أعلنت حركتان متمردتان في الصومال عن تكوين اتحاد بينهما، من أجل إقامة دولة إسلامية، وربط جهادهما بتنظيم القاعدة، ودعتا جماعات أخرى للانضمام.
وأعلنت كل من «حركة الشباب المجاهدين»، وجماعة «رأس كمبوني» وهي من أقدم الحركات المسلحة، عن اندماجهما تحت اسم حركة «الشباب المجاهدين». وتضمن الإعلان عن إقامة دولة إسلامية في الصومال قريبا، وربط الجهاد الجاري فيها بتنظيم القاعدة، الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وجرت مراسم توقيع إعلان الاتحاد في مدينة بيداوا عاصمة إقليم باي بجنوب غربي الصومال (250 كم غرب مقديشو) بعد أشهر من المداولات والاجتماعات المكثفة بين الطرفين، أحيطت بالسرية. وقد تم إرجاء الإعلان عن هذا الاتحاد لفترة لأسباب أمنية، لأن عددا من قيادات الجماعتين الذين وقعوا على الاتحاد مطاردون من قبل الولايات المتحدة، التي أدرجتهم في لائحة الأشخاص المتهمين بدعم الإرهاب. وينص إعلان الاتحاد بين الطرفين على 6 بنود، وهي: توحيد المجاهدين من الجانبين، العمل على ضم المجاهدين من الفصائل الأخرى إلى هذا الحلف، ونصرة الشعوب المسلمة في قرن وشرق أفريقيا التي تعيش تحت حكم «المسيحيين» الأعداء، والعمل على توحيد هذه الشعوب لإحياء قوتها السياسية والاقتصادية، وإقامة دولة إسلامية تحكم بالشريعة الإسلامية في الصومال قريبا، وربط الجهاد الجاري في المنطقة بالجهاد العالمي الذي يقوده تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن. ودعت الجماعتان الفصائل الإسلامية الصومالية إلى الانضمام إلى هذا الحلف الجديد.
وقد حضر مراسم التوقيع القادة الرئيسيون لحركة الشباب ومنهم الشيخ مختار أبو الزبير، والشيخ أبوبكر زيلعي، والشيخ مختار روبو، والشيخ فؤاد محمد خلف، ومن جانب جماعة رأس كمبوني؛ الشيخ حسن عبد الله حرسي المعروف بـ«حسن تركي» والشيخ محمد أحمد ذو اليدين، وأحمد محمد غوهاد.
وتعد جماعة رأس كمبوني من أقدم الجماعات الإسلامية الصومالية المسلحة، واكتسبت اسمها من معقلها الشهير في منطقة رأس كمبوني الساحلية في أقصى جنوب الصومال، وبعد وصول الرئيس الصومالي إلى السلطة بداية العام الماضي انضمت جماعة رأس كمبوني إلى تحالف المعارضة الجديد، تحت اسم «الحزب الإسلامي الصومالي» بقيادة الشيخ حسن طاهر أويس، وكان الشيخ حسن تركي يشغل منصب نائب رئيس الحزب الإسلامي. وقد جرت مواجهات عنيفة بين حركة الشباب والحزب الإسلامي في جنوب الصومال في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، مما أدى إلى سيطرة حركة الشباب على معظم المناطق المتاخمة للحدود الكينية، واستقطبت الحركة عددا كبيرا من قيادات جماعة رأس كمبوني ومقاتليها ثم دخلت في مفاوضات مع الشيخ حسن طاهر أويس رئيس الحزب، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة، وقبل نائبه الشيخ حسن تركي رئيس جماعة رأس كمبوني الانضمام إلى حركة الشباب المجاهدين. ويرى المراقبون بأن إعلان الاتحاد بين حركة الشباب ورأس كمبوني يحمل أكثر من رسالة إلى الصومال ودول القرن الأفريقي، فمن ناحية، اتفق الطرفان على نصرة الشعوب المسلمة في القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، وهو ما يعني مداعبة مشاعر المسلمين في كل من إثيوبيا وكينيا المجاورتين للصومال، ويشعر كثير منهم بالتهميش، وهو ما قد يشجع جماعات إسلامية في البلدين على الانضمام إلى حركة الشباب التي تمثل عمقا استراتيجيا لها في حال استمرار سيطرتها على جزء كبير من الصومال، وبالذات المناطق الحدودية.
من ناحية أخرى دعا إعلان الاتحاد إلى ربط الجهاد الجاري في منطقة القرن الأفريقي بتنظيم القاعدة، وهو مؤشر على الصلات الوطيدة بين الجماعات الإسلامية الصومالية المسلحة و«القاعدة». ولم يصدر تعليق حتى الآن من زعيم الحزب الإسلامي الشيخ حسن طاهر أويس، الذي أشيع بأنه كان على وشك توقيع الاتحاد مع حركة الشباب المجاهدين الشهر الماضي لولا بعض الخلافات في اللحظات الأخيرة التي أدت إلى تعثر المفاوضات. وتسيطر حركة الشباب حاليا على معظم الأقاليم الجنوبية في الصومال، بما فيها أجزاء واسعة من العاصمة مقديشو.