شخصيات وقوائم انتخابية عراقية تغري الناخبين الفقراء بالمدافئ والبطانيات

أحد المتلقين لـ الشرق الأوسط»: طلب مني أن أقسم على أن أضع العلامة أمام الاسم

TT

يصحو كثير من العراقيين يوميا على صوت منبهات الرسائل في هواتفهم الجوالة التي تحمل لهم ومنذ ما يقارب الشهر معلومات عن المرشحين في الانتخابات المرتقبة، وفي الوقت نفسه يجيب فقراء على طرقات على أبواب منازلهم ليجدوا غرباء يقدمون لهم بطانيات ومدافئ كهربائية ولكن «ليست لوجه الله».

مهند نعيم، رئيس شبكة «عين العراق» لمراقبة الانتخابات، دعا مفوضية الانتخابات إلى إصدار عقوبات بحق من يسير في هذا الطريق، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن شبكته رصدت كثيرا من مثل هذه المخالفات، محذرا من أنها ستزداد مع اقتراب الانتخابات نظرا لأن الفترة الزمنية المتبقية للدعاية الانتخابية غير كافية للترويج الإعلاني عن المرشحين والكيانات. وذكر أن سرادقا وخياما فتحت أبوابها في أربعينية الحسين الأسبوع الماضي باسم كيانات سياسية معروفة لكن هذه الكيانات أخفت أرقامها الانتخابية.

وحسب نعيم، يستعد مرشحون وكيانات لإعطاء المكافآت العينية والمادية لمن ينتخبهم، أي شراء الأصوات. ويضيف: «المخاوف، وحسب استبيانات أولية، تشير إلى إمكانية حدوث عمليات شراء للأصوات عن طريق المدافئ والبطانيات والمبالغ المالية المباشرة». وفي هذا السياق أكد أحد تجار منطقة الشورجة في بغداد أن أحد المرشحين من قائمة معينة لم يذكرها اشترى منه نحو 2600 مدفأة كهربائية و3000 بطانية من النوع الجيد وقال له إنه سيوزعها على الفقراء في قضاء الكوت إلى الجنوب من العاصمة. «الشرق الأوسط» رصدت عند أحد المخازن في سوق الشورجة ببغداد شاحنات تحمل بالبطانيات والمدافئ الكهربائية وبدا وكأن صاحب المخزن المعروف بصدد نقل بضاعته إلى مخزن بديل، لكن عند سؤال سائق إحدى الشاحنات أجاب أنه سيذهب بالحمولة إلى بلدة في محافظة بابل حيث ستوزع على الفقراء. وبسؤاله إن كان المشتري من رجال البر والتقوى، أجاب ضاحكا: «بل إنه ربما من رجال البرلمان المقبل».

هذه الظاهرة ليست جديدة، بل تعود إلى انتخابات عام 2005 التي شهدت أيضا توزيع مبالغ مالية وصلت في بعض الأحيان إلى 100 دولار. وتوزع حاليا بطانيات ومدافئ في بغداد أيضا، وقال أحد الأشخاص من الطبقة الفقيرة لـ«الشرق الأوسط» إن ما يهمه في المرشح أن يستطيع توفير لقمة العيش لأطفاله وأن يقوم بمساعدة الفقراء، وكان سعيدا جدا بأن شخصا ما لم يذكر اسمه منحه مدفأة وبطانية لكنه لم يجبره على ترشيحه، بل قال له أتمنى منك أن تقسم على أن تضع علامة صح أمام الاسم.

مواطن عراقي يتابع الأخبار وأنباء المرشحين، بمن فيهم المستبعدون، ذكر حادثة طريفة وقال إنه عندما كان يتجول برفقة زوجته في إحدى الأسواق في منطقة الصليخ ببغداد جاءت سيدة في متوسط العمر وبدأت في شراء جميع الملابس من أحد المحال مما أثار استغرابه، لكنه سرعان ما اكتشف الحقيقة عندما علم أن هذه السيدة ستوزع الملابس على الطالبات والمدرسات في عدد من المدارس الثانوية في المنطقة التي سترشح فيها. وقال إن صاحب المحل أكد له أن السيدة المذكورة أوصته أيضا بجلب ما يقرب من 2600 دشداشة بسعر الجملة ليتم توزيعها على الطالبات والمدرسات. وأكدت إحدى المدرسات أنها تسلمت قطعة ملابس من إحدى المرشحات في انتخابات مجالس المحافظات ولكنها لم تنتخب تلك المرشحة.