نفت حركة طالبان الأفغانية أمس أن ممثليها اجتمعوا مع ممثل الأمم المتحدة لدى أفغانستان الذي تنتهي فترة توليه منصبه في مارس (آذار) بعد تقارير في الأسبوع الماضي أفادت بأن مبعوث المنظمة الدولية كاي إيدي اجتمع مع متشددين في دبي. وقالت حركة طالبان الأفغانية في بيان وضعه زعماؤهم على موقعهم على الإنترنت: «مجلس القيادة يعتبر هذا الأمر إشاعات عقيمة ليس لها أساس لكونها مكيدة ضد الجهاد والمجاهدين الذين يشنون حربا مقدسة ضد الغزاة».
وامتنعت الأمم المتحدة عن التعقيب منذ أن قال مسؤول في المنظمة الدولية هذا الأسبوع إن إيدي اجتمع مع ممثلي طالبان في دبي في الثامن من يناير (كانون الثاني) الحالي. ونفى إيدي أن يكون عقد اجتماعا في هذا التاريخ لكنه لم يعقب على ما إذا كان الاجتماع قد يكون عقد في موعد آخر.
وتشجع واشنطن الحكومة الأفغانية على التواصل مع المقاتلين لإيجاد نهاية للحرب التي تمر بعامها الثامن. وفي مؤتمر لندن الذي عقد الأسبوع الماضي كرر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي دعوة زعماء طالبان لحضور مجلس سلام. غير أن الأمم المتحدة لم تشارك علانية في جهود الوساطة في الماضي. وقللت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من دور إيدي الذي تنتهي فترة توليه منصبه في مارس، والذي لم تتطابق آراؤه مع واشنطن. وقالت للصحافيين في باريس أول من أمس: «سوف أسمح له بالتحدث عن نفسه. لن يكون جزءا من جهودنا المستمرة». من جهة أخرى، يعتزم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي التمسك بسياسته بشأن دمج طالبان في مشروع إحلال السلام في بلاده.
وقال كرزاي في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية تنشرها في عددها غدا، إن الغرب أدرك «أخيرا» خلال المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان الذي عقد في لندن الخميس أهمية وضع برنامج للتصالح مع طالبان من أجل بلاده.
وأوضح كرزاي أن الغرب لم يدرك «إلا الآن» أن مكافحة الإرهاب لا ينبغي أن تكون موجهة ضد القرى الأفغانية، بل ضد «المناطق الخلفية ومعسكرات التدريب والداعمين الماليين» لمن سماهم «الإرهابيين».
وقال كرزاي: «لو أدرك الحلفاء ذلك قبل ثمانية أعوام لكان موقفنا أفضل هناك الآن، لكن للأسف لم يستمع الجميع إلينا». يذكر أن طالبان أكدت في تلك الأثناء تمسكها بـ«الجهاد ضد كل الغزاة». ونفت قيادة طالبان في بيان أمس أي عزم أو استعداد لديها للسلام. ووصفت القيادة تقارير صدرت أول من أمس الجمعة حول لقاء بين قيادة طالبان ومبعوث الأمم المتحدة لأفغانستان، كاي إيدي، بأنها «إشاعات لا طائل من ورائها ولا أساس لها». ووفقا لتلك التقارير، اجتمع إيدي مع ممثلين من طالبان في دبي مطلع الشهر الحالي.