رئيس الأركان الأميركي: هدفنا حرب قصيرة في العراق وستكون لنا جبهة شمالية في الحرب بتركيا أو بدونها

TT

صرح الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات الاميركية، اول من امس، بان الحرب ضد العراق ستنطلق من جبهتين رغم موقف تركيا الرافض للسماح للقوات البرية الاميركية بالتوجه صوب مناطق الشمال العراقي عبر الاراضي التركية. واضاف مايرز ان الولايات المتحدة تهدف الى حرب قصيرة بقدر الامكان لتقليل الخسائر وسط المدنيين ومحاولة حسم الحرب دون الاضطرار لخوض معركة للسيطرة على بغداد.

ويعتقد مراقبون ان تعليقات مايرز التي ادلى بها خلال لقاء مع عدد من الصحافيين لا تختلف جذريا عما ادلى به مسؤولون عسكريون اميركيون في سياق غير رسمي في الآونة الاخيرة، لكنها تعتبر في نفس الوقت مهمة لأنها المرة الاولى التي يصف مسؤول اميركي رفيع خلالها بصورة رسمية الطبيعة المتوقعة للحرب في العراق وعلى وجه الخصوص اختلاف خطة الحرب المرتقبة عن النهج الذي استخدمته الولايات المتحدة في حرب تحرير الكويت عام .1991 كما يبدو ان مسؤولي إدارة الرئيس جورج بوش منشغلون الآن بالمشاركة في آخر جولة من المناقشات حول خطة الحرب. فقد عقد الجنرال فرانكس، قائد العمليات العسكرية الاميركية في منطقة الشرق الاوسط، اول من امس لقاء مع مسؤولين بارزين في وزارة الدفاع (البنتاغون) ركزوا خلاله على الخيارات ذات الصلة بتأسيس جبهة في شمال العراق في حال استمرار رفض تركيا السماح للقوات الاميركية بالمرور عبر اراضيها. وكان من المقرر ان يطلع الجنرال فرانكس الرئيس بوش امس على الجوانب المتعلقة بخطط الحرب. وأوضح الجنرال مايرز ان الولايات المتحدة لا تزال تواصل عملها مع تركيا التي صوت برلمانها يوم السبت الماضي ضد السماح للقوات الاميركية بتحريك قواتها عبر الاراضي التركية، بيد انه اكد على وجود جبهة شمالية «بتركيا او بدونها»، على حد تعليقه.

الجهات المعنية ناقشت، من جانبها، عدة احتمالات بشأن إرسال قوات اميركية الى شمال العراق. فقد اشار مايرز الى ان القادة العسكريين الاميركيين يدرسون استخدام قوات خفيفة التسليح في مناطق شمال العراق وإسنادها بغطاء جوي بدلا من الفرقة الرابعة للمشاة التي كان من المفترض ان تدخل الى شمال العراق برا عبر الاراضي التركية. وأشار الجنرال مايرز بالفعل الى ان توفير الغطاء الجوي لقوات خفيفة التسليح يمكن ان يؤدي الغرض المطلوب.

وتعرض الجنرال مايرز باقتضاب الى عدة جوانب حول الصورة المحتملة للهجوم الاول على العراق. واشار الى ان الحرب ستنفذ في اقصر وقت ممكن، لكنه اشار الى ان السبيل الى تحقيق هذا الهدف يتركز في استخدام قوة نارية هائلة منذ البداية. واوضح ان سرعة تنفيذ الحرب كما مخطط لها لا يعني بالضرورة تعرض الاهداف المدنية لعمليات قصف واسعة، مؤكدا ان القوات الاميركية ستتخذ اجراءات استثنائية للتأكيد على الإبقاء على الخسائر وسط المدنيين في ادنى حد ممكن.

واكد مايرز كذلك ان الحرب المرتقبة ستكون مختلفة تماما عن حرب تحرير الكويت عام 1991 التي بدأت بحملة قصف جوي استمرت خمسة اسابيع تبعها هجوم ارضي قصير الأمد. واستطرد قائلا: «لن تكون الحرب المقبلة مثل حرب الخليج السابقة. اذا كانت التكهنات هي حملة قصف جوي لمدة 38 يوما تتبعها حملة اراضية لمدة اربعة او خمسة ايام، فان ما يمكن ان اقوله هو ان الحرب المرتقبة ستكون مختلفة تماما». ومن جانبهم قال مسؤولون عسكريون انهم يتوقعون تزامن الهجومين الجوي والبري.

كذلك، صرح الجنرال مايرز بأن تحديد مواقع الاسلحة المحظورة وتأمينها سيكون من ضمن العمليات المبكرة للقوات الاميركية. وأضاف ان محاولات النظام العراقي لإخفاء هذه الاسلحة ستنتهي وسيظهر في ذلك الوقت من يمكنهم ان يدلوا بمعلومات حولها.

وكان مسؤولون عسكريون قد اشاروا الى ان خطة الحرب الاولية، التي اطلق عليها استراتيجية «الصدمة»، قد طورت على نحو يؤدي الى توفير قدر كبير من المعلومات من العراقيين خصوصا خلال العمليات الاولى. تهدف الخطة ايضا الى كسر الروح القتالية لدى القوات العراقية سريعا من خلال ضربات جوية وارضية هائلة وخاطفة من شمال وجنوب بغداد.

وتهدف استراتيجية الحرب، التي مضى ما يزيد على عام منذ بدء العمل فيها، الى تقليل الخسائر والحصول على اكبر قدر من التعاون من العراقيين حتى تتمكن القوات العراقية من تحديد مواقع الاسلحة الفتاكة قبل استخدامها وحماية حقول النفط العراقي قبل إضرام النار فيها من قبل القوات العراقية. وقال مايرز ان خبراء التخطيط والاستراتيجية سيستخدمون تكنولوجيا غير مسبوقة في سرعة ودقة تحديد الاهداف وضربها.

* خدمة «واشنطن بوست» و«يو. اس. ايه. توداي» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط»