نجت باخرة الشحن البنمية «سي واي» من الغرق صباح أمس، بعد أن بدأت المياه تتسرب إلى عنابرها، وهي متوجهة من ميناء الإسكندرون في تركيا إلى ميناء الإسكندرية في مصر. وكانت الباخرة المحملة بالجفصين وعلى متنها طاقم مكون من 12 شخصا قد طلبت الإنقاذ من القوات البحرية اللبنانية، حين بدأت تغرقها المياه المتسربة إليها، وهي خارج المياه الإقليمية اللبنانية. ثم اقتربت من الساحل لتصبح على مسافة ميلين من مرفأ طرابلس، فاستنفرت على الفور القوات البحرية في الجيش اللبناني بالتعاون مع الإرشاد البحري وفرق الإنقاذ في مرفأ طرابلس، وتوجهوا إلى حيث السفينة المستغيثة. وقد تم قطر السفينة بعد أن كانت قد جنحت، في ما بقيت محركاتها تعمل، مما ساعد على سحبها إلى مرفأ طرابلس الذي دخلته عند الساعة التاسعة من صباح أمس. ويقول مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر لـ«الشرق الأوسط» إن ما ساعد على إنقاذ السفينة هو أن محركاتها لم تكن تعاني من أي عطل، وبقيت تعمل، إلا أن دخول المياه بشكل كبير إلى العنابر الذي لم يعرف سببه حتى الآن هو الذي كاد يودي بها. ووصل طاقم الباخرة الذي يحمل الجنسيتين التركية والجورجية كما القبطان الأوكراني إلى المرفأ دون أن يصيبهم أي ضرر، ولم يدخل أي منهم المستشفى أو يعاني من أي عارض، واهتم بهم العاملون في المرفأ. ويقول مدير المرفأ «هم بخير، ونحن نؤمن لهم كل العناية اللازمة، ونهتم بالباخرة». وكان العاملون في مرفأ طرابلس، وفرق الإنقاذ قد عملت من صباح أمس وحتى المساء على تفريغ الباخرة الناجية، وتخليصها من حمولة المياه التي كانت قد اجتاحتها بشكل كبير، مما استدعى استنفار مجموعة كبيرة من العاملين لهذه المهمة، التي استغرقت ساعات طويلة.
وهذه هي الباخرة البنمية الثانية خلال ما يقرب من شهر ونصف الشهر، التي تطلق نداء استغاثة باتجاه مرفأ طرابلس. فقد غرقت الباخرة البنمية «داني 2» في الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي على بعد 11 ميلا من مرفأ طرابلس، داخل المياه الإقليمية اللبنانية، وكانت تنقل المواشي، وعلى متنها 83 شخصا، بقي الكثير منهم في عداد المفقودين. وغرقت الباخرة كليا وغاصت في المياه ولم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشالها. أما «سي واي» التي تحمل علم بنما هي الأخرى، فقد ساعدها هدوء حالة الطقس يوم أمس، ورست في ميناء طرابلس، وساعدت على ذلك أحوال جوية مواتية لم تتوافر لـ«داني 2».