موسى: يتعين على العرب أخذ المبادرة وفتح حوار مباشر مع إيران

قال إن المنطقة على كف عفريت.. وشولتز يدعو إلى «شكر إسرائيل» لضرب مفاعل دير الزور

TT

دعا أمين عام الجامعة العربية إلى فتح حوار مباشر بين العرب إيران لبحث الخلافات والاتهامات، محذرا من إشعال حرب جديدة في الخليج تكون آثارها مدمرة على الجميع.

وجاءت تحذيرات عمرو موسى في لقاء ضيق بمجموعة من الصحافيين العرب في باريس، بمناسبة مشاركته في مؤتمر منظمة «غلوبال زيرو»، التي أنهت أمس أعمال مؤتمرها الثالث في العاصمة الفرنسية، وحضر اللقاء ناصيف حتى، مدير مكتب الجامعة العربية في باريس.

ويرى أمين عام الجامعة العربية أن «من مسؤولية العرب أن يأخذوا زمام المبادرة بدعوة إيران إلى الحوار» لأن «لا غضاضة» في مبادرة كهذه، خصوصا أن المخاطر تتراكم في سماء المنطقة، وأن أي حرب تندلع فيها ستطال آثارها الجميع.

ويعرض موسى سببا إضافيا يحفز على الحوار مع طهران، وهو الاتهامات التي توجهها بعض الأطراف العربية إلى جهة وجود دور إيراني سلبي في العالم العربي، في اليمن أو فلسطين أو لبنان، أو بخصوص بؤر توتر أخرى. وقال موسى: «ثمة مخاطر محدقة بالمنطقة، منها: تكاثر المشكلات، وازدياد التوتر، وربما احتمال ضرب إيران، وكلها مسائل يجب أن ننتبه إليها. وأحد أوجه التعامل معها يكمن في فتح حوار جدي مع إيران». وأضاف قائلا: «نحن لدينا مآخذ وملاحظات، وقد يكون أيضا لديهم مأخذ وملاحظات علينا، ومن مسؤوليتنا أن نأخذ زمام المبادرة وندعو إلى حوار». وفيما يستبعد أمين عام الجامعة العربية تشكيل مجلس أو هيئة للتحاور مع إيران، على اعتبار ذلك أمرا سابقا لأوانه، فإنه يرى أن في الإمكان النظر فيه «في وقت لاحق».

ويحذر موسى من تراكم أسباب التفجير في المنطقة، التي يقول عنها إنها «على كف عفريت»، أو «تسير على سقف صفيح ساخن» في إشارة إلى المشكلات السياسية والانقسامات الطائفية والعرقية والدينية.

غير أنه على الرغم من ذلك، يستبعد ضربة عسكرية إسرائيلية أو أميركية ضد إيران، لأن «الحسابات المنطقية كلها، الاستراتيجية والعسكرية والتكتيكية، وما يمكن أن يترتب على مغامرة من هذا النوع من نتائج، ستحث أي جهة على الامتناع عن عمل عسكري كهذا».

و يرى موسى أن إيران اليوم ليست العراق كما كان عندما هاجمت إسرائيل مفاعل أوزيراك العراقي ودمرته في الثمانينات، فضلا عن أن أي طرف، ومنها إيران، «يمتلك الكثير من الأوراق» الضاغطة سيلجأ إلى استخدامها، ولذا «فإن الحريق إذا حل فسيحرق الكل والمنطقة كلها». وعاد الملف النووي الإيراني بالتوازي مع النووي الإسرائيلي إلى واجهة النقاش في مؤتمر باريس، حيث برز توجهان، الأول: مثله وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق جورج شولتز، الذي هو أحد أعمدة منظمة «غلوبال زيرو». والآخر: دافع عنه بقوة عمرو موسى، وشاركته في الرأي الملكة نور الحسين. وسعى السفير ريتشارد بيرت، الذي لعب دورا مهما في التوصل إلى معاهدة ستارت لخفض السلاح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، إلى موقف وسطي في الجلسة الختامية للمؤتمر حين حث إسرائيل على «المشاركة» في إزالة السلاح النووي.

وتميز موقف شولتز بالتشدد، إذ دافع في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن استبعاد طرح إشكالية الملف النووي الإسرائيلي في الوقت الحاضر، على اعتبار أنه «من الصعب دعوة إسرائيل إلى التخلي عن سلاحها فيما هناك دعوات لتدمير إسرائيل» في إشارة إلى تصريحات الرئيس أحمدي نجاد. وربط شولتز بين النووي الإسرائيلي وبين التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط، برأيه، حيث لا يمكن البدء بمطالبة إسرائيل بنزع سلاحها النووي قبل ذلك، وذهب إلى حد القول بأنه «يتعين شكر إسرائيل» لما قامت به من تدمير المفاعل السوري القريب إلى دير الزور قبل أكثر من عامين.

وفي المقابل، ندد عمرو موسى بـ«ازدواجية المعايير» المطبقة على إيران وعلى إسرائيل، وطالب المجتمع الدولي بممارسة الضغط عليها، مذكرا بأن العرب قدموا مبادرة «شرق أوسط منزوع السلاح النووي»، وقال موسى إن العرب «مصرون» على تخلي إسرائيل عن سلاحها النووي، وأن دعوة إيران إلى التخلي عن طموحاتها النووية «ستكون أكثر مصداقية إذا ما وضع حد للتساهل مع النووي الإسرائيلي». وبحسب الأمين العام للجامعة العربية، فإن الخطوة الأولى تكمن في انضمام إسرائيل إلى معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، وإخضاع منشآتها للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة النووية. وقال السفير السابق نبيل فهمي، وهو مختص في الشؤون النووية، إنه يتعين انضمام إسرائيل «ليس كدولة نووية» لأن قبولها بهذه الصفة سيعطيها حقوقا مثل الحقوق التي تتمتع بها الدول الخمس الكبرى النووية في مجلس الأمن الدولي. ولذا، فيجب أن تتخلى إسرائيل عن سلاحها النووي لتنضم إلى «شرق أوسط خال منه».