مقتل 4 جنود لبنانيين في عملية ثأرية.. والجيش يحاصر منطقة آل جعفر في بعلبك

سليمان طلب «عدم التهاون».. وبري دعا الأهالي إلى التعاون

جنود من الجيش اللبناني يحرسون أمس المركبة العسكرية التي تعرضت لهجوم في كمين نصبه مسلحون على طريق رئيسية قرب بلدة رياق في البقاع (أ.ب)
TT

سقط أربعة جنود لبنانيين وأصيب ضابط برتبة نقيب بجروح خطيرة، في مكمن نصبه مسلحون ذكر أنهم من عشيرة آل جعفر، لدوريتهم في البقاع (شرق لبنان) أمس. وقد طوّق الجيش مناطق وجود آل جعفر الذين أطلق بعضهم النار ووزع الحلوى ابتهاجاً بالعملية التي نفذت انتقاماً لمقتل عدد من أبناء العشيرة في اشتباك مع الجيش الشهر الماضي. فيما سجلت حالة تضامن مع الجيش والمطالبة بـ«الضرب بيد من حديد» لمعاقبة المعتدين عليه.

وفي التفاصيل أن أربعة عسكريين من اللواء الثامن سقطوا وأصيب ضابط بجروح خطيرة في رأسه، عندما وقعت دوريتهم في مكمن مسلح في منطقة البقاع الأوسط. وأفادت المعلومات بأن مسلحين كانوا في سيارتي جيب «غراند شيروكي» اعترضوا سيارة عسكرية من نوع «لاند روفر» كانت في طريقها إلى مدينة بعلبك في دورية روتينية. وفاجأوا العسكريين الذين كانوا فيها بإطلاق النار عليهم. وقد استخدم المسلحون في هجومهم رشاشات «كلاشينكوف» و«أم 18» ورشاشاً متوسطاً وقذائف صاروخية (آر.بي.جي). وسقط على الفور أربع ضحايا من الجيش، فيما أصيب الضابط علام دنيا بجروح خطيرة ونقل إلى مستشفى رياق، حيث خضع لعملية جراحية. ولاحقاً نقل الضابط الجريح وجثث القتلى إلى المستشفى العسكري في بيروت.

وأفادت مصادر أمنية بأن المسلحين هم من آل جعفر، وأن العملية جاءت انتقاماً لمقتل علي محمد صبحي جعفر وعلي عباس جعفر في 28 مارس (آذار) برصاص الجيش اللبناني في جرود سلسلة الجبال الغربية.

وإثر شيوع نبأ مقتل العسكريين توتر الوضع الأمني في منطقة بعلبك. وعزز الجيش حواجزه في مناطق التل الأبيض وعند مدخل بعلبك الشمالي على أطراف حي الشراونة وعند مفرق ايعات ـ دير الأحمر، محكماً الطوق على منطقة الشراونة معقل آل جعفر. كما أقام عدداً من الحواجز على امتداد الطريق الدولية. وعزل المكان الذي استهدفت فيه سيارة الدورية. فيما حلقت طائرة مروحية في أجواء المنطقة.

وأفادت مصادر بأن عدداً من سكان حي الشراونة وزَّع الحلوى وأطلق النار في الهواء ابتهاجاً عقب استهداف العسكريين، وبعدما تأكد أن الضابط الذي أصيب في الهجوم هو من يتهمه آل جعفر بمقتل كل من علي صبحي جعفر وعلي عباس جعفر وإصابة امرأة وطفل بجروح.

وأعلن الجيش اللبناني في بيان مقتضب أن آلية تابعة له «تعرضت لمكمن نصبه عدد من المسلحين عند مفترق بلدة تمنين التحتا، ما أدى إلى استشهاد أربعة عسكريين وإصابة ضابط بجروح». وذكر البيان أن الجيش «باشر بملاحقة الفاعلين» طالباً من الأهالي «التعاون مع القوى العسكرية وعدم إيواء المجرمين».

وفور تبلغه نبأ الاعتداء على الجيش، اتصل رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، بقائد الجيش، العماد جان قهوجي، واطلع منه على التفاصيل. وطلب إليه «عدم التهاون مع المجرمين المعتدين مهما كان الثمن دفاعا عن كرامة الجيش وكرامة الوطن وحفاظا على السلم الأهلي». كما بحث في الحادث مع وزير الدفاع الياس المر. وتم الاتفاق على متابعة هذا الموضوع حتى النهاية واعتقال المعتدين وسوقهم إلى المحاكمة.

واستنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري «الاعتداء على الجيش اللبناني» معتبراً أن ما حصل «مساس بالأمن الوطني وإرباك للنظام العام». وطالب بـ«السرعة في إلقاء القبض على المسؤولين عن هذه الجريمة وإنزال أشد العقوبات بهم» مناشداً «أهلنا في البقاع الانحياز إلى جانب دعم مسيرة الأمن والاستقرار ورفض الانجرار خلف المسيئين والشائعات».

وأجرى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الموجود في مصر في زيارة خاصة، اتصالين هاتفيين بكل من وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي للتعزية بشهداء الجيش. وأبدى استنكاره لأي تعرض للجيش اللبناني والقوى الأمنية ولأي إعاقة لمهماتهم، مشددا على «ضرورة تطبيق القانون على كل المواطنين في كل الأراضي اللبنانية بشفافية».

واستنكر «حزب الله» «بشدة الاعتداء على الجيش اللبناني». ودعا إلى «محاسبة المرتكبين والمسؤولين عن هذا العمل الآثم» مؤكداً على «التلاحم والتعاون بين أهل منطقة البقاع والجيش اللبناني بما يعزز الاستقرار ومسيرة السلم الأهلي». ودان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني «الاعتداء على دورية الجيش» واصفا إياه بـ«الاعتداء على اللبنانيين جميعا»، فيما اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «أن استهداف الجيش لا يجوز وغير مقبول وهو استهداف للوطن». وشدد على «نزع السلاح من الأيدي التي تعبث بأمن الوطن».

هذا، وصدرت ردود فعل تندد بالحادث عن وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري ووزير الزراعة الياس سكاف ووزير الاقتصاد محمد الصفدي ورئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وسليم الحص. كما دانه نواب حاليون وسابقون.