«الشومة» و«النبوت».. تجارة تنتعش في مصر لتعويض غياب الأمن

تسهل مهمة الدفاع عن النفس وحماية المنشآت العامة والخاصة

TT

«النبوت» «الشومة»، و«العكاز»... أسماء تعرفها الثقافة الشعبية المصرية، فهي أسماء لأنواع من «العصي» تستخدم في الدفاع عن النفس وفي بعض الألعاب الاستعراضية التقليدية، وقديما كان يستخدمها الفتوات في الحارة المصرية لفرض وبسط سيطرتهم على غيرهم.

تعود هذه المسميات حالياً لتستخدم من جديد بين المصريين، بعد ان قام الكثير منهم باللجوء إليها للدفاع عن أنفسهم ومنازلهم مع غياب عناصر الأمن عن الشارع المصري بعد المظاهرات الاحتجاجية المندلعة منذ يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي.

فمع استجابة أهالي المدن والأحياء المختلفة لتكوين «لجان شعبية» تتولى مهمة الدفاع وحماية المنشآت العامة والخاصة من اللصوص والخارجين عن القانون، لم يجد هؤلاء الأهالي سوى هذه الأدوات البسيطة لتسهيل مهمتهم خلال ساعات الليل.

وهو الأمر الذي جعل تجارة هذه العصي تنتعش من جديد، ويصبح لها سوقاً خاصة تظهر في شوارع القاهرة وأحيائها الشعبية إلى جانب عدد من المدن والمحافظات المصرية.

إبراهيم شوقي، أحد باعة المنتجات الغذائية، وجد في «الشومة» و«النبوت» تجارة رائجة بجوار بضاعته، حيث اشترى كميات منها وقام بعرضها أمام متجره، يقول: «بعد اختفاء أفراد الشرطة كان على الأهلي القيام بحماية أنفسهم من البلطجية واللصوص الذين فروا من السجون، فوجدت أن كثير من الأهالي يسألون عن هذه الأدوات، فقمت بشراء كمية منها وعرضها للبيع تسهيلاً على المواطنين من ناحية، ومن ناحية أخرى تكون مصدراً آخرا للرزق».

أسعار ما يقوم إبراهيم ببيعه تتراوح من 20 جنيها وحتى 70 جنيهاً وتختلف باختلاف الحجم والطول، وبالفعل وجدت بضاعته الجديدة رواجاً خلال الأيام الماضية حيث تشجع عدد من الشباب لشرائها.

يقول أحمد حمدي، 23 سنة: «بعد مشاهد السلب والنهب والسرقة التي شهدتها بعض شوارع القاهرة، كان علينا أن نحمي أنفسنا وأسرنا وشوارعنا فقمت بشراء شومة متوسطة الحجم بمبلغ 20 جنيها لأستعين بها في عملية الدفاع عن نفسي إذا حدث اعتداء، وهو نفس ما قام به عدد من أصدقائي وجيراني».

بينما يوضح عادل فتحي، أنه لم يشتر أي أدوات للدفاع فقط فاستعان بالعصا «العكاز» التي يستخدمها والده المسن التي تساعده على السير وفي التنقل مشيراً إلى أن هذه الأنواع المختلفة من العصى تعد أدوات للشباب الذين شعروا بواجبهم تجاه أسرهم وجيرانهم وقرروا القيام بعملية حمايتهم.

الأسواق الشعبية التي تنتشر في بعض الأحياء خاصة الشعبية والتي تكون في يوم محدد من كل أسبوع مثل «سوق الأحد» و«سوق الاثنين أصبحت مصدراً للحصول على هذه العصي التي تستخدم كأدوات للدفاع عن النفس، والتي يكون أغلب باعتها من محافظات لصعيد جنوب مصر، حيث تشتهر لديهم هذه الأدوات لارتباطها بالعادات والتقاليد المتوارثة.

وبخلاف العصي، وجدت محلات بيع الأسلحة النارية رواجا هي الاخرى خال الأيام القليلة الماضية، فبرغم أن هذه المحال لا تجد رواجاً خلال الأيام الطبيعية، إلا أنها أصبحت بضاعة رائجة بسبب رغبة الكثير من المواطنين في حماية أنفسهم.

يقول محمد عبد الستار، وهو يعمل محاسبا إنه مع غياب الأمن وانتشار اللصوص الهاربين من السجون، توجهت واثنين من أصدقائي لأحد محلات بيع الأسلحة وأدوات الصيد ليشتري كل منا مسدس صوت، لنقوم بتهديد أي أحد يقوم بالتهجم علينا، خاصة أنني أسكن في منطقة سكنية جديدة غير آهلة للسكن، ولا أستطيع ترك منزلي عرضة للسرقة، فقمت بشراء سلاح بمبلغ 600 جنيه.

رواج «النبوت» و«الشومة» و«العكاز» بالإضافة إلى الأسلحة، تجارة شاعت واتضح رواجها خلال الأيام الماضية، ولا يزال المشهد مستمراً حتى مع بدء عودة رجال الأمن.