سلفيون مصريون يحرمون الخروج على الرئيس مرسي في 30 يونيو

المعارضة قالت إنهم أصدروا الفتوى نفسها لبقاء حسني مبارك

TT

أفتى سلفيون في مصر بأن خروج المعارضة ضد الرئيس محمد مرسي في 30 يونيو (حزيران) الحالي «حرام شرعا» باعتباره حاكم البلاد، ووصفت المشاركين في المظاهرات التي تنادي برحيله عن الحكم بـ«الكفار». وأثارت هذه الفتاوى الجدل في البلاد، من عودة تحريم الخروج على الحاكم والتي أطلقها مشايخ السلفية خلال أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 وأطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، فيما قلل أحمد بهاء شعبان، عضو جبهة الإنقاذ المعارضة، من تأثير الفتاوى على المصريين، قائلا: إن «مشايخ الدعوة السلفية هم أنفسهم من أصدروا نفس الفتوى لبقاء مبارك في الحكم، لكنه رحل».

ومع اقتراب يوم 30 الشهر الحالي دعا زعماء بالتيار السلفي إلى ضرورة عدم الخروج على الحاكم، والوقوف ضد متظاهري 30 يونيو الذين سيخرجون مطالبين برحيل الرئيس مرسي. وقال الشيخ السلفي وجدي غنيم أمس، في مقطع فيديو مصور تم بثه على موقع «يوتيوب» إنه يؤيد إباحة قتل المتظاهرين يوم 30 يونيو المقبل، باعتبارهم من الكفار. وقال إن «الخروج على الرئيس مرسي في مظاهرات 30 يونيو حرام شرعًا، لأنه رئيس منتخب من الشعب، ومسلم، ويجب السمع والطاعة له»، معتبرًا أن «التمرد على مرسي تمرد على الإسلام، وإجهاض للمشروع الإسلامي، والمطالبون بإسقاطه في 30 يونيو يسعون لإسقاط الإسلام».

وأضاف غنيم أن «الفلول والمأجورين والخونة والمتطرفين والبلطجية أعلنوا مشاركتهم في مظاهرات 30 يونيو لإسقاط الرئيس مرسي.. وجزاؤهم القتل».

في السياق نفسه، قال الشيخ حاتم فريد الواعر، أحد رموز الدعوة السلفية في الإسكندرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الخروج على الحاكم ولو كان كافرًا حرام شرعا»، معتبرا أن الليبراليين والعلمانيين يعطلون العمل بشرع الله». وتابع: «إذا كانت دوافع الخروج على الرئيس مرسي لإقامة الدولة الإسلامية يكون الخروج مشروعا، أما إذا كان الخروج بهدف إسقاط مرسي والإتيان بجبهة الإنقاذ المعارضة فالخروج حرام».

وأفتى الشيخ صالح جاهين، نائب رئيس حزب «الإسلامي» التابع لتنظيم الجهاد، بأن «الخروج على الحاكم لا يجوز شرعا»، والأمر نفسه ذكره عبد الله بدر، أحد شيوخ السلفية، قائلا إن « يقتل ن الإسلاميين في المظاهرات فهو يد، و تل منهم (من معارضي الرئيس مرسي) فهو في ار، و لزم بيته هو آمن».

وتعليقا على الفتاوى السلفية، قال أحمد بهاء شعبان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئيس مرسي لم يتم انتخابه وفقا لآراء فقهية، بل وفقا لقواعد قانونية، لذا فالخروج عليه لا ينبغي أن يتم تفسيره وفقا لآراء دينية».

وأضاف شعبان أن «الهدف من مثل هذه الفتاوى هو الحشد والتعبئة السياسية للتيار الإسلامي من أجل إفشال احتجاج 30 يونيو»، لافتا إلى أن «أصحاب تلك الدعاوى يحاولون تفسير أفكارهم الدينية لخدمة الصراع السياسي، فهم يلعبون نفس الأدوار التي لعبوها أيام مبارك».

وسبق أن أفتي مشايخ الدعوة السلفية خلال ثورة يناير، بعدم الخروج على مبارك، وحرم الشيخ السلفي محمد حسان وقتها في إحدى خطب الجمعة «الثورة على الحاكم» وأثنى في أحد خطبه آنذاك على الرئيس السابق. كما طالب أسامة عبد العظيم، أحد رموز الدعوة السلفية في ذلك الوقت، بعدم الخروج على الرئيس مبارك بقوله: «لا يعقل أن تصل المظاهرات إلى حد زحف المتظاهرين إلى قصر العروبة للمطالبة بتنحي الرئيس مبارك، أو مهاجمة القصر والاعتداء عليه».