زعيم المتمردين الحوثيين يطلق مبادرة «مشروطة» لوقف الحرب في صعدة

قبل شروط صنعاء الخمسة واشترط وقف «العدوان».. وهاجم الجيش بشراسة

جندي يمني على مدخل وزارة الخارجية في صنعاء بينما كانت الوزارة تجري مفاوضات لإطلاق سراح ستة مخطوفين هم بريطاني و5 ألمان (رويترز)
TT

أعلن زعيم المتمردين الحوثيين في شمال اليمن، عبد الملك الحوثي، مساء أمس، التزامه بالشروط الخمسة التي وضعتها السلطات اليمنية لوقف الحرب في محافظة صعدة ضد تمردهم. وقال الحوثي في تسجيل صوتي وزعه مكتبه وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن هذه المبادرة تنطلق من «الحرص على حقن الدماء» وعلى «الإسهام في تفادي الوضع الكارثي للبلد»، حسب قوله، وكذا الحرص على وقف ما وصفه بحالة «الإبادة التي يتعرض لها المدنيون».

وأضاف أنهم يجددون «القبول» بالنقاط الخمس أو الست التي تطرحها السلطات اليمنية لوقف الحرب في صعدة. ولم يقتصر التسجيل الصوتي، فقط، على إعلان المبادرة، لكنه استهله بخطبة سياسية تهاجم الحكومة والجيش اليمني بصورة لاذعة، وتهاجم بصورة، غير مباشرة، قوى إقليمية ودولية.

وقال إن السلطات اليمنية لم تحقق في ما سماه «العدوان السادس» على جماعته أي «نتيجة سياسية مثمرة، أو هدفها المشؤوم في القضاء على شريحة واسعة من أبناء الشعب اليمني»، حسب التسجيل الذي أضاف فيه زعيم المتمردين أن السلطات لم «تحقق سوى الدمار والخراب وسفك دماء المئات من الأبرياء من الأطفال والنساء وغيرهم»، وهي الاتهامات التي حرص الحوثي على تكرارها في تسجيله الصوتي الذي كانت مدته أكثر من 8 دقائق.

كما اتهم عبد الملك الحوثي النظام اليمني بـ«إضعاف البلد وتحويله إلى ساحة مفتوحة لكل من هب ودب»، ممن وصفهم بـ«ذوي الأطماع والمآرب الشيطانية»، وكذا «إهدار سيادة البلد». وهاجم الجيش اليمني وقلل من قدراته وخبراته العسكرية، وقال إنه (أي الجيش اليمني) لم «يخض حربا واحدة، ولم يطلق عيارا ناريا واحدا في مواجهة أجنبي».

وقال زعيم المتمردين الحوثيين في تسجيله الذي بدا واضحا فيه اشتراط أن يوقف الجيش اليمني إطلاق النار للالتزام بالشروط التي وضعتها الحكومة، دون إعلان صريح بوقف الحرب، كما فعل مع حربه مع السعودية ومبادرته التي أعلنها قبل عدة أيام، بهذا الخصوص، إن اليمن مهدد، وذلك من خلال استخدام عبارة «إننا في هذا الظرف الحساس والخطير جدا على البلد، بل البالغ الخطورة» وإن على «السلطة والجيش أن ينتبهوا، على الأقل لأنفسهم، وألا يستنفذوا جهودهم وطاقاتهم وحياتهم وموتهم ضد إخوتهم وضد أبناء شعبهم»، وأضاف «كونوا أحرارا ولو لمرة واحدة، ولا تبقوا قيد الارتهان للخارج حتى يهلككم».

وكانت اللجنة الأمنية اليمنية العليا أعلنت أخيرا نسخة جديدة من الشروط التي كانت 6، واستبدل شرطها السادس المتعلق بالإفراج عن المختطفين الخمسة الألمان والمواطن البريطاني، بشرط سادس آخر وهو عدم مهاجمة الأراضي السعودي، وفيما يلي نص الشروط الستة، رغم أن الحوثي تحدث عن خمسة شروط فقط، ويبدو أنه استثنى الشرط السادس «الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام والنزول من المرتفعات وإنهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرق، والانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية، وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية، وإطلاق المحتجزين لديها من المدنيين والعسكريين، والالتزام بالدستور والنظام والقانون، والالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية».

ويعتقد مراقبون في صنعاء أن قبول الحوثيين بشروط السلطات تبقى غير «فعالة»، دون أن يلتزم صراحة بوقف إطلاق النار، وأن هذه المبادرة لن توقف الحرب، لأن طرفي الصراع لا يقبل كل منهما الأخذ بزمام المبادرة وإيقاف إطلاق النار، لأن ذلك سيعد «هزيمة» للطرف الذي يقدم على مثل هذه الخطوة.