لبنان: انحسار جزئي للتوتر في مخيم عين الحلوة

TT

سجل امس انحسار جزئي للتوتر في مخيم عين الحلوة الفلسطيني في جنوب لبنان، واقتصر الاستنفار المسلح على محيط مراكز حركة «فتح» و«الكفاح المسلح» ومنزل مسؤول «عصبة النور» الاصولية الشيخ عبد الله الشريدي المتهم بقتل احد عناصر الكفاح المسلح، نزيه الشريدي، الذي ما زال اهله يمتنعون عن دفنه قبل استسلام القاتل.

وشهدت بعض احياء المخيم حركة شبه عادية امس. وفتحت المحال التجارية ابوابها، كما فتحت مدارس «الاونروا» للتلامذة بعد اقفال استمر ثلاثة ايام.

وفي محاولة للجم التوتر، على الاقل مؤقتاً، عقدت الفاعليات الفلسطينية في المخيم اجتماعاً في مقر «الكفاح المسلح» بدعوة من اللجنة الامنية بحضور ممثلين عن منظمة التحرير والكفاح المسلح و«فتح» والقوى الاسلامية والفصائل الفلسطينية. وصدر عن المجتمعين بيان اتهموا فيه قاتل نزيه الشريدي بانه «نفذ جريمته الشنعاء امام اهلنا الصابرين ظناً منه ان لا رادع له». وحذروا «العابثين والمشبوهين ومنفذ الجريمة الاخيرة (من دون تسميته) باننا سنلاحق كل من اساء الى هذا المخيم الصابر الصامد، من دون غطاء لأي مخل مجرم ينفذ جريمة في هذا المخيم».

وكانت «جماعة النور» التي يرأسها المتهم الشيخ عبد الله الشريدي قد اصدرت اول من امس بياناً هددت فيه «باجتثاث رؤوس الفساد وفي مقدمها سلطان ابو العينين (مسؤول منظمة التحرير) ومنير المقدح (مسؤول «فتح» في المخيم) وابو علي طانيوس (مسؤول الكفاح المسلح) الذين يعيثون فساداً في المخيم». كما هددت بـ«تحويل المخيم، لا بل لبنان كله بركة من الدم».

الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» ان «فتح» سوف تتعامل مع الموضوع بجدية ولن تسكت على ما اقدم عليه الشيخ عبد الله الشريدي. وهي اتخذت تدابير معلنة واخرى غير معلنة وهي خطوات مؤجلة التنفيذ، وربما نفذت في المستقبل خطوات مفاجئة وخاطفة تؤدي الى القاء القبض على الشريدي. واعتبرت المصادر «ان الاقدام الآن على القاء القبض على الشيخ الشريدي بمواجهة عسكرية فيه مغامرة واستحالة. وهو امر مكلف للطرفين وقبلهما للاهالي لان زعيم عصبة النور يتحصن في حي مكتظ بالاهالي، ولذلك فإن مسألة الحسم العسكري المباشر مستبعدة الآن من دون ان يعني ذلك على الاطلاق عدم الاقتصاص من الشيخ عبد الله الشريدي» حسب هذه المصادر.