حزب الله: من حق الدولة اللبنانية استدعاء من تشاء للبحث عن الطائرة.. شرط العمل تحت إمرتها

خفف من حذره حيال المشاركة الأجنبية في عمليات الإنقاذ

TT

«من حق الدولة اللبنانية أن تستعين بالجهة التي تشاء، إلا إسرائيل طبعا، للمساعدة في العثور على حطام الطائرة الإثيوبية المنكوبة وإعادة الجثث إلى العائلات المفجوعة»، هذا ما يقوله النائب السابق عن حزب الله، حسن حب الله لـ«الشرق الأوسط» في معرض الرد على سؤال حول مدى توجس حزب الله من استدعاء بواخر غربية، لا سيما السفينة «يو إس إس راميدج» التابعة للأسطول السادس الأميركي، للبحث عن حطام الطائرة الإثيوبية التي سقطت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، قبالة الشواطئ اللبنانية.

ويضيف حب الله: «ما يهمنا هو أن تكون التحقيقات وعمليات البحث تحت إشراف الدولة، وأن لا يستفرد الأجنبي بالعمل، أو يترك له المجال ليفعل ما يريد»، ويشرح حب الله: «التوجس لا يخصنا وحدنا كحزب الله، يوجد في هذه المنطقة حذر تاريخي من الغرب، لأنه في كل مرة يدخل من باب المساعدات الإنسانية وينتهي إلى شيء آخر، رأينا الأميركيين في هايتي يدخلون بعد الزلزال بحجة المساعدات الإنسانية والإنقاذ، ثم قرأنا جميعا منذ أيام، أن أفرادا منهم كان يحضرون لخطف أطفال هايتيين لبيع أعضائهم»، ويضيف حب الله: «عندنا حذر تاريخي، عمره أكثر من 100 سنة نتيجة تجربتنا المريرة مع الغرب، من حق الدولة اللبنانية أن تستعين بمن تشاء، شرط أن تسير الأمور تحت إدارتها، أما عن مخاوفنا من الوجود الأجنبي في المياه اللبنانية فأذكّر بأن الاتحاد الأوروبي موجود عسكريا عبر قوات اليونيفيل التي تجوب الشاطئ اللبناني منذ أربع سنوات، من هذه الناحية لا تخافوا علينا نحن نعرف كيف نحمي أنفسنا».

وكان كلام قد تردد عن أن حزب الله يراقب «بحذر شديد» حركة الباخرة الأميركية العسكرية التابعة للأسطول السادس الأميركي التي تم استدعاؤها، والسفينة «أوشن آلرت» المزودة بأجهزة لمسح الأعماق، وانتقد تلفزيون «المنار» منذ 3 أيام بطء عمليات البحث وعدم التوصل إلى نتائج، متهما جهات في إحدى الوزارات بعقد صفقات مع سفن للبحث لا هدف لها إلا المنفعة المادية، لكن حزب الله الممثل في حكومة الوحدة الوطنية، سارع منذ أمس إلى تهدئة الأجواء، واصفا انتقاداته بأنها كانت تقنية ولا علاقة لها بالسياسة أو الأمن، وقال أحد مسؤولي حزب الله لـ«الشرق الأوسط»: «أفضل عدم التصريح حول الطائرة ومجريات البحث عن الضحايا، كي لا أثير أي بلبلة حول الموضوع، ما كنت قد صرحت به من قبل، جاء ردا على أسئلة عابرة، من جهتنا، نولي كل الثقة للجيش اللبناني، ونرى أن تجري التحقيقات بإشرافه، وهذا يريحنا ويطمئن الجميع».

ويحاول حزب الله منذ وقوع كارثة الطائرة الإثيوبية أن يحافظ على موقف متوازن يرضي جميع الأطراف، فمن ناحية، هناك الضحايا اللبنانيون وغالبهم من الجنوب ومن الجمهور الشيعي الذي لا يملك حزب الله إلا مراعاته، وهناك التضامن الحكومي وحالة المصالحات السائدة التي لا يريد أن يخسرها عند أول امتحان، لذلك فبمجرد أن علت أصوات تتحدث عن مخاوف الحزب من الاستعانة بالأميركيين للبحث عن الطائرة، سعت جهات في حزب الله إلى شرح أسباب القلق، ووضعه في الخانة الإنسانية.

وكان النائب عن حزب الله علي فياض قد أثنى بعد أيام من وقوع الطائرة على التضامن الحكومي أمام الكارثة، لكنه في الوقت نفسه تحدث عن «الضعف الذي يعاني منه لبنان على مستوى الإمكانات» وقال: «يوما بعد يوم علينا الاعتراف بأن مؤسسات الدولة عاجزة وهشة، والفراغات في البنية الإدارية هائلة، والإصلاح في البلد موضوع كبير ومعقد للغاية»، وشدد فياض على أن المطلوب هو تقديم رواية رسمية تشرح تفاصيل الحادثة وحقيقة ما حصل، «لأن التجارب في لبنان غير مشجعة» كما دعا فياض الرأي العام اللبناني «ألا يرحم».

وهو كلام لا يبتعد كثيرا عما قاله، أمس، النائب السابق عن حزب الله حسن حب الله لـ«الشرق الأوسط» شارحا: «إن مخاوفنا ليست من تقصير مقصود، لكننا نعرف أن ثمة اهتراء في كل شيء، فالاهتراء الإداري موجود، كما الاهتراء السياسي والاقتصادي، لذلك نشدد على أننا مع طلب المساعدة من أي أحد، بشرط أن نبقى يقظين، لأن العقل الغربي والأميركي عموما يقوم على المنفعة، ونخشى في كل مرة يقدمون مساعدتهم فيها أن ندفع الثمن غاليا».