مصادر فلسطينية مطلعة: لقاءات في لبنان بين إيران وحماس وحزب الله لتسوية الخلافات

بحثت الدعم المالي الإيراني.. والحركة رفضت تغيير موقفها من سوريا

TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات حقيقة لمد الجسور بين إيران وحماس مستمرة، وتكثفت، على الرغم من الخلاف الكبير حول الموقف من سوريا.

وأكدت المصادر أن لقاءات مهمة عُقدت نهاية الشهر الماضي في لبنان، بين مسؤولين من حماس ومسؤولين من حزب الله ومسؤولين إيرانيين في محاولة لتسوية الخلافات.

وقالت المصادر إن «عضوي المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق ومحمد نصر، التقيا بمسؤولين في حزب الله ومسؤولين في السفارة الإيرانية في لبنان لمناقشة العلاقات».

وكان أبو مرزوق عائدا من تركيا إلى لبنان ثم إلى مصر، قبل أيام من الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق محمد مرسي.

وبحسب المصادر «تركز النقاش حول الأزمة السورية ووضع المخيمات في لبنان»، وأضافت: «لقد نوقش الدعم الإيراني للحركة كذلك».

وتأثرت قدرات حماس المالية كثيرا بعد تراجع الدعم الإيراني للحركة، وزاد الطين بلة هدم الجيش المصري لأنفاق بين مصر وغزة، كانت ترتكز عليها حماس.

وقالت المصادر إن الدعم الإيراني لم ينقطع نهائيا، لكنه تراجع كثيرا. ويأمل مسؤولون في حماس في عودة الدعم الإيراني.

وتأثرت علاقة إيران بحماس بعد موقف الأخيرة من النظام السوري، وقالت المصادر إن «مد الجسور مع إيران لن يؤثر في موقف الحركة مما يجري في سوريا». وأضافت: «أبلغ أبو مرزوق المسؤولين الإيرانيين بأن عليهم تفهّم موقف حماس المبني على وقوفها إلى جانب تطلعات الشعب السوري».

ومن غير المعروف ما إذا كان سقوط حكم «الإخوان» في مصر، سيعجل من خطة التقارب الإيراني الحمساوي، وعقبت المصادر بالقول: «إن كلا الطرفين معني بهذه العلاقة، وليس طرفا واحدا فقط».

وأضافت: «حماس اتخذت موقفا بأن أي تقارب جديد لن يكون مشروطا وليس على حساب موقفها من سوريا».

وكان القيادي في حماس أحمد يوسف، قال إن لقاءات «مهمة» عُقدت بين قيادة حماس والمسؤولين الإيرانيين وحزب الله اللبناني بهدف «تسوية الخلافات»، التي نشأت إثر الموقف من الأوضاع في سوريا، وإعادة العلاقات لسابق عهدها، من دون تحديد الموعد الدقيق لهذه اللقاءات.

وقال أحمد يوسف القيادي في حماس لوكالة الصحافة الفرنسية إن «لقاء مهما عقد خلال هذا الشهر بين قياديين اثنين بارزين في حماس والمسؤولين الإيرانيين، وبمشاركة قادة من حزب الله تم خلالها بحث العلاقات المشتركة الاستراتيجية بين الحركة وإيران».

وأضاف يوسف أن الجانبين «شددا على حرصهما ورغبتهما في مواصلة العلاقة الطيبة والتنسيق المشترك، وتم التأكيد على أن حماس شريك استراتيجي لإيران، وأن العدو المشترك هو الاحتلال الإسرائيلي».

وقال: «تم التفاهم أن كل طرف يتفهم مواقف الطرف الآخر في القضايا الخلافية، خصوصا ما يتعلق بالموقف من الأوضاع في سوريا، وكل طرف أبدى حرصه على التعاون والتنسيق في كل القضايا»، وتابع: «تم التفاهم أن تتواصل هذه اللقاءات، وأتوقع قريبا عودة العلاقات، وربما أقوى مما كانت عليه في السابق، واستقرار الأوضاع في سوريا سيساهم في ذلك».

وقال يوسف إن عضوين في المكتب السياسي للحركة من قيادة حماس في الخارج هما اللذان عقدا اللقاء مع المسؤولين في إيران وحزب الله، دون مزيد من التفاصيل.

وقال: «القضية الفلسطينية قضية مشتركة، وهي قضية الأمة العربية والإسلامية، ونحن حريصون على الإجماع بشأنها»، مشيرا إلى أن حماس «لم تقطع أصلا العلاقات مع إيران، على الرغم من أنها تأثرت بسبب الموقف من الوضع في سوريا، وموقف حماس أنها مع حق الشعب السوري في التعبير عن رأيه، وهو موقف مبدئي وأخلاقي».

وأكد يوسف أن عودة العلاقة بين حركته وإيران «لا ترتبط بتطورات الأحداث في مصر».

وتوقع القيادي في حماس عودة الدعم الإيراني «قريبا» على كل المستويات، بما فيها الدعم المالي.

كما تحدث يوسف في تصريحات منفصلة قائلا إن القضية المشتركة التي تجمع الطرفين هي القضية الفلسطينية، وأن بين «إيران وحماس مصالح مشتركة، الحركة حريصة على أن لا تخسر أحدا، لأن قضية فلسطين هي قضية الأمة، ونحن معنيون أن يجتمع الجميع على هذه القضية».

وأضاف: «نحن لم نخسر حلفاء، إنما الظروف الإقليمية أخذت مسارات تظهر فيها الأمور ذلك، بجانب انشغال الناس عن القضية الفلسطينية وعن الوضع الداخلي الفلسطيني ليس إلا.. لم نخسر حلفاء، بالعكس نحن نحافظ على كل أصدقائنا، لكن هناك أمورا استدعت أن تصيب العلاقة بعض الفتور، ونحن حريصون كحركة وحكومة أن تبقى علاقاتنا مع كل دول المنطقة علاقات أخوية، فيها مستوى من التعاون والتنسيق والدعم، لأن فلسطين قضية الأمة، وليست قضية الفلسطينيين لوحدهم، ولذلك نحن حريصون على أن نرمم كل الخلافات من أجل مصلحة شعبنا وقضيتنا».

وأكد أبو يوسف أن العلاقة لن تتطور تجاه سوريا، ولن تعود مع الرئيس السوري بشار الأسد والنظام في سوريا، «إلا إذا استقرت الأوضاع في سوريا وانتصرت الثورة السورية، يكون حينها هناك حديث».

وتابع: «أنا أعتقد أن الإيرانيين سيعودون لتقديم الدعم لحركة حماس، وهذه قضية لا يوجد فيها أي شك، ستعود إيران لأنها حريصة على أن تبقى العلاقة قوية مع حركة حماس، على اعتبار أن عدونا مشترك، هناك إسرائيل تتربص بنا كما تتربص بالإيرانيين، ولذلك نحن حريصون أن يبقي التنسيق والتعاون مستمرا مع إيران».

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، صرح بأن بلاده وحركة «حماس» في صدد حل بعض المسائل التي من شأنها أن تتسبب بسوء التفاهم بينهما، وأن اتصالات مكثفة ومتواصلة تجري في هذا الشأن.

وقال: «منذ نشوب الأزمة السورية، ابتعد بعض قادة حماس عن طريق الصواب إزاء سوريا، إذ تجاهلوا دور الكيان الصهيوني والأميركي في الأزمة القائمة في البلاد».

وأضاف أن التطورات التي طرأت أخيرا ساهمت إلى حد بعيد في إزالة الغموض عن مجريات الأمور في سوريا، مؤكدا أن طهران تعترف رسميا بالحركة «باعتبارها حركة مقاومة تواجه الكيان الصهيوني»، ولديها علاقات جيدة معها «وعلى على الرغم من وجود بعض التباينات الموجودة، فإن العلاقات لا تزال مستمرة».