انتقادات جديدة لنائبين جمهوريين أميركيين بسبب مغادرتهما جلسة افتتحها إمام مسلم

TT

استمرت امس تفاعلات رفض اثنين من نواب الحزب الجمهوري حضور جلسة لمجلس النواب بولاية واشنطن احتجاجاً على افتتاحها بدعاء اسلامي، مما اثار استياء بعض مسؤولي الحزب، واوساط المنظمات الاسلامية الاميركية.

وكان النائبان لويس ماكماهان وكاري كودنتا قد غادرا جلسة مجلس النواب الخاص بولاية واشنطن يوم الاثنين الماضي مباشرة بعد ان بدأ امام مسلم بتلاوة دعاء خلال افتتاح الجلسة. وجرت العادة ان تفتتح جلسات المجلس بادعية يلقيها ممثلون عن اديان مختلفة.

وقال النائب كاري كودنتا انه ترك الجلسة لانه لم يكن مهتما بشكل خاص بالدعاء. اما لويس ماكماهان فقالت انها غادرت الجلسة لانها تعتبر القضية «وطنية». واضافت «ان الدين الاسلامي كجزء وككل مع الهجوم على اميركا. لم ارد ان اكون مشاركة في ذلك». وتابعت النائبة المحافظة «على الرغم من ان الاتجاه الغالب للديانة الاسلامية لا يشهر الكراهية لاميركا، فانه يفرخ المجموعات التي تكره اميركا».

وكان الامام المسلم، محمد جوبان، قد افتتح الجلسة بالعبارات التالية: «نفتتح هذه الجلسة من جلسات مجلس النواب باسم الله، الاله الواحد رب ابراهيم، رب موسى، رب عيسى، ورب محمد، عليهم جميعا السلام. ندعو الله او الرب ان يبارك ولاية واشنطن لكي تستمر في الازدهار لتصبح رمزا للسلام والطمأنينة لجميع الناس من جميع الخلفيات العرقية والدينية. ندعو ان يهدي الله هذا المجلس لصناعة قرارات جيدة لاهل واشنطن».

يذكر ان نحو 30 الف مسلم يعيشون في ولاية واشنطن، غالبيتهم في مدينة سياتل. ووصفت ريتا زويدة رئيسة التحالف العربي الاميركي، وهو منظمة محلية في واشنطن، تصرفات ماكماهان بـ«الصبيانية»، وسارعت لاطلاع المنظمات الاسلامية في الولايات المتحدة بما حدث.

واستنكر مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير) في بيان ارسل الى «الشرق الأوسط» ما بدر عن النائبين، وطالب قادة الحزب الجمهوري في ولاية واشنطن وعلى مستوى الولايات المتحدة، بادانة ذلك والاعتذار للمسلمين في اميركا. وقال مدير مجلس (كير) نهاد عوض «في الوقت الذي يظهر فيه غالبية النواب والقادة السياسيين رغبتهم واحترامهم لمشاركة المسلمين في هذا النشاط الذي يظهر الاعتراف والاحترام لكافة الاديان، يؤسفنا ان يكون من بينهم من يعبرون عن جهلهم بتصرفات لا تليق بمسؤول انتخب ليخدم المجتمع».

بدوره، وصف كريس فانس، مدير الحزب الجمهوري في ولاية واشنطن، تصرفات ماكماهان بـ«غير المناسبة»، وقال «ان رئيس الحزب الجمهوري هو جورج دبليو بوش وليس لويس ماكماهان». واضاف «ان بوش اكد ان الحرب ضد الارهاب ليست حرباً ضد الاسلام».

وكان اكثر الاطراف في القصة طمأنينة الإمام جوبان الذي قال في مقابلة اجريت معه انه لم يعلم بان بعض النواب غادروا القاعة حين كان يتلو دعاء الافتتاح. واضاف انه يحترم «ما يعتقده الآخرون، كما ينبغي علينا ان نغفر بعض الاشياء والجهل لان القرآن يدعو الى مقابلة الفعل السيئ بافعال طيبة». ومن المقرر ان يفتتح الإمام جوبان جلسة اخرى لمجلس النواب يوم غد.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»