حركة قرنق تقرر إعادة هيكلة قيادتها وتبحث التحالف أو الاندماج مع قوى سياسية أخرى

عرمان لـ«الشرق الأوسط»: سنحافظ على تحالفنا مع الميرغني ومستعدون للحوار مع المهدي والترابي

TT

بدأت الحركة الشعبية لتحرير السودان نشاطا سياسيا مكثفا استعدادا لعقد مؤتمرها القومي الثاني في مايو (ايار) المقبل، فيما تجري حاليا مناقشات مهمة مع عدد من القوى السياسية السودانية بغية التحالف المشترك والبعض الآخر بهدف الوحدة استعدادا لمرحلة السلام في السودان.

وقال ياسر عرمان الناطق باسم الحركة لـ«الشرق الاوسط»، ان اجتماع قيادات الحركة الشعبية برئاسة الدكتور جون قرنق الذي اختتم اعماله في رمبيك الاثنين الماضي اصدر قرارات مهمة من بينها عقد المؤتمر الثاني للحركة في مايو (ايار) المقبل، واعادة هيكلة الجيش الشعبي (الجناح العسكري للحركة) واعطاء الفرصة للقيادات الشابة لتولى المسؤولية، والعمل على بناء وتفعيل دور الادارة المدنية. وقال ان انعقاد المؤتمر الثاني للحركة يشكل واحدا من اهم الاحداث في التاريخ السياسي للحركة الشعبية. واوضح ان لجنة تحضيرية سيتم تكوينها لهذا الغرض تقوم بوضع اجندة الاجتماع والقضايا التي سيناقشها آخذين في الاعتبار تطورات العملية السلمية الحالية وعلاقات الحركة في الـ 20 عاما الماضية، واوضح ان مؤتمرات اعدادية مصغرة ستعقد في عدد من المناطق من بينها مؤتمر سيعقد في بحر الغزال في 28 مارس (اذار) الجاري، وتم عقد مؤتمرات الاستوائية وجبال النوبة تحضيرا للمؤتمر الثاني.

وقال عرمان ان الحركة مستعدة للتحول والتغيير، والمشاركة في السلطة والحكم، والتحول الى حركة جماهيرية عريضة لكل اهل السودان. وعلى صعيد الاتصالات مع القوى السياسية الاخرى، قال عرمان ان الاتصالات شملت عددا من القوى السياسية السودانية بعضها بغرض التحالف المشترك، والبعض الاخر بغرض الوحدة. وقال ان المباحثات في هذا الشان قطعت شوطا طويلا، مشيرا الى ان النقاشات تشمل قضايا كثيرة من بينها «اسم الحركة». واكد ان الحركة ستحافظ على تحالفاتها السابقة وعلى رأسها التحالف مع الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يقوده محمد عثمان الميرغني، وعلى استعداد لمواصلة الحوار مع القوى الاخرى بما فيها المؤتمر الشعبي الذي يقوده الدكتور حسن الترابي، وحزب الامة بجناحيه، مشيرا في ذات الوقت الى وجود حوار مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عبر قناة السلطة الحكومية للتنمية «ايقاد». وقال عرمان انه يعتقد ان افضل الحلول للقضية السودانية هي التي تأتي عبر الاجماع الوطني ومشاركة كل القوى السياسية بما فيها الحزب الحاكم.

وقال الناطق باسم الحركة ان اجتماع قيادات الحركة في رومبيك اكد على تنمية علاقات الحركة مع دول الجوار الافريقي والعربي وعلى رأسها مصر وليبيا قائلا ان وفدا قام اخيرا بزيارة الى القاهرة وقدم تقريرا الى الاجتماع . واوضح ان الحركة مستعدة للسلام ولكن السلام العادل والشامل. وابان ان المفاوضات الجارية الان في كارن بكينيا حول المناطق المهمشة الثلاث لا تزال تناقش القضايا الاجرائية، بالاتفاق على الموضوعات واليات الحل، ولم يبدأ بعد التفاوض الفعلي على القضايا الجوهرية، مشيرا الى مفاوضات يجريها الوسطاء مع الجانبين.

من جهة ثانية اكد غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني للسلام ان جولة المفاوضات حول الترتيبات الامنية تحدد لها الثاني والعشرون من الشهر الجاري. وقال انه يتطلع لاحراز نتائج ايجابية خلال الجولة الحالية التي ستعقبها جولة اخرى في 22 من الشهر الجاري حول الترتيبات الامنية واضاف «اذا استطعنا تحقيق تقدم في هذه الجولات فان مسيرة السلام ستكون قد كسبت دفعا جديدا». واكد ان قضايا المناطق الثلاث جديدة وتطرح للمرة الاولى وبالتالي فان استكشاف فرص التوافق فيها والاتفاق ستكون من اولى اهتمامات الحكومة. وقال إن زيارات ميدانية سبقت الجولة للمناطق الثلاث شهدت لقاءات حاشدة بينه وبين قادة المناطق وفاءً بوعد سابق لابنائها. واوضح ان الحكومة اوفت بوعدها لهم باشراكهم في موجهات التفاوض وتشكيل الوفود المشاركة في المحادثات.

وكادت جولة المفاوضات ان تنهار منذ بدايتها اول من امس بعدما اتهمت الحكومة حركة قرنق بعدم الالتزام باتفاق سابق يحدد اطر المناقشات. وقال سامسون كواجي المتحدث باسم الجيش الشعبي انهم يطالبون بالحكم الذاتي وعدم تطبيق الشريعة على المناطق المتنازع عليها والتي يسيطرون عليها حاليا. وقال كواجي في ضاحية كارن بالعاصمة الكينية نيروبي حيث تجري المحادثات «لا تستطيع ان تختبئ وراء الحدود التي رسمتها القوى الاستعمارية. هؤلاء الناس هم افارقة مثلنا وهم ليسوا جميعا مسلمين. يتعين التعامل معهم وليس فقط قمعهم». لكن مسؤولا حكوميا في المحادثات قال ان «مطالب المتمردين خارجة عن القواعد التي وضعت الاساس لاستئناف المفاوضات». وقال أحمد درديري نائب سفير السودان في كينيا وعضو الوفد الحكومي بالمفاوضات «وقعنا معهم اتفاقا يفيد بوضوح ان تلك المناطق ليست جزءا من جنوب السودان». وتابع «ومن ثم فان ارادوا التراجع عن هذا فيتعين ان يبلغونا».

وكان الجانبان اتفقا العام الماضي على عدم تطبيق الشريعة الاسلامية في مناطق غير المسلمين وعلى فترة انتقالية لمدة ستة اعوام يصوت الجنوب بعدها على استفتاء على الانفصال. وأفاد لازاراس سيمبويو المشرف على المباحثات ان من المنتظر ان تستمر الجولة الجديدة من المحادثات أسبوعين اخرين. وأضاف ان منطقة ابيي الغنية بالنفط في لب الصراع موضحا ان كلا الجانبين يعترف بانها حالة خاصة. ويمر خط انابيب للنفط في جبال النوبة. وقال سيمبويو للصحافيين «أنا متفائل جدا باننا سنتوصل لاتفاق. اتطلع لوقف الحرب في تلك المناطق ومعالجة مآسيهم».