الأمير سطام بن عبد العزيز.. النجل الثلاثون للملك المؤسس وتاسع حاكم لمنطقة الرياض

اكتسب خبرته الإدارية من سان دييغو ونال أعلى وشاح في بلاده.. وحصل على دكتوراه فخرية أميركية

الأمير سطام بن عبد العزيز
TT

يجلس الأمير سطام بن عبد العزيز، الذي صدر مساء أمس أمر ملكي بتعيينه أميرا لمنطقة الرياض، على كرسي إدارة الحكم في المنطقة، كتاسع أمير لها، وهو صاحب الخبرة الإدارية التي اكتسبها من خلال دراسته في أرقى الجامعات البريطانية والأميركية.

وتعاقب على إمارة منطقة الرياض، خلال أكثر من 8 عقود مضت، 8 شخصيات، قبل أن يصدر أمر ملكي أمس بتعيين الأمير سطام في هذا المنصب. حيث تعاقب على إمارة منطقة الرياض كل من: محمد بن سعد بن زيد (1929 إلى 1936)، والأمير ناصر بن عبد العزيز (1937 إلى 1947)، والأمير سلطان بن عبد العزيز (1947 إلى 1952)، والأمير نايف بن عبد العزيز (1952 إلى 1955)، والأمير سلمان بن عبد العزيز (فترتين.. الأولى 1955 إلى 1960، والثانية 1963 حتى 2011)، والأمير فواز بن عبد العزيز (1960 إلى 1961)، والأمير بدر بن سعود بن عبد العزيز (1961 إلى 1963).

ونتيجة لخبرة الأمير سطام الإدارية التي امتدت لأكثر من 45 عاما، منذ التحاقه بالعمل كوكيل لإمارة منطقة الرياض، ثم عمل نائبا، فقد أهلته تلك الخبرة لحمل وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى، الذي يعد أعلى وساما في بلاده، كما منحته جامعة سان دييغو الأميركية التي حصل منها على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، الدكتوراه الفخرية.

وخلال العامين الماضيين، اللذين قضاهما الأمير سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع الجديد، إلى جوار شقيقه الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز في رحلتيه العلاجيتين، كان أمير منطقة الرياض الجديد، يتولى مهام إمارة المنطقة بالنيابة، وترأس خلال تلك الفترة العديد من الاجتماعات المهمة المتعلقة بالرياض العاصمة والمنطقة بشكل عام، من النواحي التخطيطية والمرورية والبيئية والخدماتية.

ويعد الأمير سطام بن عبد العزيز، النجل الثلاثين للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وحظي بثقة كبيرة في وقت مبكر من حياته وهو ما حدا بتعيينه وكيلا لإمارة منطقة الرياض، في عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، أيام كان وزيرا للداخلية في السعودية.

ولد الأمير سطام بن عبد العزيز، في مدينة الرياض، في عام 1941، وبدأ دراسته الأولى في مدرسة الأمراء بالرياض التي أنشأها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، ثـم التحق بمعهد الأنجال المعروف حاليا بمعهد العاصمة النموذجي.

وانتقل الأمير الجديد لمنطقة الرياض، للدراسة ما بين عامي 1960 و1961م في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة سان دييغو الأميركية عام 1965.

التحق الأمير سطام بن عبد العزيز بالعمل في إمارة منطقة الرياض عام 1968 كوكيل لأمير الرياض، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة سان دييغو بتاريخ 25 مايو (أيار) 1975م.

عاد لبلاده بعد انتهاء دراسته في أميركا، ورشح من قبل الملك الراحل فهد بن عبد العزيز أيام كان وزيرا للداخلية، ومن الأمير سلمان بن عبد العزيز أيام كان أمير منطقة الرياض.

وقبل 33 عاما، عين الأمير سطام بن عبد العزيز، نائبا لأمير منطقة الرياض، واستمر في هذا المنصب، وعين بمرتبة الوزير على نفس المنصب قبل 12 عاما.

وتولى الأمير سطام بن عبد العزيز، رئاسة العديد من الهيئات والمجالس واللجان ذات الطابع الخدمي والإنساني والإغاثي، فهو: نائب رئيس مجلس منطقة الرياض، ورئيس لجنة إطلاق سراح السجناء المعسرين، ونائب رئيس اللجنة العليا للسعودة، ونائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، ونائب رئيس مجلس إدارة مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة الرياض، ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالرياض، ونائب رئيس لجنة مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري، ونائب رئيس مبرة بن باز لمساعدة الشباب على الزواج، ونائب رئيس مجلس جمعية رعاية الأيتام بمنطقة الرياض، ورئيس اللجنة المحلية لجمع التبرعات لمسلمي كوسوفا والشيشان بمنطقة الرياض، ونائب رئيس لجنة الدفاع المدني، ونائب الرئيس الفخري للجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض، ونائب رئيس جمعية رعاية مرض الفشل الكلوي بمنطقة الرياض.

الأمير سطام بن عبد العزيز، متزوج من الأميرة شيخة بنت عبد الله بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، ولديهما الأميرة هالة، والأمير عبد العزيز، والأميرة نجلاء، والأمير فيصل.

وشارك الأمير سطام بن عبد العزيز، أخاه الأمير سلمان بن عبد العزيز، في النقلة الحضارية التي حققتها العاصمة ومحافظاتها، من خلال عدد من الأذرع التطويرية المساندة في تطوير العاصمة السعودية، مثل مجلس منطقة الرياض، والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، واللجنة العليا للسلامة المرورية، وغيرها من القطاعات الخدمية التي حظيت بدعم كبير، ونقلة مؤسساتية حولت المدينة إلى عنصر جذب في شتى مجالات الحياة.

ويتبع منطقة الرياض، وفق نظام المناطق، عدد من المحافظات، أبرزها: الأفلاج، وحوطة بني تميم، والخرج، والدرعية، والدوادمي، والزلفي، وشقراء، والقويعية، والمجمعة، ووادي الدواسر، وثادق، والحريق، وحريملاء، ورماح، والسليل، وضرما، وعفيف، والغاط، والمزاحمية، كما يتبع مقر الإمارة والمحافظات مئات المراكز يقدر عددها بنحو 440 مركزا.

وتحظى المحافظات والمراكز التابعة لمنطقة الرياض، باهتمام كبير من إمارة المنطقة، من خلال ممثلي الإمارة والمسؤولين عن تلك المحافظات والمراكز، والذين يقومون بدورهم بالرفع عن كل الاحتياجات الخاصة بالمحافظات والمراكز.

وتاريخيا، يعد أمير المنطقة، وعلى نطاق أدنى أمير المدينة أو القرية، هو الحاكم الإداري، والمسؤول الأول عن جميع أمورها الداخلية، وإليه يرجع القاضي أو المسؤول المالي، كما كان يشرف على تنفيذ الأمور الشرعية وتطبيق الأنظمة والتعليمات التي تصدر إليه من ولي الأمر، ولم يكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، في بادئ الأمر يحتاج إلى تعيين أمير في الرياض، عندما كان موجودا، إذ يقوم شخصيا بمهام الإمارة في الرياض، علاوة على تسيير أمور الحكم في البلاد، وفي حالة غيابه يقوم بمسؤولية الإمارة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وبعد وفاة الإمام تولى الإمارة لفترة يسيرة الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن تركي (ابن عم الملك المؤسس)، وبعد ذلك أصبح يصرف شؤون إمارة الرياض، الملك عبد العزيز وولي عهده الأمير (الملك) سعود بن عبد العزيز، وفي حالة غيابهما يصرف شؤون الإمارة محمد بن زيد أحد رجال الملك عبد العزيز إلى حين رجوع الملك وولي عهده.

وتعد منطقة الرياض، من أهم المناطق الإدارية في السعودية، حيث كانت نواة الدولة السعودية المعاصرة عند قيامها، وفيها عاصمة الدولة، ولذلك سرعان ما تطورت لتشمل عددا من البلدان التابعة لإمارة هذه المنطقة.

وبعد وفاة الملك عبد العزيز، وتولي الملك سعود مقاليد الحكم في البلاد، أمر بنقل الدوائر الحكومية إلى الرياض، وإنشاء مقرات ضخمة للوزارات على طريق المطار القديم وتوفير مساكن حديثة في حي الملز للموظفين (745 فيللا، و180 شقة سكنية، وحديقة عامة، ومبنى للبلدية، والمكتبة العامة، وميدان لسباق الخيل، والاستاد الرياضي، وحديقة الحيوان، ومستوصفات، وأسواق، ومدارس)، وفقا لما ورد في كتاب صدر حديثا عن سيرة الأمير سلمان بن عبد العزيز برسم الدكتور عبد اللطيف الحميد مدير تحرير مجلة «الدرعية» والأستاذ في قسم التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهو الأمر الذي أهل حي الملز إلى ما عرف بالرياض الجديدة، وكان للأمير فهد الفيصل الفرحان آل سعود، جهود جبارة في نهضة الرياض، بعد أن عينه الملك سعود رئيسا للبلدية في العام ذاته الذي رحل فيه الملك المؤسس، وتولي نجله الملك سعود مقاليد الحكم في البلاد، حيث استمر آل فرحان في منصبه قرابة الـ13 عاما، شهدت إنجازات عظيمة وإصلاحات معمارية كبيرة بدعم من الملك الراحل سعود والأمير سلمان بن عبد العزيز.