قائد عسكري أميركي يحذر من توسع نفوذ طالبان في أفغانستان.. ويدعو الكونغرس للموافقة على مساعدات بالمليارات

كابل تعترض على قتل القوات الإيرانية 5 من مواطنيها على الحدود

صحافي يعرض رسالة كتبها واحد من خمسة أميركيين معتقلين في باكستان بعد اتهامهم بمحاولة الاتصال بـ«القاعدة» وتحضيرهم لعمليات إرهابية، مكتوبة على ورقة محارم. وقد رمى أحد المتهمين الذين بدأت محاكمتهم أمس في باكستان، الورقة للصحافيين. وكتب عليها أنه ورفاقه يتعرضون للتعذيب على أيدي الشرطة الأميركية والباكستانية، ويؤكدون فيها براءتهم ويطلبون المساعدة (رويترز)
TT

حذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايكل مولن من أن نفوذ طالبان يتسع في أفغانستان، في كلمة ألقاها أمام الكونغرس الأميركي لحث النواب على المصادقة على مشروع يخصص مليارات الدولارات للحرب في أفغانستان. وقال مولن للكونغرس إنه «من دون دعمكم المستمر، لن نتمكن من إحراز التقدم المهم في أفغانستان الذي أمر به القائد الأعلى للجيش، ويتوقعه الشعب الأميركي ويحتاجه الشعب الأفغاني بشدة». وحذر من أن «نفوذ طالبان يزداد في معظم الولايات الأفغانية، والمنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان تبقى مركز الإرهاب العالمي». وتم إرسال 4500 جندي إضافي إلى أفغانستان في إطار خطة الرئيس باراك أوباما لإرسال 30 ألف جندي إضافي، وسيتم إرسال نحو 18 ألف جندي آخرين في «أواخر الربيع»، بحسب ما صرح مولن أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي.

وتضمن مشروع ميزانية وزارة الخارجية الأميركية الذي كشفت عنه إدارة أوباما أول من أمس، مساعدة بقيمة 7.1 مليار دولار لأفغانستان وباكستان. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن هذه المساعدة - 4 مليارات لأفغانستان، و3.1 مليار لباكستان - تهدف إلى «دحر تنظيم القاعدة من خلال تعزيز مساعدة البلدين وتقديم الأموال للإدارة الرشيدة واعادة الاعمار والتنمية». ولا تمثل هذه المساعدة الجديدة سوى جزء من الميزانية الأميركية المدنية لأفغانستان وباكستان.

وكشف مساعد وزير الخارجية جاك ليو عن تخصيص 96.4 مليار دولار لأفغانستان، من بينها أكثر من مليار دولار لتأمين الالتزامات المدنية لبلاده في أفغانستان. ويلاحظ في هذه الميزانيات مضاعفة المبالغ المخصصة لباكستان وانخفاض بسيط في المبالغ المخصصة لأفغانستان. وحذر ليو من التفسير الخاطئ لهذه الأرقام في سنة مالية لا تحتوي على اعتمادات إضافية، مشيرا إلى أن السياسة الأميركية ستواصل مضاعفة المصروفات الشهرية في أفغانستان.

ومن شأن التمويل الجديد أن يسمح أيضا بإرسال 500 مدني أميركي إضافي في مهمات. وأوضح بيان البيت الأبيض أن نحو 5.4 مليار أخرى خصصت «لدفع استراتيجية الرئيس في أفغانستان وباكستان والمرحلة الانتقالية في العراق» اعتبارا من السنة المالية 2010. وتدخل المساعدة المخصصة للبلدين في صلب ميزانية الخارجية الأميركية التي رفعت نفقاتها من 2.55 مليار دولار في 2010 إلى 8.56 مليار في 2011. وتتضمن ميزانية وزارة الخارجية الأميركية لسنة 2011 التزامات تحملت مسؤوليتها في السابق وزارة الدفاع، خاصة المساعدة المخصصة للشرطة العراقية. كذلك تحظى التنمية التي تريد الوزيرة هيلاري كلينتون رفعها إلى مستوى «الدعامة الثالثة» في استراتيجية تحركها إلى جانب الدبلوماسية والأمن، بحصة في ميزانية الوزارة لسنة 2011. في كابل، احتجت الحكومة أمس على ما قالت إنه مقتل خمسة من مواطنيها بنيران قوات الحدود الإيرانية. وتستضيف إيران ملايين اللاجئين الأفغان منذ عشرات السنين كما أنها مسار عبور رئيسي لتجارة الأفيون والهيروين الأفغانية. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية إن الحادث وقع أول من أمس عندما حاولت مجموعة من سبعة أفغان دخول إيران، مضيفا أنهم جميعا فتيان في سن المراهقة. وذكرت وزارة الخارجية في بيان أن خمسة أفغان قتلوا في إطلاق نار من جانب قوات الحدود الإيرانية وأن الاثنين الآخرين أصيبا. واتخذت إيران مؤخرا إجراءات مشددة ضد عبور الأفغان حدودها من دون حمل وثائق سفر كافية وسط عدد من حوادث القتل لأفراد قالت إنهم مهربو مخدرات.

إلى ذلك، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مسلحين قتلوا أمس «صديقا مقربا» من الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في ولاية قندهار الجنوبية المضطربة، بحسب ما نقلت عن أحد أشقاء الرئيس.

وقال أحمد والي كرزاي إن مسلحين على دراجة نارية قتلوا أحد زعماء القبائل ويدعى أحمد (35 عاما)، مشيرا إلى أن القتيل كان «صديقا مقربا من الرئيس». وأضاف شقيق كرزاي أن القتيل «كان صديقا قريبا لي وللرئيس»، مضيفا أنه كان كذلك ينتمي إلى العشيرة نفسها التي تنتمي إليها عائلة كرزاي. وأشار إلى أن القتيل لم يكن يشغل منصبا رسميا، إلا أنه كان زعيما قبليا نافذا. كما لم يكشف شقيق الرئيس عن المسؤولين عن عملية القتل. ويرأس أحمد والي كرزاي مجلس ولاية قندهار، وقد اتهمه الإعلام الغربي بصلاته بتجارة الأفيون، إلا أنه نفى ذلك. وتعد ولاية قندهار معقلا لحركة طالبان التي تقاتل الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية المنتشرة في البلاد وقوامها 113 ألف جندي.

من جهة أخرى، تعرضت القاعدة الإسبانية في هرات (غربي أفغانستان) لقصف صاروخي مساء أول من أمس لم يسفر عن إصابات، وذلك قبل ساعات من وصول وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون إلى القاعدة، كما أعلنت مدريد أمس. وأوضحت متحدثة باسم وزارة الدفاع الإسبانية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «القاعدة استهدفت بقصف صاروخي لم يسفر عن إصابات»، مشيرة إلى أن هذه الهجمات اعتيادية. ووصلت وزيرة الدفاع الإسبانية صباح أمس إلى قاعدة هرات لتنسيق عملية إعادة جثمان جندي كولومبي قضى الاثنين عن 21 عاما بينما كان يخدم في الكتيبة الإسبانية في أفغانستان. وقتل الجندي جراء انفجار لغم أرضي في غربي أفغانستان، في حين أصيب في الهجوم نفسه ستة جنود من الكتيبة الإسبانية بينهم جنديان في حال خطرة. إلى ذلك، قتل في أفغانستان أول من أمس جنديان أحدهما أميركي، ما يرفع إلى 47 حصيلة قتلى القوات الدولية في هذا البلد منذ مطلع العام، بحسب ما أعلنته القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف الأطلسي. ويبلغ عديد الكتيبة الإسبانية المنتشرة في غربي أفغانستان 1065 عسكريا بحسب موقع «إيساف» على الإنترنت.