صربيا تتهم دولا غربية بالضغط على الأفارقة للاعتراف بكوسوفو

السفير الأميركي: «دايتون» أساس قيام البوسنة ولن تخضع للاستفتاءات

الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب ونجله جيب، حاكم فلوريدا السابق، قبيل دخولهما البيت الأبيض للقاء الرئيس باراك أوباما أمس (إ.ب.أ)
TT

اتهم وزير الخارجية الصربي فوك يريميتش أمس دولا غربية بممارسة ضغوط على الدول الأفريقية للاعتراف باستقلال كوسوفو. وقال في تصريحات بثتها «شبكة بي 92» الصربية إن «عشرات من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي تتعرض لضغوط من أجل الاعتراف باستقلال كوسوفو». وتابع يريميتش في نقل مباشر من أديس أبابا حيث يقوم بجولة جديدة في القارة الأفريقية: «نحن ندعو الدول الأفريقية لعدم الاعتراف باستقلال كوسوفو، حيث تتعرض لضغوط من أجل الاعتراف باستقلال كوسوفو قبل أن تصدر محكمة العدل الدولية قرارها الاستشاري في القضية». وأضاف: «نحن نؤكد وجود حملة منظمة تهدف لزيادة عدد الدول التي تعترف باستقلال كوسوفو يقودها المبعوث الدولي السابق إلى كوسوفو مارتي اهتساري». وكان وزير خارجية صربيا قد أجرى محادثات مع المسؤولين في عدد كبير من الدول الأفريقية ووعدهم بتقديم أسلحة مقابل عدم الاعتراف باستقلال كوسوفو.

من جهة أخرى، تجري في صربيا ومنطقة اليورو نقاشات حول أهمية انضمام صربيا لحلف شمال الأطلسي، وما إذا كان ذلك ضروريا لدخول صربيا الاتحاد الأوروبي. ونقلت شبكة «بيتا» الصربية عن توماس نيوكي رئيس وفد الاتحاد الأوروبي الذي يزور بلغراد حاليا قوله: «العضوية في حلف شمال الأطلسي ليست شرطا لدخول الاتحاد الأوروبي، ولكن بروكسل ترغب في أن تكون السياسة الخارجية والدفاعية في صربيا متماثلة مع سياسات الاتحاد الأوروبي في هذه المجالات». وتابع: «ينبغي على صربيا أن تقرر بنفسها، إذا كانت تريد أن تكون عضوا في منظمة حلف شمال الأطلسي أولا، ولكن الحكومة الأميركية تريد من صربيا أن تكون عضوا في الحلف».

ومن الجانب الصربي أقر كل من مديرة مركز الدراسات الأوروبية الأطلسية، جيلينا ميليتش، ورئيس مركز الدراسات المدنية والعسكرية، ميروسلاف هاجيتش، أنه «لا توجد نقاشات في صربيا حول هذا الموضوع، بل لا يوجد نقاش حقيقي حول العلاقات بين صربيا وحلف شمال الأطلسي على المصالح الأمنية واحتياجات البلد».

على صعيد آخر، قال السفير الأميركي في البوسنة تشارلز انغلش إن «اتفاقية دايتون للسلام لا يمكن أن تخضع للاستفتاء، ولا لأي اعتراضات، لأنها الأساس الذي تقوم عليه البوسنة والهرسك». وتابع في حديث لصحيفة «فيتشرني ليست» الكرواتية: «أي عمل من شأنه تهديد الأمن والاستقرار في البوسنة والهرسك قد يؤثر على مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية». وجاء هذا في ظل تهديد صرب البوسنة بإجراء استفتاء في كيانهم على اتفاقية دايتون.

وجدد السفير الأميركي «دعم وتأييد الولايات المتحدة وأوروبا لاستقلال وسيادة البوسنة، ولمساعي الإصلاح التي ستقودها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي». لكنه أشار إلى استبعاد ممارسة ضغوط لتنفيذ الإصلاحات: «لا يمكننا إنشاء أو فرض تغييرات، فقط يمكننا تشجيعهم».

وعما إذا كانت هناك فترة زمنية لإدماج البوسنة في الشراكة الأورو - أطلسية أشار السفير الأميركي إلى أن ذلك «رهن بسرعة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، فلا بد من تنفيذ عدد من الإصلاحات السياسية، والتعديلات الدستورية، التي تجعل من البوسنة دولة وظيفية». أما نائب المبعوث الدولي إلى البوسنة، رافي غاريغوريان، فقد شدد على أن الاستفتاء الذي يهدد رئيس وزاء صرب البوسنة ميلوراد دوديك بإجرائه «غير قانوني، ويتعدى على صلاحيات السلطة المركزية، ورفض قرارات المبعوث الدولي تعني رفض سلطة مجلس الأمن الدولي».