مئات الآلاف من المصريين يشاركون في مسيرة الحزب الحاكم المناهضة للحرب في العراق

TT

فيما بدا ان ضاحية مدينة نصر شرق العاصمة المصرية، القاهرة، وخاصة منطقة استاد القاهرة أصبحت «منطقة حرة» للمسيرات الجماهيرية، نظم الحزب الوطني الحاكم امس مسيرة احتجاجا على الحرب المحتملة في العراق، حشد فيها مئات الآلاف تقدمهم أمين عام الحزب ووزير الاعلام صفوت الشريف، ورؤساء أحزاب المعارضة وممثلون للأزهر والكنيسة والفنانين، مؤكدين الوحدة في مواجهة خطر الحرب الداهم على المنطقة العربية، ومطالبين بحل قضيتي العراق وفلسطين سلميا، ومنددين بالمجازر الوحشية الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني، كما طالبوا باخلاء منطقة الشرق الاوسط من أسلحة الدمار الشامل.

وجاءت مسيرة الحزب الحاكم بعد أقل من اسبوع من المظاهرة التي نظمتها أحزاب المعارضة المصرية يوم الخميس الماضي، وشاركت فيها كافة القوى السياسية، بما فيها جماعة الاخوان المسلمين والنقابات المهنية والعمالية ومنظمات المجتمع المدني واستطاعوا حشد ما يقرب من مائتي ألف مصري في استاد القاهرة. ومنحت سلطات محافظة القاهرة المدارس الثانوية والاعدادية والابتدائية أجازة نصف يوم أمس حتى يتمكن المدرسون والطلبة من المشاركة في المسيرة. وقال الشريف في كلمة امام المتظاهرين: «جئنا نعلن رفضنا للحرب في العراق والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين في آن واحد». بينما قال خالد محيي الدين رئيس حزب التجمع التقدمي الوحدوي:" ان مصر قادرة على ان تستدعي كل أبنائها ليقفوا صفاً واحداً دفاعاً عن الوطن ورفضاً للعدوان».

وأكد نعمان جمعة رئيس حزب الوفد: «ان هذا التجمع هو اعلان للعالم أجمع ان مصر كلها على قلب رجل واحد، حكومة ومعارضة، لتقول: لا للعدوان على أي شعب عربي، لانه عدوان على الشعب المصري.

وأضاف: «اننا نرفض تدخل القوى الأجنبية للاصلاح السياسي أو لتغيير حاكم أو لادعاء الديمقراطية، ونفخر جميعا بأنه عندما فكرت أميركا في اغراء بعض القوى والقول انها تفكر في مساعدتنا لتحقيق ما سمته «الديمقراطية» قلنا جميعا قولة واحدة «لا» لأن نظام مصر لا يصنع في اميركا، ولا يفرض علينا من اميركا وإنما الشعوب هي التي تقرر مصيرها.

كما طالب الشيخ ابراهيم عطا ممثل الأزهر المشاركين «بالاعتصام بحبل الله وألا يتفرقوا». وقال ان الأزهر بعلمائه وجميع قطاعاته وهيئاته ومؤسساته يرفض الحرب ضد العراق، لما فيها من تهديد سافر للأمة العربية بأسرها، ولما يؤدي إليه من كوارث سياسية ومآس انسانية ولما تجره الحرب من خراب وويلات ودمار على الأمة العربية وعلى العالم أجمع».

وبدوره ندد الإنبا موسى، ممثل البابا الكرازة المرقسية، بالأقوال الكاذبة بشأن هذه الحرب قائلا: «قالوا سبتمبر ونقول لهم هذا كذب فانتم بيتم النية لضرب العراق قبل سبتمبر، وقالوا انها حرب صليبية، ونقول لهم الصليب منها ومنكم براء، فالصليب لا يقبل أبدا سفك الدماء، والمسيحية تنادي بالسلام، ويقولون ان الرئيس (الاميركي جورج) بوش يقرأ الانجيل كل يوم، وأنا أسأله أيها الرئيس هل قرأت في الانجيل قول المسيح «طوبى لصانع السلام، وسلاما اترك لكم». وقال الفنان عادل امام: «ان هناك شعبا محاصرا منذ 12 عاما، ودولة كبرى تحاول ان تغتال هذا الشعب.. ونحن لا نريد اميركا حاملة الطائرات.. نحن نريد أميركا الثقافة والعلم والطب، نحن نريد أميركا الحضارة».

وأضاف «يا ضمير العالم هناك شعب يغتال في فلسطين، أين انت يا ضمير العالم أين انتم من امرأة تحمل بيدها طفلا وتضرب بيدها الأخرى دبابة بحجر، أين أنت يا ضمير العالم من شعب فلسطين»، وطالب الحكام العرب بعدم الاختلاف والاستجابة لمشيئة الشعوب.