نائب الرئيس العراقي: من حق الحكومة ردع من يشهر السلاح ضدها في المظاهرات

الخزاعي أكد في حديث لـ «الشرق الأوسط» أن بلاده لن تسمح للإيرانيين بالتدخل في شؤونها «لأنهم غرباء»

خضير الخزاعي (تصوير: سعد العنزي)
TT

كشف الدكتور خضير الخزاعي، نائب الرئيس العراقي، عن أن 196 شيعيا معتقلون في السجون ومحكوم عليهم بالإعدام وفقا لما ينص عليه قانون مكافحة الإرهاب في بلاده، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن العراق ابدل مؤخرا الحراس العاملين في المعابر الحدودية بينه وبين سوريا والأردن، التي وردت معلومات بأن إرهابيين يسعون للدخول عبرها لاستهداف المتظاهرين في الأنبار.

وبرأ الخزاعي، الذي مثل بلاده في القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت مؤخرا في الرياض، ساحة رئيس الوزراء نوري المالكي من الاستئثار بالسلطة والسيطرة على مؤسسات الدفاع والأمن والداخلية، محملا المسؤولية في ذلك للكتل السياسية التي لم تتوافق على مرشحين لتلك المناصب، نافيا في الوقت ذاته أن تكون الحكومة العراقية الحالية تعمل لحساب طائفة دون أخرى.

وأوضح الخزاعي أن صحة الرئيس جلال طالباني تتحسن لكن علاجه يحتاج زمنا، مضيفا: «وبصراحة، خسر العراق إنسانا متوازنا، كنا نلجأ إليه عندما نختلف، فهو كان يمسك العصا من الوسط، ونال احترام وثقة الجميع».

وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف رأيتم نتائج القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في الرياض ومثلتم خلالها العراق؟

- أشيد بالتوجه الاقتصادي، وما أكثر الحديث السياسي الذي استهلكته مؤتمرات القمم العربية، إلا أنها هذه المرة لامست جرح المواطن العربي ومعاناته، لذلك نريد فعلا أن نسعد شعوبنا من خلال التعاون والتكامل العربيين، وأنا متأكد من أن الانعكاسات ستكون إيجابية على الفرد والمواطن العربي إذا ما نفذت التعليمات، وقرأت في عيون الحاضرين أنهم جادون في إيجاد تكامل عربي، وكل النقاط التي طرحت كانت مورد رضا، ولم نجد أي نقطة خلاف بينهم، لذا - وإن كنت لست متفائلا دائما، إلا أنني متفائل هذه المرة بإيجاد رؤية عربية مشتركة لحل مشكلات الإنسان العربي.

* هل انعكست ثروات العراق على دخل المواطن العراقي؟

- لقد ارتفع دخل الموظف العراقي وأصبح أفضل من أقرانه في تركيا وإيران ولبنان وسوريا والأردن، فعلى سبيل المثال كان راتب المستشار في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين لا يتجاوز 3 دولارات وحاليا يتقاضى 4000 دولار شهريا، اليوم هناك طفرة موجهة لصالح المواطن، ولك أن ترى عدد السيارات التي تتحرك على الأرض في الشوارع العراقية، فقبل عام 2003 لم نكن إلا أمام السيارات البرازيلية فقط، واليوم توجد أحدث السيارات والموديلات العالمية في الشوارع، وأمامنا مستقبل واعد، فالعام الماضي كانت لدينا ميزانية 100 مليار دولار وهذا العام 113 مليار دولار وستتضاعف السنوات المقبلة، ولدينا الاستعداد لمضاعفة الإنتاج النفطي الذي نملك فيه ثاني أكبر مصدر وثاني أكبر احتياطي في العالم، وسنقضي على البطالة بدرجة كافية من الاستقرار الأمني الذي توافر مؤخرا بعد كسر شوكة الإرهاب، كما أن استثمارات كبيرة ستصل للبلد في ظل تشجيعنا للمستثمرين خصوصا العرب منهم، وأعتقد أن هناك فرصا واعدة لكل من يريد الدخول للسوق العراقية ويتلذذ بالكيكة العراقية الحلوة والدسمة أيضا.

* لكن الحدود بين العراق والأردن وكذلك سوريا ظلت مغلقة، فكيف يمكن للمستثمرين الدخول بمنتجاتهم؟

- الحدود أغلقت، لأن هناك تدخلا من قبل مجموعة من الإرهابيين لاستهداف المتظاهرين في الأنبار، وهؤلاء مواطنون عراقيون، حتى لو تظاهروا لهم حق العيش والتظاهر، ولذلك إن جاء من يريد أن ينشر الفرقة بين الحكومة والمتظاهرين، فإن الحكومة ستحتاط لحماية مواطنيها، فتم ضبط الحدود واستبدلت بعض الوجوه العسكرية العاملة فيها وكذلك القوات الأمنية التي تحمي المنطقة، وعندئذ فتحت الحدود مرة أخرى.

* وهل ثبت تورط تلك الحراسات في إدخال العناصر التي تتوجسون منها؟

- فقط، أردنا التغيير حتى لا تبقى نفس الوجوه وذات الأنماط يتعامل معها الناس، لذلك التغيير أفضل ديناميكيا، كما أن العناصر الشابة ذات حيوية وفاعليتها ستكون أكثر، لذلك لم نوجه تهما ولم نرصد تقصيرا من أحد.

* برأيكم، ما أسباب التوتر في الشارع العراقي والاعتصامات التي انضمت إليها أطياف سنية وكردية تشتكي من تعسف الحكومة؟

- القفزة الضخمة والتغير الذي حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين، خلقا معادلة جديدة من نظام ديكتاتوري بلا حدود إلى حريات بلا قيود، فالإنسان العراقي أراد أن يعبر عن ذاته بأي طريقة تحلو له دون أن يدفع ضريبة أو فواتير، ولذلك بعضهم أصبح يتحدث للصحافة ويهتف في الشارع، وبعضهم أطلق الرصاص على الحكومة، وكل واحد يعبر عن رأيه، والحكومة مع كافة الأفعال السلمية وليست مع استخدام السلاح.

لا يوجد لدينا سجين سياسي واحد كما في بعض الدول، ولا سجين رأي ولا صحافي إطلاقا، الموجودون لدينا إما لقضايا جنائية أو إرهاب، لذلك الحريات تمنح الإنسان قدرة على التعبير، وأحيانا تلك الحرية عندما تمنحها لأبنائك أكثر مما ينبغي تراهم يعبثون، وماذا تنتظر من إنسان كان مكبوتا ثلاثين سنة، والآن انفتحت له فضاءات بلا ضرائب يعبر فيها عن ذاته. وربما هناك مشكلات ونحن جادون في حلها، وبعض المشاكل لها علاقة بالدولة، وتشكلت لجنة وزارية وذهبت للمتظاهرين واستمعت بالتفصيل لمشاكلهم وهي في طريقها للحل بعد أن صدرت الموافقات وهي تنتظر التنفيذ. أما المشاكل الخاصة بالقوانين، فهناك سلطة تشريعية هي البرلمان، وينبغي أن يعيد النظر فيها بما يحفظ الأمن ولا يحجر على حريات الناس، ولدينا عملية توازن كاملة فحقوق الإنسان تحفظ، ولكن حقوق الشعب تحفظ من الإرهاب أيضا فلا نترك الحبل على الغارب، وبالتالي نواجه ما واجهناه في عام 2006 من شلالات الدماء التي سالت، لأن هناك عقولا مفخخة دخلت العراق وتقود سيارات مفخخة، ولن نسمح لها بأن تتكرر، وأي مظاهرة سلمية سواء كانت كردية أو سنية أو شيعية لا نعترضها، ولكن حين يتجاوزون الخط الأحمر ويحملون السلاح، فالدولة تمتلك الحق في ردع من يشهر في وجهها السلاح.

* ما تفسيركم لانقسام التيار الصدري وتأييد بعض عناصره للمظاهرات، بمعنى أنها تلونت بكافة الطوائف؟

- انظر لتلك المظاهرات، فمهما قلت عنها فهي في أحسن تقدير عشرات الآلاف، وفي الموصل التي تضم مليونين ونصف مليون إنسان، إن خرج عشرة آلاف فإن الأغلبية الصامتة ليسوا متظاهرين، أما الحديث عن تعميمها فـلا، لأنه لا توجد هناك مظاهرات مليونية كتلك التي تتحرك في الربيع العربي وتستطيع أن تفرض رأيها على الحكومة، وخرجت في الاتجاه الآخر مظاهرات أكبر منها بكثير، لكن الإعلام ظلمها ولم يسلط عليها الضوء، فهناك أضعاف مضاعفة من الذين تظاهروا في الوسط والجنوب دفاعا عن الحكومة وضد بعض الشعارات الناشزة حتى تراجعت واختفت.

* لكن الجنوب الذي شهد مظاهرات، كما تقول، دفاعا عن الحكومة يضم أغلبية شيعية.. ألا يكرس ذلك أن الحكومة طائفية؟

- الحكومة هي حكومة شراكة وطنية، وكل السياسيين مشاركون فيها، ولو قدر لنا أن نتخذ قرارات بناء على الأغلبية لتساءل البعض: لماذا هناك أغلبية وأقلية على الرغم من أن الديمقراطية تتحمل هذا الفهم؟ ودعني أقول لك شيئا، رئيس الجمهورية سني وأنا نائبه شيعي، ولدي مستشار ديني سني وهو رئيس رابطة العلماء المسلمين في العراق، كما أن الوزراء السنة ليسوا أقل من الوزراء الشيعة، والميزانية لدينا في العراق توزع على عدد السكان في كل محافظة، سواء كانت سنية أو شيعية، وما ظلم أحد في دولار واحد.

* ألا يمكن أن تقدم مؤسسة رئاسة الجمهورية مبادرة لرأب الصدع بين المعتصمين ورئاسة الوزراء؟

- علاقاتي طيبة مع الكرد ومع «القائمة العراقية»، وقد تحولنا لرجال إطفاء، وأينما وجد حريق نطفئه بالحكمة والموعظة الحسنة. والعلاقات الطيبة لي مع رئيس البرلمان جعلتني أجمع بينه وبين رئيس الوزراء في بيتي، وكذلك المشكلة مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، وما زالت لدي مبادرات في لم الشمل على الصعيد الكردي والسني والشيعي، وأنظر لكل تلك الأطياف بنفس العين، وسوف أبذل جهدا استثنائيا في ذلك، ولدينا مؤتمر إسلامي في بغداد خلال الشهرين المقبلين للحوار السني – الشيعي، ودعينا له 200 شخصية من داخل العراق و100 من خارجه، ورسالة المؤتمر هي الإيمان بضرورة التلاحم بين السنة والشيعة، ولو تمعنا في كل مظاهرة باسم العراق لرأينا أن الجميع من كل الأطياف يصفق للعراق، وهذا كاف للوحدة، أما المسائل الخلافية فلها من يحركها وستنتهي.

* البعض يأخذ على رئيس الوزراء نوري المالكي أنه يستأثر بالسلطة ويسيطر على مؤسسات الدفاع والداخلية والاستخبارات والأمن الوطني.. ما رأيك؟

- في العراق، لا توجد وزارات في تلك الاختصاصات.. ورئيس الوزراء هو القائد العام للقوات المسلحة حسب الدستور، وهناك ثلاث وزارات يجب أن نتشاور حولها: وزارة الأمن القومي وقد ألغيت تماما ولا وجود لها، فأصبح هناك مدير عام، وبقيت لدينا وزارتان أمنيتان الدفاع والداخلية؛ الدفاع للمكون السني، والداخلية للمكون الشيعي، ولكن هناك شرط بأن المرشح الشيعي لوزارة الداخلية يجب أن يوافق عليه الكرد والسنة، لأنه سيحفظ بلدهم وأمنهم، وكذلك وزير الدفاع يجب أن يوافق عليه الشيعة والكرد، وحين تم طرح الأسماء لم تتوافق الكتل السياسية على أحد وليس رئيس الوزراء، الذي قال قدموا لي ثلاثة أسماء، ووافق على اثنين منهم إلا أنهم رفضوا، ومن هنا كان هناك وزير للدفاع بالوكالة هو سعدون الدليمي، لذلك رئيس الوزراء هو وزير الداخلية بالوكالة لأنه القائد العام للقوات المسلحة.

* هناك بعض الأنباء الواردة من المعتقلات العراقية التي تضم عربا، من بينهم سعوديون، تفيد بأنهم يتعرضون لسوء المعاملة، ويصفون السجن الأميركي بأنه أفضل حالا من سجن الحكومة، في ظل تصاعد الكراهية بعد لعن المعلق العراقي لمباراة الإمارات والعراق في نهائي كأس الخليج الأخيرة للحكم السعودي على الهواء مباشرة.. ما رأيك؟

- (ضحك طويلا).. هل تعلم أن اثنين من العراقيين انتحرا تلك الليلة، أحدهم سني من الأنبار وآخر شيعي، أما المعلق فهو منتحر إعلاميا لأنه ليس من حقه أن يسب الآخرين، أما في ما يتعلق بحال المعتقلين، ومنهم السعوديون، فأوجه لك الدعوة بأن تزورنا في بغداد في أي وقت وتلتقي السجناء السعوديين، وأتمنى أن يزورنا وفد حكومي سعودي ويأتي معه بعائلات المعتقلين، كما أن هناك 130 عراقيا معتقلا في السعودية، وأتمنى حل هذا الملف عند إقرار اتفاقية تبادل المحكومين بين البلدين، وللمعلومية كل المعتقلين العرب لدينا إرهابيون، ولا يمكن لي أن أقول إن كل شرطي أو سجان عراقي نبيل ونبيه وقد يكون مخطئا ومقصرا، ولكن إن ثبت ذلك نعاقبه ونحاسبه، وأتمنى ممن ظلم أن يقدم شكوى ضد من ظلمه وأن يورد اسمه لكي نحيله إلى المحكمة.. حقوق الإنسان محترمة لدينا، ولا نسمح لأحد بأن يتجاوزها حتى لو كان الشخص مجرما لأنه يبقى إنسانا لا ينبغي معاملته بالسوء والذل.

* المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب يحتج عليها العراقيون في المظاهرات الحالية ويصفونها بـ«أربعة سنة»، لأن المعتقلين في ضوئها من الطائفة السنية.. كيف ترى ذلك؟

- لك أن تعلم أن 189 شيعيا محكوم عليهم بالإعدام بسبب «المادة 4 إرهاب»، كما أن هناك معتقلات شيعيات، لكنني أؤكد لك أن السنة أكثر لأنهم أكثر من ألقي القبض عليهم وفي أيديهم رمانات (قنابل يدوية) وكواتم سلاح، وقد اعترفوا بذلك.. هناك سني رئيس للجمهورية وآخر نائب لرئيس الوزراء ورئيس للبرلمان.

* كيف ينظر العراق لعلاقته مع محيطه العربي؟

- نحن في العراق الجديد وليس العراق الذي حارب إيران بعد أن مزق اتفاقية 1975 وأوقع ضحايا من الجانبين بلغوا مليون آدمي، وكذلك حارب الكويت لأنه أفلس من حربه مع إيران ولم يحقق ما يريده فاتجه لهذه الدولة الغنية والصغيرة، وقد قلت لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد إننا نبرأ لله من كل قطرة دم من كويتي نزف في الحرب فلم يؤخذ رأينا في قتالهم.

وبعد سقوط نظام صدام حسين، اتخذنا قرارا بألا نتدخل في شؤون أحد، ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا، وفتحنا أذرعنا للجميع بأن نكون معهم أصدقاء، بما في ذلك الغرب والشرق، لا نستثني أحدا، خصوصا الدول الإسلامية والخليجية والعربية، التي هي محيطنا والماء الذي نسبح فيه والهواء الذي نتنفسه، لذلك لا نريد الخروج عن إجماعهم، وانضمامنا للمؤتمرات العربية دليل على أننا نريد أن نتعايش مع هذا الجو، دماؤنا التي تجري في عروقنا عربية، فأنا من خزاعة وكنت في أرض الجزيرة العربية وبنو أعمامي في المدينة، لكن قدري أن أذهب إلى العراق وأكون مواطنا عراقيا، قبائل شمر وعنزة توجد من شمال الموصل لشمال المملكة وهي عشائر واحدة، ويبقى هذا الاختلاف المذهبي المبالغ فيه، فكل الذي يقوله الشيعة أننا نحب أهل البيت ليس أكثر، وأعتقد أنه لا يوجد سني واحد لا يحب أهل البيت، فالخلافات سياسية وليست مذهبية، ومهمتنا هي ترميم العلاقات التي أفسدها صدام حسين.

* لكن الصورة عن العراق ما زالت ضبابية وغير واضحة، والبعض يؤكد أن إيران تسيطر على مؤسساته.. هل هذا صحيح؟

- لو وجدت مسلما سنيا أو شيعيا عربيا يفضل بلدا آخر على بلده، فهو ليس مسلما وليس عربيا وليس وطنيا، نعم توجد علاقات طيبة مع إيران، ويفترض تقويتها لأنها دولة جارة، وبديل العلاقات الطيبة الذي لا نريده هو التوتر والتشنج، وقد خضنا معها معركة طوال ثماني سنوات دون أن نحصل على شيء سوى الدمار والموت والقهر، فلماذا نكرر هذه الغلطة، ولمصلحة من؟ لكن، أن نسمح لهم بالتدخل في شؤوننا، فالجواب.. لا، لأنهم لا يسمحون لنا بالتدخل في شؤونهم، وأتساءل: هل يجوز لشريف غيور أن يفتح بابه ليدخل عليه الغرباء؟ هذا العراق بلدنا وبيتنا، لا نسمح لأحد بالتدخل في شؤونه، ونحن نريد أن تكون العلاقات بيننا وبين إيران والسعودية علاقات طيبة تزيد القوة وتنعكس على العالم العربي والإسلامي، وتحياتي للسعودية، وأمنياتي أن تبقى ركنا وثيقا لدعم العالم العربي والإسلامي.

* كيف تشكلت البغضاء بين الشيعة والسنة في العراق؟

- ليس هناك بغضاء، وإنما هناك متطرفون حمقى عند الشيعة وكذلك عند السنة، والصراع هو بين الحمقى، ووالله تؤذيني أنة مسلمة سنية في أقصى الصين، ويؤذيني أكثر من ذلك شيعي متطرف لا يفهم أبجديات التشيع ويتصور أنه كراهية الصحابة وأهل السنة لأنه لا يفهم الإسلام، ولسنا مسؤولين عن أخطاء الحمقى.. وفهمنا الحقيقي هو أن السني الحقيقي هو الشيعي الحقيقي، لأنه لا يجوز أن سنيا يتبع سنة رسول الله إلا ويحب أهل البيت، ولا يوجد شيعي حقيقي إلا وهو سني حقيقي لأنه لا يجوز أن يكون شيعيا إلا وقد طبق السنة ولم يحب أهل البيت إلا اتباعا لها، أما البقية فإنهم لا يفهمون ونحن لا نتحمل مسؤولية أخطائهم.

* من المسؤول عن العداء برأيك؟

- سوء فهم، وأخطاء سياسية ارتكبت وحماقات من الطرفين، ولربما أن هناك أيديا خبيثة تحرك هذا الملف لإضعاف الأمة الإسلامية، فحينما تصطلي الأمة الإسلامية بين شيعي وسني، ويكون عدد الشيعة في العالم 300 مليون ويواجهون مليارا ستكون هناك حرب طاحنة، لها أول وليس لها آخر وهي الفتنة النتنة، ولذلك نكفر بها ولا نؤمن، لأن البعض يهمه أن تتصاعد النيران ويصبوا عليها زيتا ويتفرجوا على المسلمين كيف يتقاتلون، وسواء سقط السني أو الشيعي فقد تم سفك الدم المسلم.

* هل لديكم اتجاه لتجريم الإساءة إلى الطوائف؟

- أعتقد أن الإساءة إلى الطوائف جريمة، لأن المسيء يدق ناقوس الفرقة بين أبناء البلد الواحد ويسبب فتنا تحرق الأخضر واليابس، ولو كنت برلمانيا لطالبت بذلك.

* أخيرا، كيف هي الحالة الصحية للرئيس جلال طالباني، وهل سيتم عزله بناء على الدستور؟

- الرجل ناهز الثمانين، والإنسان إن أصابته جلطة في هذا العمر تفتك به، فما بالك بإنسان لديه أيضا مشاكل ضغط وسكر، وضعه الصحي بدأ يتحسن ولكن ببطء، وهو قد تجاوز مرحلة الخطر ويستجيب للعلاج ولمن يتحدث معه، ولكن علاجه يحتاج لزمن، وبصراحة خسر العراق إنسانا متوازنا كنا نلجأ إليه عندما نختلف، فهو كان يمسك العصا من الوسط، ومحل احترام وثقة الجميع، وينطبق عليه بيت الشعر «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر». ونتمنى أن يمن الله تعالى عليه بالعافية ويعود للبلد سالما ويباشر دوره، وأنا من خلال تجربتي معه ما رأيت منه إلا أنه رجل كريم ومثال للإنسان الوطني، وصحبته في عدة رحلات ووجدته قد تناسى كرديته، ويدافع عن العراق كما يدافع عن أربيل والسليمانية، وأعتقد أنه من غير الوفاء أن نقوم باستبدال هذا الرجل الذي خدم العراق، ونؤذيه بأن نمارس الإقصاء بحقه لأن الأمور تسير، والدستور يتيح لنائب الرئيس أن يمارس صلاحيات الرئيس في مثل هذه الظروف، وأنا أجد نفسي ملزما أخلاقيا وأدبيا بأن أسير على نفس الخط من التوازن، ولا أعتقد أن هناك حاجة قصوى ملحة لاستبداله بالطريقة التي تؤذيه، لأنه قد قدم للعراق الشيء الكثير.