اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية، وميليشيات أهل السنة والجماعة الموالية للحكومة في مدينة بلد حواء بإقليم جيدو، الواقعة على الجانب الصومالي من الحدود مع كينيا. وشنت ميليشيات أهل السنة (الطرق الصوفية) الموالية للحكومة هجوما على المدينة صباح أمس الأحد. وقال الشيخ عبد الرحمن أنصاري، القيادي في تنظيم أهل السنة والجماعة، لوسائل الإعلام إن الهجوم الذي شنوه على مدينة بلد حواء كان جزءا من حملة عسكرية واسعة النطاق لإخراج مقاتلي حركة الشباب من المنطقة. وأضاف أنصاري أن «الحملة بدأت بشن هجمات على معاقل الشباب تمهيدا لطردهم من المنطقة كلية فيما بعد، وليس الاستيلاء على مدينة معينة فقط». وذكر الشيخ أيضا أنهم حققوا نصرا عسكريا من الهجوم على بلد حواء.
وكانت ميليشيات قبلية وأخرى موالية للحكومة الانتقالية إضافة إلى ميليشيات الطرق الصوفية تجمعت في المناطق الحدودية مع كينيا وإثيوبيا في الفترة الأخيرة، تمهيدا لاستعادة أقاليم جنوب غربي الصومال من قبضة حركة الشباب المجاهدين. وكانت هناك تشكيلات من الميليشيات القبلية والصوفية الموالية للحكومة تلقت تدريبات عسكرية في شرق إثيوبيا أخيرا لفتح جبهات متعددة على الإسلاميين المعارضين للحكومة. وهذه هي الجبهة الثالثة التي تخوض فيها ميليشيات أهل السنة معارك ضد مقاتلي الشباب بعد جبهة الأقاليم الوسطى، حيث خاض الطرفان سلسلة من المعارك الدموية في المدن الرئيسة بإقليمي جل جدود وهيران بوسط البلاد.
في الوقت نفسه، شهدت مدينة «أفمدو» بإقليم جوبا السفلي بجنوب الصومال اشتباكات، بين مقاتلي الشباب وميليشيات محلية أخرى يعتقد أنها تابعة لأحمد أسلان القيادي البارز في الحزب الإسلامي المعارض الذي خاض حربا ضد حركة الشباب في مناطق جوبا بجنوب البلاد. واتهمت حركة الشباب جبهة تحرير أوغادين بالوقوف وراء هذا الهجوم. ولم تعلق جبهة تحرير أوغادين على هذا الاتهام، لكنها سبق أن نفت أي تورط لها بالمعارك التي تدور بين فصيلي حركة الشباب والحزب الإسلامي المعارضين في المنطقة. على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون عبد الله مهدي، الناشط الحقوقي رئيس اتحاد الطلبة في إقليم بونت لاند في مدينة بوصاصو شمال شرقي الصومال، وأطلق مسلح مجهول النار على مهدي فأرداه قتيلا، ثم لاذ بالفرار.. وشهدت مدينة بوصاصو سلسلة من الاغتيالات الغامضة المتكررة التي طالت مسؤولين حكوميين ومدنيين أيضا. ومنذ عدة أشهر كانت المدن الرئيسية في إقليم بونت لاند سواء جالكعيو وبوصاصو وجاروي تشهد سلسلة تفجيرات واغتيالات غامضة، على أيدي مسلحين مجهولين.
إلى ذلك، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يشارك في قمة زعماء الاتحاد الأفريقي التي انطلقت الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تحفظه على إرسال قوات دولية تحت مظلة الأمم المتحدة إلى الصومال في الوقت الراهن، واشترط بان كي مون مرة أخرى عودة السلام إلى الصومال شرطا لإرسال القوات الدولية التي طالب بها الاتحاد الأفريقي الأمم المتحدة. وبرر الأمين العام للأمم المتحدة ذلك بقوله «عمليا لا يمكن في هذا الوقت نشر قوة حفظ سلام أممية في الصومال، نحن بحاجة إلى سلام للحفاظ عليه، ولا وجود لسلام في الصومال في الوقت الراهن». وكان الاتحاد الأفريقي يطالب بتحويل قوته لحفظ السلام في الصومال إلى قوة أممية، وتدعو الحكومة الانتقالية في الصومال إلى إرسال المزيد من القوات إلى الصومال. وسيلتقي الرئيس الصومالي الانتقالي شريف شيخ أحمد على هامش قمة الرؤساء الأفارقة مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وأمين الجامعة العربية عمرو موسي، لحشد الدعم لحكومته، ولتعزيز قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، لمساعدة حكومته التي تمر بمرحلة صعبة، وتحتاج لمزيد من المساعدات الدولية أكثر من أي وقت مضي.