مصدر فلسطيني: ثمة عقبات أمام احتلال منيب المصري منصب رئيس وزراء السلطة

رجل الأعمال النابلسي لـ«الشرق الأوسط»: هناك حديث في الموضوع لكنني لم أبلغ رسميا

TT

استبعد مصدر فلسطيني تعيين الملياردير الفلسطيني منيب المصري رئيساً لوزراء السلطة الفلسطينية. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط»: «من الاستحالة بمكان وصول المصري الى هذا المنصب»، مشيرا الى وجود عدد من العقبات التي تحول دون اختياره الى هذا المنصب اهمها انه خدم كوزير في احدى الحكومات في الاردن. وحول العقبات الاخرى اضاف المصدر«هناك قرار اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يؤكد ضرورة ان يكون من يحتل هذا المنصب عضوا فيها. وثانياً لو افترضنا جدلا ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات هو الذي اقترح اسم المصري رغم انني اشك في ذلك، فان المجلس المركزي الفلسطيني لن يوافق على هذا الاقتراح. ولو وافق المجلس المركزي فانا متأكد مائة في المائة ان المجلس التشريعي لا يصادق عليه. والرئيس عرفات لن يضع نفسه في مثل هذا الوضع المحرج».

وشدد المصدر على ان المرشح الاوفر حظا الى هذه المنصب هو محمود عباس (ابو مازن) امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، احد القادة التاريخيين لحركة فتح والذي يحظى بتأييد اعضاء اللجنة الرباعية للسلام.

وقال مصدر فلسطيني آخر لـ«الشرق الاوسط»: «ان ابو مازن يحظى بتأييد من اعضاء اللجنة الرباعية لا سيما تيري رود لارسن ممثل الامين العام للامم المتحدة والمندوب الروسي اندريه فدوفين وممثل الاتحاد الاوروبي ميغيل موراتينوس». وأضاف المصدر «ان لارسن وفدوفين تحدثا (موراتينوس ظل صامتا) خلال لقاء مع الرئيس عرفات اخيرا عن مواصفات رئيس للوزراء لا تنطبق الا على شخص ابو مازن».

واما منيب المصري الذي عاد اول من امس من الاردن الى مدينة نابلس وهي مسقط رأسه، التي اتخذها مقرا لنشاطاته بعد عودته اليها من لندن حيث كان يقيم، فانه لم يسمع بنبأ احتمال تعيينه في هذا المنصب الا عبر الاذاعات والمحطات الفضائية. وقال المصري لـ«الشرق الاوسط» الذي اتصلت به في نابلس بعد جولة تفقدية زار خلالها البلدة القديمة للاطلاع على مدى الاضرار التي لحقت بها جراء العدوان الاسرائيلي، «هناك حديث عن الموضوع. حقيقة انني سمعت بهذه الانباء عبر الاذاعات والفضائيات. انا لم ابلغ رسميا او غير رسمي بذلك». واضاف «لم التق الرئيس عرفات منذ عودتي الى نابلس اول من امس، ولكن من المتوقع ان التقيه ان لم يكن اليوم فغدا ان شاء الله. ولا علاقة لهذا اللقاء بهذه الاخبار». وتابع المصري القول «اذا ما بلغت رسميا بترشيحي الى هذا المنصب فانني سأتشاور مع العائلة والاصدقاء قبل ان اعطي رأيي بالسلب او الايجاب».

وردا على سؤال حول ما اذا كان ابو مازن هو الاوفر حظا في الحصول على هذا المنصب، قال المصري «ليس هناك تزاحم بيني وبين الأخ ابو مازن. انا جندي اخدم مع ابو مازن وغيره. وهناك مجالات كثيرة يمكن ان اخدم من خلالها وطني».

يذكر ان عرفات عرض على المصري الذي كان يقيم في لندن ويرأس رابطة الجالية الفلسطينية فيها، منصبا وزاريا في السلطة بعد عودته الى الاراضي الفلسطينية عام 1995.

وكانت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية قد تحدثت اول من امس عن موضوع ترشيح الرئيس عرفات للمصري لهذا المنصب، وتبعتها امس صحف اخرى. وقالت «هآرتس» ان عرفات يخطط لترشيح المصري وهو احد اكثر الفلسطينيين ثراء في العالم، الى منصب رئيس الوزراء.

وقدمت «هآرتس» لمحة عن حياة المصري فقالت انه ينتمي الى اسرة المصري ذات النفوذ في الضفة الغربية. وله نشاطات تجارية في الاراضي الفلسطينية والاردن والخليج وعواصم اخرى في العالم.

وحسب الصحيفة فان المصري تربطه علاقات جيدة مع الولايات المتحدة. وزعمت الصحيفة بأن له علاقات مع اسرائيل وانه لعب دور الوسيط بين الرئيس عرفات وبنيامين نتنياهو عندما كان رئيسا لوزراء اسرائيل في عام 1996.

يذكر انه من المقرر ان يعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد غد، اجتماعا في مقر الرئيس عرفات في رام الله للمصادقة على قرار عرفات استحداث منصب رئيس للوزراء. وسيعقب اجتماع المجلس المركزي جلسة للمجلس التشريعي تعقد يوم الاثنين المقبل وذلك من اجل استحداث هذا المنصب في النظام الداخلي للمجلس وتحديد صلاحيات رئيس الوزراء.

وتلقى اعضاء المجلس التشريعي الدعوات لحضور الجلسة، لكن يتوقع ان تعرقل اسرائيل وصول العديد منهم الى مكان الاجتماع كما فعلت في المرة الاخيرة، خاصة بعد عملية حيفا امس.