منذ ثلاثة أيام والقنابل المتنقلة تقلق أهالي طرابلس، وتحديدا منطقة جبل محسن التي تقطنها غالبية علوية، وكأنها مسلسل لا يريد أن يتوقف. فقد تم العثور ظهر أمس على قنبلة موضوعة داخل غالون بنزين في محلة الأميركان في جبل محسن، وحضرت قوة من الجيش اللبناني عملت على تفكيكها بعد أن فرضت طوقا أمنيا، وفتحت تحقيقا في الحادث. وما كان الأمر ليثير تساؤلات كثيرة، لولا أن قنبلة وجدت ملقاة يوم أول من أمس (الجمعة) في سوق القمح الشعبية التي يرتادها الناس عادة بشكل كثيف، وغالبية العاملين فيها هم من الطائفة العلوية أيضا. وقبل هذه الحادثة الأخيرة بأربع وعشرين ساعة، أي يوم الخميس، تم العثور كذلك على قنبلتين موضوعتين في غالون من البنزين على الطريق العام، ليس ببعيد عن منزل نائب الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي في جبل محسن رفعت علي عيد، ولحسن الحظ أنه تم اكتشافها، ولم تحدث أضرار، خاصة أنها كانت موضوعة في مكان عبور تمر به السيارات كما المارة بشكل كثيف. وهذه ليست المرة الأولى التي توضع فيها قنابل معدة للتفجير أو ترمى هنا وهناك، في منطقة جبل محسن كما المنطقة المجاورة لها، «باب التبانة». لكن توالي وجود القنابل بهذا الشكل اليومي، بعث على اتهام جهات متضررة من المصالحات التي تتم في المدينة، بين الحزب العربي الديمقراطي، الذي يعتبر الأبرز عند الطائفة العلوية، والزعامات السنية في المدينة.
ويصر رفعت عيد، نائب الأمين العام للحزب، على أنه لن يحرك ساكنا، ولن يطلق رصاصة حتى لو تضررت منطقته بسبب القنابل، وأنه لن يعود للاشتباكات المسلحة، وسيفشل أي مخطط لهدم المصالحات القائمة. كما أنه يعتبر أن أمن المنطقة متروك للجيش، ولن يلجأ إلى أمن ذاتي ليحمي أهل منطقته، بعد أن تسلم الجيش جبل محسن، وأصبح أمنه في عهدة الدولة، وهو ما يبعث على الارتياح في مدينة طرابلس. لكن تبقى الأسئلة حول من يزرع العبوات يوميا، ويحاول أن ينسف الأمن المستتب، هي التي تجعل الجهات الأمنية تكثف دورياتها بشكل لافت، تفاديا لحدوث أي إشكال قد يؤدي إلى انتكاسات أمنية لا تحمد عقباها.