موسكو تشكك في خطة كرزاي لدمج عناصر طالبان

طالبت بانخراط طالبان باعترافهم بدستور أفغانستان والتوقف عن التعاون مع «القاعدة»

عسكريان أفغانيان يحرسان مبنى حكوميا في لشكرجاه بعد تبادل إطلاق النار مع المتمردين أدى إلى تضرره بولاية هلمند خلال اليومين الماضيين (رويترز)
TT

أعلنت روسيا تحفظها على خطة الرئيس الأفغاني بشأن تأهيل عناصر حركة طالبان «لكونها تفتقد لأسس واضحة»، مشددة على مشاركة دول الجوار في حل مشكلات أفغانستان، واستعدادها لدعم حلف الناتو في ذلك البلد. وقال أندريه نيستيرينكو المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية إن بلاده «تؤيد انخراط طالبان وكل التنظيمات المقاتلة المعادية للحكومة في الحياة المدنية لأفغانستان شريطة اعترافهم بدستور الجمهورية الأفغانية والتخلي عن الكفاح المسلح وقطع كل صلاتهم بتنظيم القاعدة» حسبما أفادت وكالة أنباء «إنترفاكس». وقال نيستيرينكو بضرورة التعاون الدولي من أجل سرعة التوصل إلى حل للمشكلة الأفغانية، مشيرا إلى أهمية التعاون الإقليمي بما في ذلك من خلال منظمة بلدان مجموعة شنغهاي التي تضم روسيا والصين وبلدان آسيا الوسطى. وكانت موسكو الرسمية سبق وحذرت من مغبة استمرار تدفق المخدرات من أفغانستان ومحاولات تهريبها عبر الأراضي الروسية، فيما ناشدت الدول الأوروبية التعاون في مجال مكافحة تهريب المخدرات.

من جهته شكك دميتري روغوزين، مندوب روسيا الدائم لدى حلف الناتو، في أن الأموال الموعودة لأفغانستان في مؤتمر لندن الدولي، مؤخرا، من أجل إعادة دمج عناصر من حركة طالبان في المجتمع، ستنفق بشكل فعال. وقال روغوزين خلال وصلة فيديو بين موسكو وبروكسل، إنه من المقرر تقديم 500 مليون يورو لدعم برنامج السلام الأفغاني وإعادة دمج عناصر من طالبان في المجتمع، عن طريق المحادثات معهم، «وتحولهم إلى طريق السلام». واتفق المشاركون في مؤتمر لندن على تقديم 140 مليون يورو فورا. وتساءل روغوزين عن «مدى نجاعة سياسة التشجيع المالي بهدف انتقال المقاتلين الأفغان إلى جانب السلطات الحكومية الأفغانية الرسمية، لما تحمله هذه المسألة من جدية. إذ إنه من المفترض أن يكون ذلك الإجراء نابعا عن فهم الواقع الأفغاني وعقلية أولئك الأشخاص الذين تحاربهم قوات التحالف الغربي في أفغانستان». كما تساءل روغوزين عن «استخدام هذا المبلغ الكبير (500 مليون يورو) بفاعلية، وماهية الضمانات الكفيلة بألا تصل هذه الأموال إلى أيدي طالبان أنفسهم، وبألا تذهب إلى شراء الأسلحة والمتفجرات لاحقا».

وقال روغوزين إنه من الصعوبة بمكان حل المسألة الأفغانية دون مشاركة عدد من دول الجوار أو دول قريبة، مثل الهند والصين. وانتقد دول الناتو، في تقرير بثته صحيفة «واشنطن بوست»، أول من أمس، لفشلها في التصدي لزراعة المخدرات المتصاعدة في جنوب أفغانستان. وكان رئيس الناتو أندريه راسموسن، طالب روسيا، الشهر الماضي، بتقديم طائرات هليكوبتر وتقديم يد العون في تدريب القوات الجوية الأفغانية، والمساهمة في تدريب قوات الشرطة الأفغانية أيضا. وقال ديمتري روغوزين، عبر وصلة فيديو من العاصمة بروكسل: «لن نزود الناتو بكل ما يحتاجونه مجانا، لأنهم يستطيعون الدفع مقابل ما سنقدمه لهم من خدمات في أفغانستان». وأعرب عن نية حكومة بلاده مساعدة الحكومة الأفغانية، ولكن الأمر يحتاج إلى موافقة الكرملين. وعرضت موسكو مرارا تقديم يد العون إلى حكومة الرئيس كرزاي حتى لا تعود حركة طالبان الأصولية إلى تهديد استقرار وسط آسيا. كما طالب بإشراك المنظمات الإقليمية الكبرى، كمنظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تعمل على تطوير قدرات قواتها المكلفة بعمليات الرد السريع في بلدان آسيا الوسطى.

وجدد روغوزين استعداد موسكو لتقديم الدعم لحلف الناتو في أفغانستان، شريطة تحمله الكلفة المالية، موضحا أن موسكو تنظر في الطلب الذي قدمه الأمين العام للحلف بشأن توفير طائرات مروحية وبرامج لتدريب سلاح الجو وعناصر الشرطة المحلية في أفغانستان، لكنه عاد وأكد أن بلاده لن تقدم خدماتها مجانا. يشار إلى أن موسكو وافقت على السماح بمرور قوافل الإمداد غير القتالية عبر أراضيها إلى قوات الناتو في أفغانستان بواسطة القطارات، وفتح ممرات جوية للإمدادات القتالية بعدما أصبحت الممرات التقليدية عبر باكستان غير مأمونة.