ردود فعل غاضبة في الكويت على ألفاظ رئيس الوفد العراقي في قمة الدوحة

صباح الأحمد: لم أرد على الدوري استجابة لطلب أمير قطر والرئيس مبارك * الخرافي: النيات الحسنة غير موجودة عند نظام بغداد ولا نجامل أحدا على حساب مصلحتنا

TT

عاد الى الكويت امس النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بعد ان ترأس وفد بلاده الى اجتماعات القمة الاسلامية في الدوحة.

وتعليقا على ما حدث مع الوفد العراقي خلال القمة، قال الشيخ صباح في تصريحات للصحافيين في المطار «ان الكويت متعودة على قلة الادب العراقية، وقد طلبت الرد عليه (عزت الدوري) الا ان الرئاسة (امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) طلبت مني عدم الرد، كذلك الرئيس المصري حسني مبارك لانه (أي الدوري) ليس كفؤاً للرد في هذا الموضوع، وقد اردت ان اقول ان الكلام الذي قاله عن الحكام الصغار لم يكن يقصد به الكويت فقط بل دول مجلس التعاون. واحب هنا ان اؤكد اننا لسنا صغارا انما كبار بالله وشعبنا وباصدقائنا واشقائنا، وهم صغار العقول لانهم لا يقدرون مصائب شعبهم عندما يتعرض لهذه الكارثة، واؤكد ان الكويت لم تقم بأي شيء مخالف وسعت الى ان ينجح المؤتمر».

وحول المبادرة الاماراتية، قال الشيخ صباح «ان الكويت تبنت المبادرة وليس هناك اي تردد من قبلنا بالنسبة لها، كذلك هناك مبادرة اخرى ايرانية لا تختلف عن مبادرة الامارات لكنها لم تطرح، واود ان اقول ان هذا الموضوع اصبح محل بحث متى تبحث الامور فهي مثل البناء الذي نبنيه».

وسئل الشيخ صباح ما اذا كانت الكويت على موقفها بعدم المشاركة في اي عمل عسكري ضد العراق، فاجاب: «اعوذ بالله لان الحرب ليست بين الكويت والعراق بل بين الامم المتحدة ومجلس الامن والولايات المتحدة من جهة والعراق من جهة ثانية، لكن الكويت ستدافع عن نفسها مع اخوانها في دول مجلس التعاون الذين نقدر لهم هذا العون، والذين أثبتوا صحة المثل القائل بانه لا يحك ظهرك الا ظفرك».

واكد ان القمم الثلاث الاخيرة (عدم الانحياز والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي) كلها جاءت لمصلحة الكويت.

وكان الشيخ صباح قد ادلى بتصريح آخر حول ما حصل في الدوحة قبيل سفره عائدا الى الكويت، اكد فيه انه استجاب لطلب رئيس القمة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بعدم الرد على التهجم الذي تعرضت له الكويت من قبل الوفد العراقي في القمة الاسلامية في الدوحة.

وقال الشيخ صباح انه كان يتمنى ان يعطى الدور للرد على ما قاله نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم الا انه استجاب لطلب امير قطر الذي نوه بموقف رئيس وفد الكويت.

واضاف الشيخ صباح انه «من المؤسف ان يخرج من الوفد العراقي كلمة «صغير» وهو بذلك يعتبر ان دول المجلس صغار لكننا نؤكد اننا كبار بالله سبحانه وتعالى وباشقائنا واصدقائنا والمجموعة الاسلامية الموجودة هنا». وشدد على ان «الصغير ليس دول المجلس بل المسؤولون العراقيون الذين لا يفكرون في شعوبهم ولم يأخذوا العظة مما نتج عن غزوهم للكويت». واشار الى «ان ما قام به العراقيون اثناء الغزو فاق ما قام به هولاكو»، مؤكدا عدم رغبته في الرد على ما تلفظ به وفد النظام العراقي. وجدد الشيخ صباح دعمه للمبادرة الاماراتية، مؤكدا ان للجميع الحق في ابداء رأيهم فيها.

ومن جهته، تقدم رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي بالشكر للشيخ صباح الاحمد على ما تم انجازه في البيان الختامي لمؤتمر القمة الاسلامي، مشيدا بالكلمة «الرائعة والمعبرة» التي القاها خلال المؤتمر.

وقال الخرافي ان «كلمة الكويت كانت واضحة وخالية من اي مجاملة وخير ما فعل لتأييده لمبادرة صاحب السمو الشيخ زايد الحكيمة»، مؤكدا انه «على يقين بأن هذا التأييد والدعم لهذه المبادرة نبع من حرص ليس فقط سمو الشيخ زايد انما ايضا الكويت على ان يكون هناك حل سلمي لهذه الازمة التي تعيشها المنطقة».

واضاف «اننا لم نر اي حل سلمي عملي للازمة التي تمر بها المنطقة مثل مبادرة الشيخ زايد. واود ان أؤكد موقف الشيخ صباح لقبوله طلب رئيس القمة الشيخ حمد بعدم التعليق وان دل ذلك على شيء فانه يدل على ثقة ممثل صاحب السمو نفسه وثقة الشعب الكويتي بقيادته»، مشيرا الى ان «هذا المؤتمر ابرز وضع النظام العراقي وما بدر من الفاظ تمثل النظام العراقي وهي تدل على انهيار هذا النظام وحرصه ليس على الشعب العراقي وانما كيفية ابقاء هذا النظام ومن يحوم حوله».

وردا على سؤال عما اذا كان النظام العراقي لا يزال يمثل تهديدا للكويت ولم تنته هذه المسألة قال الخرافي: «فيما يتعلق بالتهديد للكويت فنحن ولله الحمد وبعد ان اصابنا ما اصابنا اتخذنا جميع الاحتياطيات لحماية الكويت واتخذنا كل ما يتعلق بامن واستقرار الكويت، فنحن على ثقة بان وإن كان هناك كل هذه التهديدات والتهويل الا ان هذه الاجراءات التي ابتدعها النظام العراقي مردود عليها والكل يعلم ان الاحاديث التي يرددها النظام العراقي ليست منطقية. وايضا اود ان اؤكد سعادتي ازاء الجرأة التي اتصفت بها وجهة نظر الكويت وهذا ما كنا نتمناه في مجلس الامة ننادي به حيث نادينا بان نكون جريئين وواضحين والا نجامل احداً على حساب مصلحة الكويت»، مؤكدا ان الشعب الكويتي يقف بكل فخر وسعادة خلف قيادته الشرعية والتي اتينا ارتباطنا بها ليس فقط الآن بل في احلك الظروف واثناء فترة الغزو العراقي».

واكد الخرافي «ان النيات الحسنة ليست موجودة لدى النظام العراقي ولا يمكن ان توجد نيات حسنة لدى هذا النظام وبالتالي حرصنا وارتباطنا بالشعب العراقي هو ما جعلنا نؤيد دون تحفظ مبادرة الشيخ زايد على اعتبار انها هي الحل السلمي الحقيقي»، مشيرا الى «ان الجميع سمع خلال قمم واجتماعات كثيرة وكلها تنادي بالحلول السلمية وما هو المقصود بالحلول السلمية في الوقت الذي لم ينفذ فيه العراق منذ اكثر من 12 سنة اياً من طلبات الشرعية الدولية فمتى سوف ينفذها واذا كان الآن يطنطن ويرفع الصوت بانه الآن يطبق هذه القرارات الشرعية ألا يحق لنا أن نتساءل اين كان خلال الفترات الماضية»؟

وكرر الخرافي شكره وتقديره لرئيس واعضاء الوفد الكويتي على ما قاموا به من جهود، معربا عن شكره «لكل فرد من افراد الوفد الكويتي نيابة عن الكويت واهل الكويت».

وبدوره، ندد وزير الاعلام ووزير النفط بالوكالة الشيخ احمد الفهد الصباح بـ«الاتهامات الباطلة للوفد الكويتي»، وقال: «نحن دولة صغيرة بحجمنا لكننا كبار بالحفاظ على قضايانا وبعروبتنا وبعلاقاتنا وكبار كالدروع بالوقوف امام كل معتد علينا». ووصف ما جاء على لسان عزة الدوري بانه «دليل قاطع على استمرار العراق بالتهجم على دولة الكويت»، مشيرا الى ما حدث في اجتماعات القمة العربية في شرم الشيخ عندما طالب الرئيس اليمني علي عبد الله من الوفد العراقي بان يؤكد للمجتمعين بانه لن يكرر الاعتداء على الكويت فرفض الحديث عن ذلك. وقال «ان هذا يدل على أن الوفد العراقي دائماً مبيت النية».

ومن جانبه وصف نائب رئيس مجلس الامة مشاري العنجري ما حدث بانه «امر ليس بجديد او غريب على المسؤولين العراقيين». وقال «ان النظام العراقي لا يستطيع ان يسمع رأيا مخالفا. ففي العراق يكون مصير المخالف هو الاعدام كما هو معروف ومن هنا لم يستطع عزة الدوري تقبل رأي ينادي به كثير من الشعوب العربية برحيل النظام العراقي حقنا لدماء الشعب وحماية لمنشآته وثرواته». واشار الى «ان رئيس الوفد العراقي في قمة الدوحة اعترف اعترافا صريحا لا لبس فيه بما فعله نظامه في الكويت عام 1990 وهو اعتراف صريح يجب التركيز عليه وتحليل الكلمات التي صدرت من مجرم اراد اخفاء جريمته لكن الله كشفها وهو الآن يعيش ايامه الاخيرة». وشدد على «ان تأييد الكويت للمبادرة الاماراتية هو لحماية العراق من اتون الحرب واثارها».