يصل اليوم إلى إسرائيل سلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي، مع 6 إلى 8 من أفراد حكومته، في زيارة تستمر 3 أيام، وصفها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأنها تأتي استمرارا لسياسة إسرائيل الرامية إلى تحقيق أفضل علاقات مع الحكومات المهمة في أوروبا.
وسيعقد برلسكوني ووزراؤه اجتماعا مشتركا مع الحكومة الإسرائيلية، كما سيزور متحف «ياد فاشيم» لتخليد ضحايا الهولوكوست، وسيزرع شجرة في القدس، ويلقي خطابا في جلسة خاصة في الكنيست الإسرائيلي. وتوقعت مصادر إسرائيلية أن يعلن برلسكوني في خطابه اعترافه بإسرائيل «دولة يهودية».
وقال برلسكوني لصحيفة إسرائيلية، إن سياسة الاستيطان الإسرائيلية «خطأ، ويمكن أن تشكل عقبة أمام السلام». وأضاف في تصريحات لصحيفة «هآرتس» عشية زيارته لإسرائيل: «بصفتي صديقا، أريد أن أقول لشعب إسرائيل وحكومتها إن مواصلة هذه السياسة – الاستيطان - خطأ». وفي المقابل، امتدح برلسكوني إسرائيل كثيرا، واعتبرها «فخرا للديمقراطية».
وقال برلسكوني: «الشعب اليهودي أقام في الشرق الأوسط بشجاعة، وأنشأ بشكل دؤوب دولة تعتبر فخرا للديمقراطية. إن إسرائيل جزء من أوروبا، وهي تؤمن بقيم الديمقراطية التي نؤمن بها نحن أيضا»، وأردف: «لذلك، كنت دائما إلى جانب إسرائيل، وعلى هذا الأساس قمت كرئيس للحكومة بتغيير سياسة إيطاليا الخارجية، وحولت بذلك إيطاليا إلى الصديقة الأكثر قربا إلى إسرائيل في أوروبا، وأريد أن أضيف أن الزيارة التي أجريتها لأوشفيتس في يناير (كانون الأول) 2005 - معسكر يرمز إلى تعذيب النازيين لليهود - تركت لدي تأثيرا عميقا، وهناك قلت لنفسي: (لا يمكن إلا أن تكون إسرائيليا)»، وتابع مستدركا: «وفي المقابل، طبعا طورت العلاقات مع القادة المعتدلين في العالم العربي والإسلامي».
ووصف برلسكوني إيطاليا بأنها محطة حيوية لقادة الشرق الأوسط، وقال: «نحن نشعر بأننا شركاء في الجهود لإيجاد حل قابل للحياة ودائم للمسألة الفلسطينية. واقترحنا مدينة (اريتشيه) الجميلة لاستضافة محادثات السلام المستقبلية بين الجانبين».
ومضى يقول: «كان هنري كسينغر يقول إنه لا يمكن أن تندلع حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولكن لا يمكن إحلال السلام من دون سورية. فبفضل شجاعة سياسيين كالسادات وبيغن، خرجت مصر نهائيا من هذه المعادلة، والرئيس مبارك سار بإصرار في هذا الطريق، وآن الأوان لتعمل سورية وإسرائيل من أجل السلام الذي يعاد الجولان بموجبه، مقابل إقامة علاقات دبلوماسية وعلاقات صداقة بين الدولتين، وتتوقف دمشق من جانبها عن تأييد تنظيمات لا تعترف بوجود دولة إسرائيل».
وانتقد برلسكوني سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وقال إنها تشكل عقبة أمام السلام، وأضاف: «أريد أن أقول لشعب إسرائيل وحكومتها، كصديق، إن مواصلة هذه السياسات خطأ فادح».
وتابع: «أثنيت على شجاعة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعلن عن تجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر، ولكن لا يمكن أبدا إقناع الفلسطينيين بنيات إسرائيل الحسنة طالما تواصل البناء في المناطق التي ينبغي أن تعاد في إطار اتفاق سلام». وقال إن الحرب يجب أن تنتهي، وستنتهي حقا حينما يعيد الفلسطينيون التراث العربي البهي من التسامح وأصول الضيافة تجاه اليهود الذين يقطنون في الضفة الغربية.
واعتبر برلسكوني أن إدانة المستوطنات بالادعاءات نفسها التي يدان بها «التطرف» الإسلامي «نفاق لا يشرف زعماء الغرب الديمقراطي»، وأضاف: «أنا لا أتفق مع ذلك»، وتابع: «أنا دائما أقول لمحاوري، لزعماء الدول الذين يتهمون إسرائيل بتبني سياسة استيطانية عدائية، بأن السلام متعلق أيضا بوحدة الفلسطينيين، فالمواجهات بين الفصائل المختلفة تضعف قوة قادتهم في المفاوضات وتخلق بلبلة».
وبشأن حماس، فاخر برلسكوني بأنه قاد مبادرة لضم حركة حماس إلى قائمة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي، وقال: «كانت ضرورية، ولكن لم يكن ذلك سهلا.. لا يمكن إجراء اتصالات مع من يرفضون مبادئ الرباعية، كوقف العنف، واحترام الاتفاقات السابقة واعتراف واضح وتام بإسرائيل»، وأضاف: «يجب أن نحمي، بوسائل الحماية كلها، وجود إسرائيل وهويتها».