مقتل 4 فلسطينيين وجرح حوالي 40 في مواجهات بين الشرطة وعائلة حلس بغزة

فتح تفرج عن غزال بالضفة.. وحماس تطلق أبو النجا في القطاع

TT

تلاحقت الأحداث بشكل درامي في الأراضي الفلسطينية، عقب قيام مسلحين من حركة فتح باختطاف القيادي في حركة حماس، الدكتور محمد غزال، والتهديد باغتياله في حال لم توقف شرطة حكومة اسماعيل هنية المقالة في قطاع غزة، الحملة الواسعة التي تشنها بحي الشجاعية بغزة لاعتقال اشخاص تتهمهم بالتورط في التفجيرات التي هزت غزة اخيراً. واسفرت عن مقتل خمسة من كوادرها العسكريين وطفلة. لكن الخاطفين عادوا وافرجوا عن غزال بعد ساعتين فقط وسلموه لمحافظ مدينة نابلس التي يعيش فيها.

ونقلت وكالة الأبناء الفلسطينية «معاً» عن الخاطفين قولهم إن فتح أمهلت حماس في غزة أربع ساعات فقط لوقف هجومها على الشجاعية وأبناء فتح، والا ستقوم باعدام غزال. وقالت زوجة غزال إن عدداً من المسلحين يستقلون سيارة مدنية اختطفوا زوجها من امام منزله بشارع بليبوس وسط المدينة. وقالت فضائية «الأقصى» التابعة لحماس إن الخاطفين هم عناصر في جهاز المخابرات العامة الذي يقوده اللواء وفيق الطيراوي.

وبحي الشجاعية، شرق مدينة غزة قتل 4 اشخاص؛ منهم اثنان من عناصر شرطة حماس وجرح حوالي 40 من عناصر الشرطة والمدنيين بعد ساعات على شروع الاجهزة الامنية التابعة للحكومة المقالة في حملة لإجبار عائلة حلس في الحي على تسليم بعض المشتبه بتورطهم في التفجيرات التي هزت غزة. وحاصرت الشرطة منازل العائلة، إحدى العائلات الكبيرة في المدينة وأنذرتها بتسليم المطلوبين قبل أن تقوم باقتحام المنطقة واعتقال المشتبه بهم. ووقعت اشتباكات بين أفراد العائلة الذين انتشروا باسلحتهم في شوارع الحي، وعناصر الشرطة التي تحاصر المكان. وأعلنت الشرطة سيطرتها على 90% مما اسمته «الأوكار التي يتحصن فيها المنفلتون بمنطقة عائلة حلس». وأكدت الشرطة، انها فككت عدداً كبيراً من العبوات الناسفة التي وضعها «المنفلتون» في البيوت ومفترقات الطرق، مشددة على أنها لن تخرج من المكان إلا بعد تسليم «المجرمين» أنفسهم. واشارت الى أن الحملة متواصلة وأن «المنفلتين» يقومون بتسليم أنفسهم إلى الشرطة، وأنها سيطرت على بعض الأماكن المرتفعة والأبراج التي يعتليها الخارجون عن القانون.

وفي بيان صادر عنها تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت وزارة الداخلية في حكومة هنية المقالة إنه لا توجد أي مشكلة مع عائلة حلس بل مع عدد من «المنفلتين»، الذين يتجاوزون القانونَ. واكدت الوزارة أن المنطقة المحاصرة تحولت الى «بؤرة تشكّل ملاذاً للهاربين من العدالة»، مشيرة الى أنه تم الاتفاق في وقت سابق مع عائلة حلس على تسليم المشتبه بتورطهم في عمليات التفجير ورفع الغطاء العائلي عنهم. واضافت الوزارة انها استنفدت كل السبل والطرق السلمية عن طريق الوساطات والوجهاء والأعيان والتنظيمات لتسليم المشتبه بهم، متهمة عائلة حلس بأنها توفر الملاذ لهم في إطار تبادل المصالح. واكدت الوزارة أن أبناء العائلة ردوا على الوساطات بنصب العبوات ووضع الحواجز الترابية وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية، مما استدعى قوات الأمن الى التدخل لإنهاء هذه الحالة التي تشكّل مساً بالأمن الداخلي. وقالت الوزارة إن ابناء العائلة استخدموا كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة والعبوات الناسفة، وبدأوا بإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على سيارات شرطتها وبصورة عشوائية طالت بعض البيوت والأماكن المكتظة بالسكان مما حدا بها إلى اتخاذ قرار حاسم لاعتقال هؤلاء المشتبه بهم. وشدد الوزارة على عزمها اعتقال المطلوبين للعدالة وجمع السلاح الذي يغذي الفلتان الأمني، وتطبيق القانون على الجميع ووضع حد للاحتماء في ظل العائلات أو التنظيمات عندما ترتكب «الجرائم». وأكدت الوزارة أنها تصر على اعتقال ابناء عائلة حلس الذين تورطوا في أعمال مخلة بالأمن والقانون.

من ناحيتها، اتهمت عائلة حلس بأن الحملة الأمنية تستهدف كسر إرادتها، مؤكدة أنها «لن ترفع الرايات البيضاء». وفي بيان صادر عنها، قالت العائلة التي يتولى عدد من ابنائها مناصب قيادية في حركة فتح وبأجهزتها الأمنية إن حماس تريد «تصدير أزمتها الداخلية»، مشيرة إلى أن حماس تعلم أن التفجيرات المدانة التي حدثت بغزة هي في إطار تصفية حسابات داخل الحركة. واعتبر فهمي الزعارير، الناطق الرسمي باسم فتح، أن ما تقوم به حماس يأتي لتكريس الانقسام الفلسطيني الداخلي. ودعا الى تدخل عربي من اجل وضع حد لممارسات حماس في غزة. الى ذلك، أفرجت حماس عن عشرة من قيادات فتح اعتقلوا أخيراً. وقال سامي ابو زهري، الناطق باسم حركة حماس، إنه تم الافراج عن عشرة من قيادات فتح وضمنهم ابراهيم ابو النجا، عضو القيادة العليا للحركة في القطاع، استجابة للوساطات المصرية والمحلية، مطالباً أن تقوم حكومة رام الله بالإفراج عن المعتقلين السياسيين. من ناحيته، قال نافذ عزام، القيادي في حركة الجهاد، ان حركته شرعت في جهود للتوسط بين الحكومة المقالة وعائلة حلس لوضع حد للاشتباكات الدائرة بين الجانبين. وفي الضفة الغربية، أعادت أجهزة امن السلطة اعتقال رياض ولويل احد ابرز قادة حماس في شمال الضفة الغربية، والدكتور محمد المصري اخصائي امراض القلب. وذكرت حماس أن ولويل الذي افرج عنه قبل شهرين من سجون الاحتلال اعتقل سبع مرات خلال هذه الفترة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية. واعتبرت حركة حماس التصريحات التي اطلقها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتأكيده اصدار امر بالإفراج عن معتقلي حماس « أكاذيب لا رصيد لها على أرض الواقع». وفي بيان صادر عنها، تقلت «الشرق الاوسط» نسخة منه، قالت حماس «من المخجل أن يقوم شخصٌ يحمل صفة رئيس منتخب، وبلغت به السن ما بلغت بإطلاق أكاذيب مكشوفة يخجل منها حتى أشد مؤيديه ومناصريه».

الى ذلك، اعلن حزب التحرير الإسلامي أن اجهزة امن السلطة اعتقلت 77 من نشطائه في اجراء احتياطي لمنع الحزب من تنظيم مسيرات ومؤتمرات في ذكرى إلغاء الخلافة الاسلامية. وقامت اجهزة السلطة الامنية بنصب الحواجز المؤدية الى مدينتي طولكرم ورام الله في الضفة الغربية لمنع نشطاء الحزب من الوصول الى المسيرات التي تنظم فيها. ويُفترض ان يكون الحزب قد نظم مساء امس مؤتمرين في كل من رام الله وطولكرم رغم الاجراءات الامنية التي تتخذها الأجهزة الامنية ضده.