نائب صدام حسين يهاجم المالكي وإيران في أول رسالة متلفزة منذ 2003

ممثل البعث لـ «الشرق الأوسط»: عزة الدوري حي ولم يغادر العراق مطلقا

لقطة من التلفزيون لعزة الدوري وهو يلقي خطابه المصور (رويترز)
TT

في أول ظهور له خلال رسالة مصورة تلفزيونيا منذ اختفائه إثر احتلال العراق من قبل القوات الأميركية عام 2003، هاجم عزة الدوري نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وبمناسبة الذكرى الـ65 لتأسيس حزب البعث، وذكرى اجتياح بغداد، حكام العراق ودعاة التدخل العسكري ضد النظام السوري. وأكد ممثل حزب البعث العراقي خضير المرشدي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من دمشق أمس أن «هذه الرسالة تم تصويرها وبثها من العراق، فالرفيق الدوري لم يترك العراق لدقيقة واحدة»، مشيرا إلى أن «هذه الرسالة المصورة تدحض كل الشائعات التي تقول إن الدوري مات أو أنه مريض».

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الدوري الهارب تحدث لنحو ساعة في الرسالة المصورة التي انتشرت مساء السبت على مواقع حزب البعث على شبكة الإنترنت، ولم يكن بالإمكان التأكد من صحتها أو من تاريخ تسجيلها، وهو يقرأ من أوراق وخلفه أشخاص يرتدون بزات عسكرية من دون أن تظهر وجوههم.

وحقق الدوري ما لم يكن يستطيعه في ظل الرئيس العراقي الأسبق، حيث تمتع بكل الرتب العسكرية والأوصاف السياسية التي كان يتمتع بها صدام حسين، إذ قدمه للكاميرا شخص، لم يظهر وجهه، في بداية الرسالة على أنه خليفة صدام حسين بصفته «القائد المجاهد المهيب الركن القائد الأعلى للجهاد والتحرير والقائد العام للقوات المسلحة الأمين العام لحزب البعث». وقال الشخص الذي ظهر في بداية الرسالة إنها تأتي «لمناسبة الذكرى الـ65 لتأسيس حزب البعث والذكرى التاسعة للعدوان الأميركي الصهيوني الصفوي».

والدوري (70 عاما) هو أعلى مسؤول في نظام البعث العراقي السابق لا يزال هاربا. وقد أعلن أكثر من مرة عن اعتقاله، أولها في سبتمبر (أيلول) 2004 وآخرها في أبريل (نيسان) 2008.

وكان حزب البعث المنحل في العراق أعلن وفاة الدوري في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، لكن نائب الرئيس الأسبق نفى ذلك في شريط صوتي بث على شبكة الإنترنت، كما سبق أن نسبت إليه رسائل صوتية كان آخرها عام 2010. واعتبر الدوري في الرسالة أن «بعثنا في العيد الخامس والستين» يخوض «منازلة تاريخية كبرى» في العراق. وأضاف الدوري الذي ظلت ترتجف يداه طوال مدة الرسالة: «أدعو في هذه المناسبة العزيزة الكبيرة الجليلة كل القوى التقدمية المقاومة وكل القوى الإسلامية الوطنية المقاومة للمناضلة من أجل التحرير».

وهاجم الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة، قائلا إن «العملية السياسية قد نفذت بالكامل اليوم لإيران، وهي تنفذ أخطر مشروع للفرس بهدف ابتلاع العراق ثم تدمير الأمة».

وأضاف الدوري الذي يتهم بدعم التمرد المسلح في العراق وتمويله: «نقول مفترضين إذا نجح المشروع الفارسي الصفوي في العراق لا سمح الله فلا أحد في الكون سيقف أمام المد الصفوي ومشروعه البغيض، لا أميركا ولا سواها». ورفض حزب البعث المحظور بقيادة الدوري الدعوة إلى «المصالحة» التي اقترحها رئيس الوزراء نوري المالكي، متهما الحكومة بأنها تضم «خونة وجواسيس».

في موازاة ذلك اتفق الدوري من دون أن يقصد مع توجهات نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية وإيران وهاجم «دعاة التدخل العسكري في سوريا التي تشهد منذ أكثر من عام حركة احتجاجية ضد النظام الذي يقوده حزب البعث»، وقال بصوت مرتجف: «اليوم في سوريا الحبيبة نحن وإياكم مع الشعب السوري الشقيق ومع حقوقه المشروعة ومع انتفاضته السلمية الباسلة». واستدرك: «ما لكم أقمتم الدنيا على النظام السوري ولم تقعدوها حتى وصلتم إلى تجييش الجيوش على سوريا وغزوها، لولا أن أميركا والناتو رفضوا هذا التوجه وكانوا أرحم بالشعب السوري منكم».

وذكر أن أميركا والناتو في حقيقة نياتهم «يرغبون في سحق الشعب السوري وتدمير حياته وتفتيت أرضه ولكنهم غير قادرين على ذلك اليوم بعد أن سحقوا في العراق وأفغانستان».

وحيا نائب الرئيس العراقي الأسبق «حكمة الإخوة اليمنيين للتوصل إلى حلول منعت من تفتت بلدهم»، وقال: «أهنئ شعبنا اليمني لإدراكه حجم المؤامرة ووقوفه بحكمة لقطع الطريق على المتربصين بالأمة». كما حيا العاهل السعودي الملك عبد الله، وقال: «أحيي أخي القائد العربي الشهم والشجاع صاحب النخوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله الذي أنقذ بمبادرته اليمن».

وذكر الدوري إيران «بانتصارات العراقيين في القادسية الثانية»، في إشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988) التي «أذاقت قواتنا الفرس الصفويين السم الزعاف»، في إشارة إلى ما قاله الخميني في رسالته يوم وافق على وقف إطلاق النار عام 1988 عندما قال: «لقد تجرعت السم الزعاف».

وقال المرشدي إن «الدوري يحمل رتبة المهيب الركن ضمن سياق الترقية الشرعية من القيادة العامة للقوات المسلحة، فقد كان يحمل رتبة الفريق الركن نائب القائد العام للقوات المسلحة، وهو اليوم القائد العام للقوات المسلحة»، مشيرا إلى أنه «ليست هناك مقارنة بين ما يطرحه الدوري والمالكي وإيران حول سوريا، فالبعث لا يريد تدمير سوريا، ومع تحقيق الإصلاحات التي بدأ بإجرائها بينما تريد إيران والمالكي الخراب للأمة العربية من خلال إشاعة التشيع الصفوي في عموم المنطقة».

يذكر أن الجيش الأميركي أعلن في نوفمبر 2005 تقديم مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يعطي معلومات تؤدي إلى اعتقال الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة المنحل والذراع اليمنى للرئيس الراحل صدام حسين.

وبحسب موقع برنامج «مكافآت مقابل العدالة» الذي يشرف عليه مكتب الأمن الدبلوماسي في وزارة الخارجية الأميركية، فإن المكافأة لقاء تقديم معلومات تقود إلى اعتقال الدوري تبلغ حاليا نحو مليون دولار.