القمة بسبب الاوضاع المتدهورة في الاراضي الفلسطينية.

واتهم اسرائيل بأنها «تتجاهل تنفيذ التزاماتها تجاه الشرعية الدولية وتصر على تحقيق الامن عبر القوة العسكرية، مستغلة الظروف الدولية والاقليمية لتدمير السلام» في اشارة الى الازمة العراقية.

ووجه نداء الى المجتمع الدولي والى الولايات المتحدة معتبرا ان «استمرار هذه المأساة الانسانية (في الاراضي الفلسطينية) يعد وصمة عار لأن اي حديث عن السلام والاستقرار في المنطقة لا يتم الا عبر التوصل الى تسوية عادلة (للقضية الفلسطينية) عبر تنفيذ قرارات مجلس الامن».

وفي كلمته المكتوبة اعلن نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة ابراهيم امس ان العراق «سيلقن الغزاة الاميركيين درسا لن ينسوه».

وقال ابراهيم في كلمته قبل ان تحصل المشادة بينه وبين الوفد الكويتي ان «شعب العراق وجيش العراق وقيادة العراق المؤمنة سيدافعون عن وطنهم دفاعا مجيدا وسنلقن الغزاة الاميركيين باذن الله دروسا لن ينسوها». واضاف ان العراق يملك «جيشا من سبعة ملايين مقاتل مدربين تدريبا عاليا منتشرين في السهول والوديان وهم واثقون من النصر».

وقال المسؤول العراقي ان العراق «يواجه منذ 12 عاما حملة عدوانية اميركية تستهدف احتلال ارضه واخضاعه للهيمنة الاميركية والصهيونية ونهب ثرواته والهيمنة على النفط وتغيير الخريطة السياسية للمنطقة لكي يتحقق حلم اسرائيل بدولة من النيل الى الفرات».

وقال ان العراق «سيكون عصيا على الغزاة ونتطلع الى دعم فعال ضد الطاغوت الاميركي والصهيوني والى رفض لتقديم التسهيلات الى العدو المشترك» في اشارة الى الولايات المتحدة. ودعا القمة الى «مواجهة التهديدات بعزيمة واحدة»، مضيفا «لن نسمح للاستعمار ان يستعدي بعضنا على البعض الاخر».