الخرطوم تنفي أي ضغوط أميركية لسحب ترشيح الرئيس البشير من سباق الانتخابات

مصادر ميليشيات «الجنجويد» تهاجم 3 مخيمات للنازحين في إقليم دارفور.. ومقتل 2 وجرح 50

TT

نفى قيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم تعرض حزبه لأي ضغوط أو تسلمه بصورة رسمية أي مقترح من الولايات المتحدة أو أي جهة أخرى، لسحب ترشيح الرئيس عمر البشير من سباق الرئاسة في الانتخابات المقبلة، في رد على أسئلة الصحافيين، وعلى معلومات متداولة في الخرطوم بأن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سلم البشير خلال زيارته الخاطفة الأسبوع قبل الماضي إلى الدوحة مقترحات أميركية بالتنحي عن ترشيحه للسباق الرئاسي، باعتبار أنه مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الحرب في إقليم دارفور.

وكان الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة، طالب في لقاء بينه وبين مرشحي رئاسة الجمهورية من الأحزاب ومستقلين، حزب المؤتمر الوطني بسحب ترشيح البشير والبحث مع القوى السوداني الأخرى عن مرشح آخر غيره، ملمحا إلى الأزمة بين البشير والمحكمة الجنائية، وأغضبت تصريحات المهدي تلك المسؤولين في حزب المؤتمر الوطني.

وقال رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالحزب الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل للصحافيين إن العواصم الغربية لن تجرؤ على ذلك، وحذر المسؤول السوداني «إذا تجرأت دولة أو مجموعة على إثارة ذلك الأمر فهي تعلم أننا سنرد عليها ردا قويا بأن الخيار هو خيار الشعب السوداني». وأضاف «نأمل أن تكون الانتخابات رسالة واضحة ويفهمها الذين يستهدفون السودان». وأضاف «وضعنا في بداية الحوار مع واشنطن إطارا لكيفية إعادة العلاقات بين البلدين، وفي تقديرنا يوجد هدوء في العلاقات أكثر من الإدارات السابقة»، ومضى إلى القول «لكن ليست هناك خطوات ملموسة».

في الأثناء، شن مسلحون أفادت أنباء بأنهم ينتمون إلى ميليشيات الجنجويد، التي تنسب لها أغلب أعمال العنف ضد المدنيين في إقليم دارفور، هجوما مسلحا على ثلاثة مخيمات للنازحين في مدينة كاس على السفوح الجنوبية لجبل مرة في ولاية جنوب دارفور، وقتلوا اثنين، فيما تضاربت الأنباء حول عدد المصابين من النازحين (بين 50 و60 نازحا)، وصفت إصابات بعضهم بالخطيرة، وذكر بأن المسلحين اعتدوا بالضرب على نازحين، وأطلقت أعيرة نارية بصورة عشوائية، وخرج مواطنو مدينة كاس، احتجاجا على الهجوم، وتضاربت الأنباء حول أسباب الهجوم، فيما لم تعلق السلطات عليه.

يذكر أن المناطق حول كاس وسفوح جبل مرة تعتبر من أكثر المناطق تضررا من أحداث العنف في دارفور التي اندلعت في عام 2003. وقالت مصادر مطلعة إن مجموعات منتسبة لميليشيا الجنجويد مؤلفة من 300 شخص، حسب تقدير المصادر، قامت صباح أول من أمس بمهاجمة ثلاثة مخيمات أبرزها معسكر البيطري الذي تم إحراق جزء كبير منه.

وذكرت رواية أن أسباب الهجوم تعود إلى مقتل أحد أفراد الاحتياطي المركزي ونهب سلاحه داخل المخيم، وأن القتيل من أبناء تلك الميليشيا لذلك قام أهله بأخذ ثأره، بينما ذكرت مصادر أن الهجوم أدى إلى مقتل 4 من النازحين وجرح ثلاثة منهم، إضافة إلى حرق جزء من أحد المخيمات بجانب حرق جزء من سوق كاس وعدد من المحال التجارية. وقدر تجار وأعيان المدينة أن تتجاوز الخسائر المليارات الجنيهات، في وقت لم تتدخل فيه السلطات.

وقالت المصادر إن الهجوم استمر منذ الساعات الأولى من صباح أول من أمس وحتى الواحدة ظهرا، مما أدخل الرعب في نفوس مواطني المنطقة، وتسبب في نزوح مواطني تلك المعسكرات إلى داخل المدينة.

وقالت مصادر إن السلطات المحلية في المدينة لم تتمكن من السيطرة على الموقف إلا بعد وصول قوات الشرطة والأجهزة الأمنية من عاصمة الولاية مدينة نيالا، وبقية المناطق المجاورة، حيث سيطرت على الأوضاع بالمدينة ونشرت أعدادا كبيرة من القوات في المدينة لحفظ الأمن «وإعادة الأمور إلى نصابها».

ونقل عن إبراهيم انقابة، أحد أعيان المدينة، أسفه للحادثة، ووصف الأوضاع بالمدينة بالكارثية والمقلقة، واستنكر عدم تدخل الحكومة لإيقاف عمليات السطو والحرق رغم أنها وقعت على مرأى منها، وطالب بتعيين قيادات قوية ونافذة لوضع حد لما وصفه بالهمجية، وقال «أثناء دفن الموتى غادر المهاجمون بمرافقة قوات الشرطة إلى مناطقهم شمالي كاس».

وفي الدوحة، حيث تدور مفاوضات هشة بين الحكومة ومجموعة من الحركات المسلحة في الإقليم، أبلغت مجموعة من تلك الحركات المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (بعثة «يونميد») إبراهيم قمباري، في لقاء بينهم، طلبها بتأجيل الانتخابات، إلى حين حل أزمة دارفور، وأن تقوم بعثة يونميد بحماية المدنيين في الإقليم. وشددت الحركات في اجتماعات منفصلة مع قمباري على ضرورة إنهاء أزمة دارفور عبر الحوار، وأن تكون هنالك آلية بين البعثة والحركات لمساعدة إيصال المساعدات الإنسانية. وقال الناطق باسم حركة العدل والمساواة أحمد حسين إن الاجتماع ركز على عملية السلام في دارفور والسودان، وأن يلعب قمباري دورا تنسيقيا مع المجتمع الدولي، وأن تكون المفاوضات جادة. وأضاف أن الحركة طرحت أمام قمباري العقبات التي تعترض استئناف المفاوضات، موضحا أنهم أبلغوه أن الحكومة غير جادة، وأن أولوياتها ليست السلام وإنما الانتخابات، مما يشكل عقبة في المفاوضات.