«محمد شظاف الشهري، ذو الابتسامة السمراء الرقيقة، والطلة البهية، صاحب الحضور الصاخب والمليء بالسخرية، الطالب الذي أضحك جامعة الملك سعود بطلابها ومسؤوليها، ليطل عبر شاشة المجد الفضائية ببرنامج ساخر أسبوعي، تحول في شهور بسيطة إلى جسم انتحاري يتفجر بأبرياء في الرياض».
كتب الكلمات السابقة أحد زملائه في جامعة الملك سعود معبراً عن فجاعة النبأ الذي تلقاه في مشاركة محمد (الساخر) في أحداث 12 مايو (أيار)، وتحدث عنه فقال «كان محمد يدرس في قسم الأحياء بكلية العلوم في جامعة الملك سعود، وقد كان أكثر الشخصيات في الجامعة فكاهة وسخرية ومرحاً، ظل طوال دراسته في الجامعة محبوباً ولطيفاً مع زملائه وأساتذته، لا توجد له خصومة مع أحد، فكيف يتخاصم وهو الذي يضحكنا ويتحفنا بقفشاته على الدوام، لقد صنع من مسرح الجامعة، شيئاً لا يوصف، ونقل اسم المسرح إلى منافسة الجامعات الأخرى، بعرضه المسرحي الرائع».
ولد محمد الشهري منتصف السبعينات في قرية ثلوث المنظر في منطقة عسير (جنوب السعودية) واكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في قريته وفي قرية مجاورة لها قبل أن ينتقل للدراسة في جامعة الملك سعود، ويتزوج خلال تلك الفترة ليعمل بعد التخرج في المجمع التعليمي لجامعة الملك سعود الذي خصص لأبناء منسوبي الجامعة، فعمل على مدى 3 أعوام معلماً لمادة العلوم، وله من الأبناء ولد وبنت. ويقول مصدر مطلع في جامعة الملك سعود ان «الجامعة حرصت على أن يعمل محمد في المجمع التعليمي التابع لها، فهو معروف لدى المسؤولين ومحبوب ولذا حرصوا على أن يكون معلماً لأبنائهم، نظراً لشخصيته المرحة وتعليمه الجيد» ويضيف المصدر «إلا أنه مع بداية هذا الفصل الدراسي فوجئت إدارة المدرسة بانقطاعه دون أي إشعار مسبق، فلم يعد للعمل منذ انقطاعه»، ولقد كان وقع الخبر وظهور اسمه في بيان وزارة الداخلية شديداً «لقد صُدم المسؤولون الذين يعرفونه، وكذلك الطلاب في مدرسته».
في جانب آخر من شخصيته وحياته العملية، التحق محمد بقناة المجد الفضائية، بعد أن استقطبته مع بداية بثها الفضائي أواخر العام الماضي، ولم يكن وحيداً بل مع مجموعة أخرى ممن عرفوا في جامعة الملك سعود كشخصيات تحمل الطابع المرح في التقديم المسرحي ومختلف البرامج الفكاهية، فبدأوا في تقديم برامج فكاهية خفيفة بصفة أسبوعية ودائماً ما تكون في عصر الجمعة، إلا أنه قبل 3 شهور اختفى محمد من القناة وبقي زملاؤه الذين بدأوا معه. ويشير مصدر مسؤول في القناة لـ«الشرق الأوسط» حين سألته يوم أمس عن غياب محمد «لقد تلقت إدارة القناة قبل 3 أشهر معلومات شخصية عن سلوكيات محمد في الآونة الأخيرة، وخشية منها على سمعة القناة، بادرت إلى إشعاره بأن القناة لا تحتاج إلى خدماته، وتمت بين الطرفين المخالصة»، إلا أنه لم يخف شعوره من هول الصدمة حين علِم باشتراك محمد في الحادثة «شعور الصدمة عَم كافة المسؤولين والعاملين في القناة، كنا حذرين من سلوكياته حسب ما بلغنا، ولكن لم يتصور أحد فينا أن تصل إلى هذه الدرجة». ويبقى أن محمد الشهري أكثر الشخصيات إثارة ضمن قائمة المفجرين، ويجمع على الاستغراب زملاؤه وأساتذته في الجامعة والقناة الفضائية، فبعد أن أضحك (محمد) في مشوار حياته القصير طلاب الجامعة ومشاهدي المجد، مات والوطن يبكيه لمصيره الذي آل إليه.