اجتماع لقوى «14 آذار» اليوم.. والحركة تسعى لإعلان استمراريتها «رغم التبدلات الإقليمية»

أبو فاعور أكد لـ «الشرق الأوسط» أن جنبلاط يدرس تمثيل حزبه في اللقاء

TT

سيكون للاجتماع الذي ينعقد بعد ظهر اليوم لممثلي قوى «14 آذار» طعم مختلف هذا العام في ضوء التطورات الإقليمية والمحلية التي يشبهها منسق الأمانة العامة لـ«14 آذار» النائب فارس سعيد بظروف ما بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي خصص اجتماع «14 آذار» المقرر اليوم في فندق البريستول في بيروت للتحضير لإحياء ذكرى اغتياله في 14 فبراير (شباط) المقبل.

ومرد «الطعم المختلف» هذه المرة، هو «الانسجام السياسي» القائم على كل المستويات في لبنان، منذ انتهاء الانتخابات النيابية وتأليف حكومة «إجماع وطني» برئاسة سعد الحريري، نجل الرئيس الراحل، الذي سيغيب عن هذا الاجتماع ويمثله فيه رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة باعتباره مسؤولا عن العمل النيابي في تيار «المستقبل».

ورغم أن رئيس الحكومة سعد الحريري قد ذهب إلى دمشق منهيا قطيعة استمرت منذ اغتيال والده، ورغم أن النائب وليد جنبلاط قد جمد عضويته في قوى «14 آذار» وانطلق يحاور «الفريق الآخر» استعدادا لزيارة سيقوم بها إلى سورية «عندما تسمح ظروفه وظروفها»، فإن «14 آذار» لا تزال تقاوم دعوات «الذهاب إلى البيت»، كما يقول منسق أمانتها العام فارس سعيد لـ«الشرق الأوسط». وشدد على أن الاجتماع الذي سينعقد اليوم سيكون الدليل الأول على استمرارية «14 آذار».

أما النائب وليد جنبلاط، فهو لن يحضر هذا اللقاء رغم عودته من رحلة خاصة إلى لندن، فيما علمت «الشرق الأوسط» أن جنبلاط قد حسم أمر مشاركته في إحياء ذكرى الرئيس الحريري في 14 فبراير المقبل، لكنه أرجأ قرار تمثيل الحزب التقدمي الاشتراكي و«اللقاء الديمقراطي» النيابي في لقاء البريستول إلى اليوم. وقال عضو كتلة جنبلاط، وممثله في الحكومة الوزير وائل أبو فاعور لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب أعلن تجميد عضويته في «14 آذار» وهذا القرار لم يتغير، «لكن لخصوصية المناسبة، أي ذكرى استشهاد الرئيس الحريري، يتم درس إمكانية تمثيل اللقاء الديمقراطي في لقاء البريستول»، مشيرا في المقابل إلى أن الحزب التقدمي و«اللقاء الديمقراطي» سيشاركان في إحياء ذكرى الرئيس الحريري «وستكون هناك مشاركة تليق بالذكرى وصاحبها».

ويتحضر فندق البريستول اليوم لاحتضان اجتماع لقوى الأكثرية يعيد إلى الأذهان الاجتماعات الأولى التي عقدوها عندما كانوا «أقلية» في أواخر عام 2004 والتي كانت بداية انطلاق المعارضة التي شارك فيها الرئيس الراحل رفيق الحريري عبر نواب من كتلته، واغتيل قبل أن يحضر أيا من اجتماعاتها كما كان متوقعا. ويقول سعيد لـ«الشرق الأوسط» إن للاجتماع وظيفتين أساسيتين، أولاهما الدعوة لإحياء ذكرى الرئيس الراحل رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) المقبل، وثانيهما التأكيد على استمرار قوى «14 آذار» رغم التقلبات السياسية والظروف التي حتمت عليها القيام بأشياء غير مفهومة لدى جمهورها.

وأوضح سعيد أن الدعوات وجهت للجميع من دون استثناء، وأن الرد السلبي الوحيد أتى من قبل حركة التجدد الديمقراطي التي راسلتنا بكل تهذيب معلنة مشاركتها في الذكرى وعدم مشاركتها في لقاء البريستول. أما في ما يتعلق بالنائب وليد جنبلاط فلم يصلنا أي رد، ونحن نتفهم إذا حضر أو لم يحضر، رغم أننا نفضله أن يكون موجودا بيننا.

وشبه سعيد الظروف الحالية التي تمر بها «14 آذار» بالظروف التي حصلت في أعقاب اغتيال الرئيس الحريري عام 2005. وقال: «حينها قالوا لنا اذهبوا إلى بيوتكم فرفضنا وانتفضنا، واليوم هناك من يقول لنا إن هناك تبدلات إقليمية ودولية... اذهبوا إلى بيوتكم، وسيكون الجواب أيضا بالرفض». وأشار سعيد إلى أنه يتفهم «أن هناك ترتيبا عربيا – عربيا أوصل سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وأن الحريري ذهب إلى دمشق، وأن وليد جنبلاط اضطر أن يذهب إلى مكان معين، لكن لقاء البريستول سيكون إشارة واضحة على سقوط التهويل الذي يمارس ضدنا».

وتمنى سعيد لو أن سعد الحريري يحضر هذا اللقاء «لأنه جزء لا يتجزأ من «14 آذار»، معتبرا أن وصول الحريري إلى موقعه هذا لم يكن بناء على «س.س» (التفاهم السعودي – السوري) فقط، بل أيضا بسبب انتصار قوى «14 آذار» في الانتخابات النيابية الأخيرة، «فلا يحاولن أحد أن يسلب منا هذا»، رافضا أن يظهر الحريري وكأنه «مقطوع من شجرة، فنحن وجمهور 14 آذار إلى جانبه وخلفه.. وسنقول للجميع إننا مستمرون.. والسما زرقاء» وأكد النائب الأسبق مصطفى علوش، الذي يمثل «تيار المستقبل» في أمانة «14 آذار»، أن الدعوات وجهت بشكل كامل للمشاركة في اجتماع البريستول لكل من شارك بلقاءات البريستول السابقة بغض النظر عن المواقف الحالية، لافتا إلى أن البيان الذي سيصدر بعد الاجتماع سيحدد السياسة المقبلة. وقال: «أتصوّر أنّ الرئيس سعد الحريري لن يشارك في اجتماع البريستول غدا ولكنّ الاختيار يعود إليه، مع أنني أفضّل ألا يشارك نظرًا لموقعه الآن أي كرئيس حكومة». وبشأن الفرق بين «14 شباط» هذه السنة والسنوات الماضية، قال علّوش: «لا يمكن تشبيه الوضع الآن بالمرحلة الماضية، وبالتالي اجتماعات البريستول التي حصلت في المراحل السابقة كان لها عنوانها ومراحلها». وكانت مصادر الحريري قد نفت ما نشر في بعض وسائل الإعلام عن لقاء جمعه ليل الأحد - الاثنين ورئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيت الوسط وأن الحريري طرح فكرة أن تحصر الكلمات به في احتفال ذكرى 14 شباط (فبراير) مخافة زجه في مواقف لا يريد إلزام نفسه بها، وقالت إن أي لقاء لم يعقد في هذا الإطار وأن الحريري كان منشغلا في هذا الوقت بسفراته الخارجية بين عدد من الدول العربية ولم يعقد لقاءات مماثلة في بيروت.