قتل ثلاثة جنود أجانب من الناتو، بينهم أميركي واحد على الأقل، أمس، في أنحاء مختلفة في أفغانستان، كما أعلنت القوة الدولية التابعة للحلف الأطلسي (إيساف)، مما يرفع حصيلة القتلى من القوات الدولية إلى 47 منذ مطلع السنة. وقال الحلف الأطلسي في بيان إن «جنديا من إيساف قتل اليوم بإطلاق نار في الجنوب وآخر في انفجار قنبلة يدوية الصنع في غربالبلاد» بدون الكشف عن جنسية الضحايا أو إعطاء توضيحات أخرى. وصباحا أعلنت إيساف عن مقتل جندي أميركي في انفجار قنبلة (الاثنين) في جنوب أفغانستان. وبذلك يرتفع عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في أفغانستان منذ الأول من يناير (كانون الثاني) إلى 47، بينهم 30 أميركيا على الأقل، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية. واعتبرت 2009 السنة الأكثر دموية للقوات الدولية خلال السنوات الثماني للحرب في أفغانستان مع مقتل 520 جنديا. ويشارك نحو 113 ألف عسكري من 40 دولة - أكثر من ثلثيهم من الأميركيين - في التحالف الدولي الذي يحارب متمردي طالبان في أفغانستان. وسيبلغ عددهم 150 ألف عنصر هذه السنة مع إرسال التعزيزات التي تم الإعلان عنها، لا سيما 30 ألف جندي أميركي. إلى ذلك طلبت أفغانستان من تركيا، العضو المسلم الوحيد في الحلف الأطلسي، أن تفتح على أراضيها مدارس حديثة للتعليم الديني ومدارس للفتيات، كما أعلن وزير التربية الأفغاني فاروق ورداك أمس. وقال ورداك لصحيفة «حرييت دايلي نيوز» إن البلدين وقعا اتفاق تعاون حول التربية ينص على «تحديث التربية الإسلامية» في أفغانستان. وقد تصلح معاهد التربية الدينية في تركيا (إمام - خطيب) نموذجا يحتذى به في أفغانستان. وقال ورداك أيضا «لقد زرت بعض هذه المعاهد في أنقرة ولاحظت أنها تؤمن تربية متوازنة. إن ستين في المائة من مناهجها تعود للتربية العادية و40 في المائة منها إسلامية». وأضاف «طلبت من المسؤولين الأتراك أن ينشئوا مدارس على غرار معاهد التربية الدينية التركية في أفغانستان. وعن طريق استخلاص طرق التعليم من تجربة هذه المعاهد، سنكون قادرين على إقامة توازن في نظامنا الخاص بالتربية الإسلامية». ومعاهد التربية الدينية التركية هي معاهد عامة للتعليم الديني تعد طلابها إلى دراسات جامعية في العلوم الدينية ومهنة التعليم. ويتهمها المدافعون عن النظام العلماني أحيانا بأنها الأرض الخصبة للحركة الإسلامية. وأعلن ورداك أن بلاده طلبت أيضا مساعدة تركيا في تشجيع فتح أبواب التربية أمام النساء في أفغانستان حيث يعرف بالكاد 12.6% ممن تجاوزن الخامسة عشرة القراءة والكتابة، بحسب إحصاءات للأمم المتحدة. وقال الوزير الأفغاني أيضا «نأمل بقوة أن نستفيد من الخبرة التركية للقضاء على التفاوت بين الجنسين في مجال التربية. لقد طلبنا أن يفتحوا مدارس للفتيات في أفغانستان». وتدعو تركيا التي نشرت نحو 1700 جندي في أفغانستان في إطار القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي، إلى دعم دولي أكبر للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد الذي تقيم معه علاقات جيدة تاريخيا.