وزير الأمن الصومالي: مقتل أحد كبار مسؤولي «القاعدة» في شمال مقديشو

مسؤولون صوماليون قالوا لـ «الشرق الأوسط» إن اغتياله قد يكون بواسطة عملاء لـ«سي آي إيه»

TT

أكدت مصادر حكومية أمس مقتل أحد كبار مقاتلي تنظيم القاعدة في القرن الأفريقي، وأحد قادة حركة الشباب المجاهدين الصومالية في الوقت نفسه في العاصمة مقديشو. وقال وزير الأمن الصومالي، عبد الله محمد سان بلولشي: إن القتيل هو قيادي بارز من كبار مقاتلي تنظيم القاعدة في الصومال، وقتل ليلة أمس بشمال العاصمة مقديشو، لكنه لم يكشف عن هوية القتيل، حيث رفض الإدلاء بمزيد من الإيضاح عن هوية القيادي المقتول وكيفية قتله أيضا، واقتصر بالقول: «إن الحكومة سوف تكشف قريبا عن تفاصيل الأدلة التي تثبت مقتل المسؤول في (القاعدة) الذي كان أيضا عضوا بارزا في حركة الشباب». إلا أن الإذاعة الحكومية قالت نقلا عن مسؤولين آخرين رفضوا الكشف عن هويتهم: «إن القتيل من تنظيم القاعدة هو عمار إبراهيم الأردني الأصل، الذي حل مؤخرا مكان صالح علي صالح نبهان، أحد كبار مسؤولي القاعدة في الصومال الذي قتلته الطائرات الأميركية في غارة جوية في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي بالقرب من مدينة براوي (250 كم جنوب العاصمة مقديشو)، حيث جرى تنصيبه كزعيم جديد لتنظيم القاعدة في القرن الأفريقي خلفا للقيادي السابق صالح نبهان.

وكما تضاربت المعلومات حول هوية القيادي القتيل، تضاربت المعلومات أيضا بشأن كيفية قتله، وأفاد مسؤولون صوماليون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن إبراهيم الذي كان في صفوف مقاتلي حركة الشباب المجاهدين الصومالية، يحتمل أن عملاء لوكالة الاستخبارات الأميركية، اخترقوا صفوف الحركة، اغتالوه. وكان قيادي بارز من الحزب الإسلامي المعارض الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس، ويدعى معلم حاشي فارح، قد كشف الشهر الماضي عن وجود «مقاتلين جواسيس» في صفوف الفصائل الإسلامية المعارضة يختفون تحت عباءة المجاهدين، لكنهم جواسيس يعملون لحساب دول غربية ولمصلحة الـFBI الأميركية؛ لتسريب معلومات عن أماكن وجود قادة الحركات الإسلامية المعارضة.

والجدير بالإشارة أن الاستخبارات الأميركية كانت تلاحق مسؤولي تنظيم القاعدة في الصومال منذ أعوام، وتكثف طائرات الاستطلاع الأميركية من طرازAC130  تحليقها فوق سماء المدن الكبرى الصومالية بشكل مستمر، وخاصة المناطق التي تسيطر عليها الفصائل الإسلامية المعارضة، للبحث عن معلومات استخباراتية حول أماكن وجود قادة تطاردهم الولايات المتحدة. ومنذ مطلع عام 2007 قتل في الصومال عدد من قادة تنظيم القاعدة في شرق أفريقيا، كانوا مطلوبين للولايات المتحدة من أبرزهم: أبو طلحة السوداني، وهو سوداني الأصل، الذي قتل بالقرب من الحدود الصومالية الكينية في يناير (كانون الثاني) من عام 2007 في غارة أميركية، وصالح علي نبهان، كيني المولد، قتل هو الآخر بمدينة براوي بجنوب الصومال، ولا تزال أجهزة الاستخبارات الأميركية تبحث عن رجل ثالث هو: فضل عبد الله محمد من جزر القمر، تقول واشنطن عنه: إنه العقل المدبر لتفجير السفارات الأميركية في كينيا وتنزانيا عام 1998، ويعتقد أنه يختبئ في الصومال.

وقالت مصادر أخرى: إن عمار إبراهيم قتل نتيجة خلافات بين المقاتلين الأجانب في الصومال، حيث أطلق حرسه النار عليه ثم اختفوا، وقتل الرجل في حي الأرجنتين بشمال مقديشو، وهي من بين المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الشباب. ونفت حركة الشباب المجاهدين مقتل قيادي من تنظيم القاعدة في الصومال، وتعليقا على مقتل عمار إبراهيم المسؤول في تنظيم القاعدة بالقرن الأفريقي، قال الشيخ علي محمود راجي المتحدث باسم حركة الشباب: «هذه معلومات لا أساس لها من الصحة، يروجها الأعداء، وليس هناك قيادي من المجاهدين اغتيل في الصومال»، ورفض راجي بشدة  صحة ما أعلنته الحكومة عن مقتل أحد كبار مقاتلي «القاعدة» في العاصمة مقديشو ليلة أمس. وكانت حركة الشباب قد تعهدت مؤخرا بالتحالف مع تنظيم القاعدة عن طريق ضم الجهاد الجاري في الصومال بالجهاد العالمي الذي يقوده تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن.

وفي حال صحة مقتل عمار إبراهيم القيادي في تنظيم القاعدة في الصومال، فإنه يمثل ضربة أخرى في صفوف الحركات الإسلامية المعارضة، التي تستعد حاليا لصد هجوم واسع النطاق تعتزم الحكومة الانتقالية شنه على معاقل الجماعات المعارضة، في محاولة لتطهير العاصمة مقديشو منهم، حسب تصريحات المسؤولين الحكوميين. ويأتي اغتيال عمار إبراهيم في الوقت الذي دعا فرع تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية حركة الشباب إلى مساعدتهم في استعادة السيطرة على مضيق باب المندب، الذي يعد المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وفي تسجيل صوتي نشر على مواقع في الإنترنت تستخدمه الجماعات الإسلامية نسب لسعيد الشهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية، قوله: «إن سيطرة القاعدة بمساعدة مقاتلي الشباب على باب المندب ستعد نصرا عظيما ونفوذا عالميا، ويمنع الشحنات الأميركية المتجهة إلى إسرائيل». تلك الدعوة التي لم تعلق عليها بعد حركة الشباب، وعلي الرغم من أن القاعدة تحث الشباب الصومالية لمؤازرة مقاتليها في اليمن للسيطرة علي باب المندب؛ فإنه ليس لحركة الشباب أي وجود علني في المناطق الساحلية المحاذية لخليج عدن والبحر الأحمر.