خبيران بالوضع الأفغاني في واشنطن: هناك قناعة أكبر بالحل السياسي في أفغانستان

طالبان تريد اتفاقا دوليا للقبول بالمصالحة

TT

في الوقت الذي يزور الرئيس الأفغاني حميد كرزاي السعودية لبحث جهود المصالحة الأفغانية، تبدو سياسة المصالحة المسار المطلوب بعد تعقد الحل العسكري لجلب الاستقرار إلى أفغانستان وعدم جدواه بعدما يقارب 9 سنوات من الجهود. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد كررت في تصريحات خلال مؤتمر لندن حول أفغانستان، الأسبوع الماضي، القول: إن «المرء لا يتصالح مع أصحابه بل مع أعدائه». وتضع الإدارة الأميركية شروطا محددة لأي جهود مصالحة، على رأسها نبذ العنف والتخلي عن السلاح وفك أي ارتباطات مع «القاعدة»، بالإضافة إلى احترام الدستور الأفغاني. ويطالب كرزاي بالأمر نفسه علنا، في وقت يزيد من جهوده للتصالح مع عناصر طالبان. وامتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على استفسارات «الشرق الأوسط» حول الموقف الأميركية من جهود كرزاي لتوسيط السعودية لبدء عملية مصالحة مع طالبان. إلا أنه يبدو أن واشنطن لا تمانع جهود كرزاي لإرسال إشارات لطالبان حول إمكانية التوصل إلى حل سياسي للنزاع في بلاده. وقال المحلل ريك نيلسون رئيس برنامج مكافحة الإرهاب في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»: «إن أي جهود سعودية بالتأكيد تستطيع أن تساعد الوضع، وكلما زادت الأطراف المهتمة بتأمين أفغانستان تحسن الوضع». وأضاف أن هناك قناعة أكبر بالحل السياسي في أفغانستان، موضحا: «كل الحروب تنتهي بحل سياسي». ومن جهته، اعتبر الخبير في الشأن الأفغاني في معهد «كارنيغي للسلام الدولي» جيل دورونسورو أن جهود المصالحة غير مجدية لأنها لم تقم على أسس جديدة بعد، مشيرا إلى جهود سابقة فشلت خلال السنوات الماضية. ولفت دورونسورو إلى أن واشنطن حتى الآن بقيت بعيدة عن جهود المصالحة، مفضلة أن يقوم كرزاي بهذه الجهود بنفسه، إلا أنه أوضح أن «طالبان تريد مشاركة الولايات المتحدة مباشرة بمثل هذه الجهود لضمان مستقبلهم». وحول الدور السعودي المحتمل في إحلال المصالحة، قال: «هذا التحرك قد يعقد الأمور بدلا من أن يحلها، فربما التفاوض من خلال الباكستانيين قد يساعد أكثر». إلا أن الروابط التاريخية للسعودية مع باكستان وأفغانستان قد تسهل في إنجاح هذه الجهود وخاصة من الجانب الباكستاني. وأوضح دورونسورو أن طالبان تريد اتفاقا دوليا للقبول بالمصالحة، إذ إنها «لا تثق بكرزاي وتعرف ضعفه الداخلي»، مشيرا إلى أهمية الدور السعودي في هذا السياق. وحذر دورونسورو من أن كرزاي قد يستغل قضية جهود المصالحة لتقوية وضعه الداخلي والدولي، من دون القدرة الحقيقية على إقناع العناصر الأساسية في طالبان بمصالحة سلمية حقيقية. وشدد نيلسون على زيادة الوعي بأن «حركة طالبان لن تترك أفغانستان ومن الضروري التفريق بين طالبان والقاعدة»، مضيفا: «هناك تطابق بين السعودية والولايات المتحدة بأنه لا يمكن أن تكون هناك روابط بين القاعدة وعناصر طالبان التي تريد أن تدخل المصالحة». وهناك وعي أميركي أوسع حاليا بأن «النجاح» في أفغانستان سيستدعي أساليب وآليات متجددة، على رأسها المصالحة وإعادة إدماج عناصر طالبان في الحياة الأفغانية العامة، مما قد يعطي حافزا جديدا لجهود المصالحة. قالت كلينتون في مقابلة مع قناة «سي إن إن» الأسبوع الماضي: «إذا كنت قائد متوسط في طالبان وغير ملتزم أيديولوجيا برؤيتهم الدولية، يمكنك العودة إلى المجتمع»، مكررة شروط نبذ العنف والارتباط بالقاعدة. وأضافت: «لا أتوقع أن الملا عمر وهؤلاء الأشخاص أن يهتموا بذلك، ولقد أوضحوا أنهم غير مهتمين»، مشيرة أن التركيز على عناصر طالبان الأكثر تطرفا والراغبين في الاندماج بالمجتمع.