ترجيح توقيع حماس على ورقة المصالحة المصرية قبل القمة العربية في ليبيا

شعث يواصل لقاءاته في غزة ويجتمع مع رئيس الوزراء المقال

هنية مستقبلا نبيل شعث في منزله في مخيم الشاطيء غرب مدينة غزة امس (ا ف ب)
TT

رجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن تشهد الأيام القليلة المقبلة التوقيع على ورقة المصالحة التي بلورتها مصر، ولم توقع عليها إلا حركة فتح. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن أطرافا فلسطينية وعربية نجحت في بلورة صيغة مقبولة لدى جميع الأطراف، تسمح لحركة حماس بالتوقيع على الورقة، دون أن تكشف طبيعة هذه الصيغة.

وأشارت المصادر إلى أنه من المحتمل أن يتم التوقيع على الورقة المصرية قبل انعقاد مؤتمر القمة العربية في أواخر مارس (آذار) المقبل في العاصمة الليبية طرابلس. وأوضحت المصادر أن كلا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ومصر على علم بهذه الجهود، منوهة بأنه ينتظر أن توجه مصر دعوة لجميع الأطراف للحضور للقاهرة للتوقيع على الورقة المصرية.

وشددت المصادر على الدور الإيجابي الكبير لزيارة نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، في إحراز هذا التقدم.

والتقى شعث بوفد قيادي من حركة حماس برئاسة الدكتور خليل الحية، عضو مكتب الحركة السياسي، وأكد الطرفان في ختام اللقاء أنه كان «وديا وترحيبيا.. وتمت مناقشة الأوضاع العامة وآثار الانقسام». وقال شعث «نسعى إلى إنهاء الاحتلال ورفع الحصار من أجل بناء الدولة الفلسطينية وتحقيق آمال الشعب الفلسطيني التي حلم بها وكافح من أجلها»، متمنيا أن تكون هذه اللقاءات تطبيقا عمليا لما اتفق عليه من أجل توحيد الجهود باسم الشعب الفلسطيني.

وأوضح شعث أنه جاء إلى غزة من أجل العودة إليها مرة أخرى، مؤكدا أنه ليس لديه مانع من لقاء أحد، لأن الزيارة ليست محددة، وهناك إمكانية للقاء أكثر من مسؤول في أي فصيل فلسطيني. وأوضح شعث أن زيارته إلى غزة جاءت بقرار من المجلس الثوري لحركة فتح، ممزوجا برغبته الشخصية في الزيارة من أجل إنهاء حالة الانقسام، مبينا أنه لم يكلف رسميا بالتفاوض مع حماس بشأن المصالحة.

ورحب الحية بزيارة شعث، معتبرا أن مثل هذه اللقاءات تمهد لتحسين العلاقات الثنائية بين فتح وحماس، وخطوة نحو تحقيق المصالحة. وشدد الحية على أن حركته ترحب بمثل هذه اللقاءات، مشيرا إلى أنه سيتم عقد لقاءات موسعة من أجل مناقشة عدد من المواضيع والأمور التي تخص الشأن الفلسطيني.

والتقى شعث أمس رئيس وزراء الحكومة المقال إسماعيل هنية. وتم اللقاء في منزل هنية في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، حيث بحث المسؤولان والوفدان المرافقان لهما تحريك ملف المصالحة الفلسطينية. وشارك في اللقاء من جانب حماس خليل الحية، ومن حركة فتح القيادي عبد الرحمن حمد.

وفي تطور آخر، بحث ممثلو الفصائل الفلسطينية في اجتماع حضرته شخصيات فلسطينية، مستقبل المصالحة الوطنية. وقال ياسر الوادية، ممثل الشخصيات الفلسطينية المستقلة «إن اللقاء بحث إلى جانب المصالحة الداخلية وسبل إنهاء الانقسام، الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وضرورة تحريك ملف المصالحة، والتوحد الفلسطيني بأقصى سرعة ممكنة لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية». وأكد الوادية أنه تم التأكيد على الإسراع في إنهاء ملف الانقسام والتركيز على النقاط الخلافية، بالإضافة إلى الجهود التي من الممكن أن تبذل لإتمام التوقيع على اتفاق المصالحة قبل القمة العربية.

إلى ذلك، كشف زياد أبو عين، عضو المجلس الثوري لحركة فتح أمس، عن نية وفد يتكون من 1000 شخصية فتحاوية ومستقلين في الضفة الغربية زيارة قطاع غزة للإسهام في تحقيق المصالحة الوطنية. وفي تصريحات صحافية أوضح أبو عين أنه يجري حاليا ترتيب الإجراءات والاتصالات بشخصيات من فتح ومستقلة من رجال الأعمال ورؤساء البلديات والجامعات والكليات، للتنسيق لزيارة غزة. وأوضح أن الوفد سيضم أعضاء من اللجنة المركزية والمجلس الثوري لفتح، مبينا أن الهدف من الزيارة هو تحقيق الوحدة الوطنية، لأن الانقسام الداخلي لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي، وأن الوحدة هي مطلب فلسطيني.