سورية: إلغاء مؤتمر العلمانية في المشرق العربي في اللحظة الأخيرة

أحد المنظمين: الإلغاء دليل على تغلغل التيارات الأصولية في بعض المؤسسات

TT

بينما كان المشاركون في المؤتمر الثاني لـ«العلمانية في المشرق العربي ومسألة الدين» يصلون إلى دمشق، أعلن منظمو المؤتمر عن إلغائه، وكان من المقرر عقده اليوم الجمعة وغدا السبت في جامعة دمشق (قاعة رضا سعيد للمؤتمرات)، بتنظيم من داري النشر السوريتين «بترا» و«أطلس»، وبدعم وتمويل من المعهد الدنماركي في دمشق. وقال لؤي حسين، صاحب دار «بترا» لـ«الشرق الأوسط» «إنه في اللحظات الأخيرة وضعت الكثير من العراقيل لمنع عقد المؤتمر، وجرى سحب الموافقة الرسمية على عقده قبل يوم من الموعد المحدد، علما بأننا حصلنا على الموافقة منذ 11/1/ 2010».

وحول الأسباب التي دعت لسحب الموافقة قال لؤي حسين «في اللحظات الأخيرة أبلغنا أنه ممنوع إقامة المؤتمر في مكان عام وممنوع توجيه دعوة عامة»، مضيفا: «ونحن كمنظمين لا نريد القيام بنشاطات في أماكن مغلقة وتوجيه دعوات نخبوية محدودة» واعتبر لؤي حسين أن سحب الموافقات على هذا النحو أي «بعد الإعلان عن المؤتمر في الصحف المحلية ووسائل الإعلام العربية وبعد وصول المشاركين ودعوة عشرات الشخصيات السورية الرسمية بمن فيهم وزير الثقافة ورئيس جامعة دمشق، دليل على أن التيارات الأصولية باتت متغلغلة في بعض المؤسسات إن لم يكن بالأشخاص فبالأفكار والبرامج وأن حضور تلك التيارات بات طاغيا».

وفي بيان صدر عن المنظمين لتوضيح أسباب إلغاء عقد المؤتمر، قال المنظمون «إن رئاسة جامعة دمشق اعتذرت عن عدم استضافة المؤتمر قبل أربعة أيام من موعد انعقاده بسبب عطل تقني بأجهزة الصوت بعد أن كانت قد وافقت على استضافته بكتاب خطي» وأضاف البيان «إن وزارة الثقافة التي كانت قد وافقت مسبقا على انعقاد المؤتمر في المكان والتاريخ المذكورين، لم توافق على أي من اقتراحاتنا لأمكنة أخرى لإقامة المؤتمر علما بأنها كانت متاحة في التاريخ المقرر لعقد المؤتمر».

وكان المنظمون (دار «بترا» ودار «أطلس» والمعهد الدانمركي بدمشق) قد دعوا لحضور المؤتمر في جامعة دمشق، والذي سيشارك فيه العديد من الباحثين وأساتذة الجامعات العربية والأوروبية والأميركية لبحث عدة محاور هي العلمانية في المشرق: رهن بإنجاز سلطوي أم مجتمعي؟ تركيا نموذجا، وهل الدولة الدينية مطلب شعبي، والدولة العلمانية مشروع نخبوي؟ ومدى قبول الشعوب والمجتمعات المسلمة للعيش العلماني، وأخيرا حول إمكانية قيام علمانية إسلامية. وتعد هذه الدورة هي الثانية لمؤتمر العلمانية، حيث عقدت الدورة الأولى منه بتاريخ 17 و18 مايو (أيار) 2007 بمشاركة نخبة من مفكرين عرب ودنماركيين.

وعن الدافع وراء إقامة دورة جديدة من المؤتمر الشهر الجاري، يقول المنظمون: «استنادا للنجاح الذي حقته الدورة الأولى والرضا من قبل متابعيه رأينا إقامة مؤتمر تحت العنوان ذاته بشكل غير دوري وكلما أتاحت لنا الظروف ذلك ليستكمل ما تناوله المؤتمر الأول، وليفرد جانبا للتجربة العلمانية التركية، خاصة في تطوراتها الراهنة بعد تولي حزب العدالة والتنمية السلطة التركية».

وكان من المقرر مشاركة عدد من الأساتذة والباحثين: من سورية صادق جلال العظم، ومن تونس رجاء بن سلامة، ومن العراق رشيد الخيون، ومن تركيا بيناز توبراك وطالب كوشوكان، ومن الدنمارك يورغن نيلسن ومارك سدجويك.