خالد القاسمي يروي لـ«الشرق الأوسط» ملابسات عزله عن ولاية عهد رأس الخيمة: أخرجوا زوجتي وأولادي من الإمارة قبل إصدار القرار

TT

كشف الشيخ خالد بن صقر القاسمي الذي اقصي عن ولاية العهد في امارة رأس الخيمة بدولة الامارات العربية المتحدة اول من امس، ان والده الشيخ صقر بن محمد القاسمي خيره قبل يومين من صدور قرار باقصائه بين اخراج زوجته وأولاده من امارة رأس الخيمة او عزله عن ولاية العهد.

واعتبر الشيخ خالد في حديث لـ«الشرق الأوسط» حول ملابسات عزله ان القرار غير شرعي، لكنه اكد ان والده يملك من الناحية القانونية اصدار قرار تعيين وعزل ولي العهد «ولكن بعد التشاور مع الاسرة الحاكمة واعيان البلاد». واكد الشيخ خالد تمسكه بمنصبه، مشيراً الى ان اصراره على البقاء كولي للعهد يستند الى التأييد الذي يحظى به بين مختلف الاوساط في الامارة.

ونفى الشيخ خالد ان يكون سبب عزله عرقلة تنفيذ بعض المراسيم وتعطيل بعض القرارات، مشيراً الى انه عمل بموافقة والده الحاكم على تقديم رؤية تطويرية للامارة بالاستعانة بممثلين وخبراء من الامم المتحدة.

وذكر الشيخ خالد ان دائرة الاقتصاد التي يرأسها نجله وليد بن خالد بن صقر القاسمي قد تم حلها وتسريح موظفيها بعد صدور قرار العزل. ونفى ان يكون له موقف مستقل ومختلف عن موقف الحكومة الاتحادية فيما يخص قضية احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، مؤكداً تأييده لاسلوب وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان في ادارة المفاوضات مع ايران. وفيما يلي نص الحديث الذي اجرته «الشرق الأوسط» مع الشيخ خالد في بيته برأس الخيمة، حيث وضعت دوريات شرطة على المفارق المؤدية للبيت، وكانت الدوريات تمنع السيارات والمارة من دخول المنطقة.

* كيف تواجهون قرار اقصائكم عن ولاية العهد؟

ـ نحن الآن نجري اتصالات مع قادة دول مجلس التعاون، ونأمل ان نوفق في توضيح وجهة نظرنا حتى يقفوا على مجريات الامور.

* هل هذا يعني انكم تطالبون بوساطة خليجية لاحتواء الازمة؟

ـ نعم، نعم، كما اننا نريد توضيح موقفنا لانه قد تنقل لهم اشياء مغلوطة حول المسببات التي دعت صاحب السمو الوالد لاتخاذ هذا القرار، ونحن لم نعط الفرصة لكي ندافع عن انفسنا اذا كنا قد اجرمنا في شيء من الامور. نحن على ايمان بأننا نعمل جاهدين من اجل الدولة والامارة، وندعم الاتحاد وندعم مجلس التعاون وندعو الى استقرار هذه المنطقة والى امنها وسلامتها وراحة شعوبها.

* الم يكن لديكم اي شعور بان هناك قراراً ما يجري خلف الكواليس لعزلكم؟

ـ لم يساورني الشك ان هناك قراراً بهذه الصورة سيتخذ وفي هذا الوقت من عمر صاحب السمو الوالد الذي ارجو له طول العمر والعافية، لكن بيني وبين نفسي ساورني الشك بأن التشدد والتشنج من وقت لآخر بيني وبين الوالد يقصد منه معرفة ماذا سيكون الوضع عندما يتولى خالد الحكم ومن يكون ولياً لعهده، وكقاعدة موجودة في المنطقة فان ولاية العهد يتم التشاور بشأنها مع افراد العائلة وكذلك اعيان البلاد.

* إذن شكوككم كانت بشأن ولاية العهد بعد توليكم الحكم؟

ـ نعم هذا اقصى ما كنت اشك فيه، ولم اتصور ابداً ان اعزل.

* هل كانت لكم وجهة نظر بشأن ولاية العهد بعد تسلمكم الحكم؟

ـ ايماني وصدقي مع نفسي ومع ربي يجعلني اتبع ما هو صحيح حفاظاً على استمرارية وجود الاسرة على رأس هذه المسؤولية وان تظل متعاونة ومتجانسة مع متطلبات ابناء الوطن.

* كيف تم ابلاغكم بقرار العزل؟

ـ قبل يومين أتى الي عمي الشيخ حمد بن محمد القاسمي الذي يرأس دائرة الاراضي وهو الاخ الاصغر لصاحب السمو الوالد، وحمل لي خياراً في شيئين: اما ان اقوم باخراج اسرتي (الزوجة مع الاولاد) الى خارج امارة رأس الخيمة، والا سيتخذ قرار بعزلي، فطلبت مهلة ولم اوفق في الحصول على هذه المهلة.

* ما هو مبرر طلب اخراج العائلة.. هل هو خلاف مع زوجتكم؟

ـ قد يكون هناك اشياء من هذا لانني انا واسرتي نعمل ولنا نشاط ملموس ومعروف تجاه الابناء والبلاد.

* لكن هناك من يقول ان الخلاف ناتج عن خلاف بين زوجتكم الشيخة فواغي وحرم الوالد الشيخة مهرة بنت احمد؟

ـ حساسيات النساء لا اريد ان ادخل فيها لانها مساحة كبيرة، ونحن الرجال في مركز المسؤولية نترفع عن ان نتحدث عن هذه الحساسيات، ولهذا انا استغربت من طلب اخراج اسرتي، ولكن رغماً عن ذلك قمت بتنفيذ الطلب الاول وخرجت الاسرة ولكن بنفس اليوم وخلال عملي في الديوان علمت بقرار العزل من وكالة الانباء ومن بعض الاخوة الغيورين على مصلحة البلاد.

* ما موقفكم الآن؟ هل سترفضون القرار؟

ـ نعم.

* هل تعتبرون القرار غير شرعي؟

ـ غير شرعي، وانا احق قانوناً وعرفاً ووطنياً.

* هل معنى ذلك ان الوالد لا يملك صلاحية تعيين ولي للعهد؟

ـ لا، الوالد هو الذي قام بتعييني من البداية وهو الذي يستطيع ان يعزلني، لكن القرار الذي صدر فيه ظلم لي وللاسرة وللبلد، حيث لم يؤخذ فيه رأي الاسرة كما هو متعارف عليه ومتوارث في تاريخ المنطقة.

* بعض الذين يؤيدون موقفكم يقولون إن الوالد ليس في حالة صحية تجعله قادراً على اتخاذ القرار الصائب؟

ـ معروف ان صاحب السمو الوالد في سن كبيرة، لكن الله اعطاه العقل ولا يزال يتمتع بقوته في هذا المجال، ومع ذلك فقد يكون هناك من استغل هذه الزاوية.

* يقول البعض ان سبب قرار العزل هو قيامكم بتعطيل تنفيذ بعض المراسيم والقرارات التي اصدرها الحاكم؟

ـ نحن كنا نعمل بموافقة صاحب السمو الوالد وضمن توجيهاته، ووضعنا ضمن هذا الاطار رؤية تطويرية للامارة بالاستعانة مع لجنة من خبراء الامم المتحدة. وقد عرضنا هذه الرؤية التطويرية علناً على صاحب السمو الوالد ووافق عليها وبدأنا بالتنفيذ، لكن الرؤية اصطدمت في بعض الحالات بعقبات وتوقفنا وقلنا لانفسنا ان الوقت سيأتي لتنفيذها عندما تكون هناك قناعة بجدواها، خاصة من قبل اولئك الذين تسببوا في تعطيلها. هؤلاء الذين يرددون هذا الكلام عن تعطيل القرارات هم الذين قاموا اليوم بحل الدائرة الاقتصادية وطرد موظفيها.

* هل تم اغلاق الدائرة بمرسوم؟

ـ لا، من قبل الشرطة.

* لماذا هذه الدائرة؟

ـ لان ابني الاكبر الوليد بن خالد القاسمي هو الذي يرأس هذه الدائرة.

* هل يعتبر اغلاق الدائرة من تداعيات قرار العزل.

ـ نعم، وهناك اشياء اخرى تم اتخاذها مثل تجميد صلاحياتي المالية على الحكومة وعلى هيئة الغاز التي ارأسها وبنك رأس الخيمة الوطني الذي قمت بإنشائه قبل 25 عاماً واصبح مركز قوة اقتصادية للامارة.

* ما هو تأثير قرار العزل على الاسرة، وهل سبب انقساماً بين افرادها؟

ـ نعم، هناك بعض الاخوة معي وعدد من ابناء العم.

* هل يمكن ان تذكر اسماء؟

ـ الشيخ سلطان والشيخ محمد وغيرهم من افراد العائلة.

* ماذا عن الشيخ طالب بن صقر القاسمي قائد الشرطة؟

ـ ظاهرياً هو موجود بحكم مسؤوليته كقائد للشرطة، لكن داخلياً لا يعلم موقفه الا الله.

* ما هو تصوركم لحل الازمة؟

ـ لا بد ان يكون هناك حديث وكلام حول من هو المستحق لهذه المسؤولية، واضعين بالاعتبار مطلب الناس، لان عالمنا اليوم غير عالم الامس، واي خطوة غير صحيحة ستكون نتائجها سلبية على الدولة.

* هل هناك آلية للاحتكام للناس في هذه الازمة؟

ـ مرجعنا هو دستور الامارات الذي اعطى للناس حقاً في المشاركة وفي البذل ضمن الاساليب القانونية المعروفة.

* اقصد هنا الازمة الحالية. هل تطالبون بالاحتكام للناس للرجوع عن قرار العزل؟

ـ الناس احرار وهم يبذلون جهدهم ويعبرون عما في نفوسهم مع صاحب السمو الوالد ومع بقية الحكام وفي مقدمتهم صاحب السمو رئيس الدولة ونحن على يقين ان رئيس الدولة سيميل للحق.

* هل انتم على اتصال مع الحكومة الاتحادية؟

ـ لا، ليست هناك اتصالات، لكن المساعي جارية وان شاء الله تكون لخير هذا البلد.

* هل الحراسة المفروضة حول قصركم تعني فرض الاقامة الجبرية عليكم؟

ـ لا، هذه لمنع الناس من الوصول الي، وقد اخبرت المرور والشرطة ان بيت خالد بن صقر القاسمي هو بيت الناس وان خالد لا يخاف من احد واي فرد من المواطنين يرغب بزيارتي والسؤال عني مرحب به.

* قيل انه تم الإبقاء على موقعكم كنائب للحاكم؟

ـ لم يشر الى هذا ولم استدع ولم اشاور في هذا الموضوع ولم تجتمع الاسرة. وانا لا اوافق الا على مسماي السابق وانا متمسك به.

* ما هي خياراتكم لاسترجاع هذا المسمى، وهل هي سلمية؟

ـ ليس عندي الا الخيار السلمي واعتمادي على الله وابناء الوطن واذا كان ابناء الوطن لا يرغبون في بقاء خالد في هذه المسؤولية فأنا سأخرج منها بنفسي. ولا اظن ان الدولة تسعى للظلم وادعوها ان تترفع عن كلام ينقل عنها، فدولتنا دولة فتية دولة تعاون واستقرار ودولة يضرب بها المثل.

* ما هي انعكاسات الازمة على حياة المواطنين برأس الخيمة اذا لم يتم احتواء الازمة؟

ـ ستخلق نوعاً من البلبلة والانكسار للآمال التي عقدوها على برامج التطوير، فاستقرار الحكم يتطلب دوراً للناس وان يكونوا راضين عنه، وعالمنا اليوم غير عالمنا بالامس، فقهر الشعوب مصيبة.

* الحديث عن دور للناس يقود الى التحفظات التي ابداها البعض على مطالبتكم بالمشاركة السياسية في داخل الامارة؟

ـ نحن لم نطالب باكثر مما هو في الامارات الاخرى وآخرها امارة عجمان التي تم فيها انشاء مجلس تنفيذي ومجلس استشاري، ونحن طالبنا بخطوات في هذا الاتجاه.

* لكن هل طالبتم بمجلس استشاري منتخب في امارة رأس الخيمة؟

ـ لم احدد طريقة، واعتقد انه من الخطأ البدء بالانتخاب، فلا بد من فترة انتقالية، وعلى العموم فان هذه المسألة يحددها نظام وقانون. لكن انا دعوت الى مجلس وطني منتخب على مستوى الدولة الاتحادية وهذه الدعوة ليست جديدة وانما منذ خمس سنوات.

* هل اثارت هذه الدعوة حفيظة احد؟

ـ على العكس، فكثير من المسؤولين يؤيدون رغم انني لم اذكر طريقة الانتخاب كأسلوب لاختيار اعضاء المجلس الوطني بل دعوت الى تكليف لجنة ذات اختصاص لتحديد الاسلوب الامثل في اختيار اعضاء المجلس.

* يقال انكم استقبلتم بتحفظ نتائج الزيارة الاخيرة التي قام بها الشيخ حمدان بن زايد الى طهران وان لكم موقفاً متشدداً من موضوع الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران؟

ـ علمنا الشيخ زايد ووجهنا إلى ان الحق لا يضيع اذا كان وراءه مطالب، ومن هذا الباب ومن هذا المنطلق سعينا وتحدثنا بعدما مضى 20 عاماً من الهدوء وعدم الحديث عن هذا الموضوع ولم نتجاوز ما تقرره الدولة الاتحادية ولم نتخط سياستها تجاه الجيران، حيث دعونا للجلوس على مائدة المفاوضات وكنا نؤكد دائماً ان الجهة المسؤولة عن هذه الامور هي وزارة الخارجية ممثلة بشخص اخي الشيخ حمدان بن زايد وهذا مذكور ومسجل، فلم نكن يوماً ضد خطوات يقوم بها وزير الدولة للشؤون الخارجية بما في ذلك زيارته الاخيرة لطهران. واكثر من ذلك فقد رحبنا بزيارة الرئيس الايراني لدولة الامارات واعربت عن املنا في ان يكون فيها مصلحة وفائدة للحوار بين البلدين.

* هناك من قال ان مشاركتكم في المسيرة التي قامت في رأس الخيمة ضد الحرب على العراق اثارت حفيظة البعض؟

ـ الصورة مشوشة ومنقولة خطأ، فعلاقتنا بأبناء رأس الخيمة ليست فيها حواجز، فعندما نقوم بالاتصال بهم او السير معهم في مسيرة معينة، فان هدفنا هو الحفاظ على المسيرة والا تستغل وتشوه سمعة الدولة، لاننا عندما نكون مع ابنائنا واخواننا فإنهم يقدروننا ويحرصون على ان لا تخرج هذه المسيرة عن خطها.

* اذن لم يكن هناك تحفظات على تلك المشاركة؟

ـ لا، ولم نسأل عنها، ولكن حصل بعض الاحاديث والتصريحات التي لم نطلبها وامرنا الاذاعة بعدم اذاعة تلك الاحاديث وان لا تذكر اي شيء عن مشاركتنا بالمسيرة تحاشياً لاي التباس، علماً بان الصحافة والفضائيات كانت تتكلم سواء تلفزيون الدولة في ابو ظبي او القناة الاقتصادية في دبي.

* هل تعتقد ان هناك فرصة لاحتواء الازمة، وهل يمكن ان تتراجعوا عن اعتراضكم على قرار العزل؟

ـ سأواصل اعتراضي على القرار ما حييت.